الموريتانيون ينشغلون باعتماد سفير أمريكي عازف خلفاً للسفير الراقص

خميس, 03/22/2018 - 00:47

ينشغل الموريتانيون هذه الأيام بانحشار ميكائيل دود مان سفير الولايات المتحدة الذي اعتمد لتوه في نواكشوط، في عمق الشأن المحلي الموريتاني متخذاً عزف الآلات الموسيقية مدخلاً لتغلغله في المجتمع وذلك على خطى سلف السفير أندريه لاري الذي قضى معظم فترة اعتماده متغلغلا في عمق المجتمع راقصا في الأعراس وآكلا المشوي في المطاعم الشعبية.
وبدأ هذا الانشغال مع نشر السفارة الأمريكية في موريتانيا أمس على صفحتها على «الفيسبوك»، صورة للسفير دودمان مع زوجته وهما يرتديان الزي الشعبي الموريتاني محتضنين لآلتي «التدنيت» و»آردين» الموسيقية الشعبية الموريتانية.
وأبدى المدونون الموريتانيون المتسيسون قلقهم البالغ من أن يكون رقص السفير السابق وعزف خلفه، طريقة اعتمدتها الدبلوماسية الأمريكية عن سبق إصرار، لتحقيق تغلغل سفرائها في المجتمع الموريتاني ذي الأعراق المتعددة، تمهيدا لتفكيكه على غرار الدور الذي يشاع أن السفير الأمريكي السابق أندريه لاري قام به، عندما كان سفيرا في السودان، مساهما في فصل جنوبه عن شماله. 
وأكد المدون النشط محمد الأمين الفاضل «أن السفير الأمريكي الجديد بدأ بداية أقوى من بداية لاري أندريه الذي شاهدناه لأول مرة وهو يأكل المشوي في مطعم شعبي في مقاطعة عرفات مسكين السفير الأمريكي السابق لاري أندري كان شديد الانعزال قليل الاختلاط بالمجتمع، إذا ما قورن ببداية خلفه دودمان».
وأضاف: «عموما، هذه الصورة قد تُحسب لصالح السفير الأمريكي الجديد إن كان ما يُراد بها فقط هو تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين، أما إذا كان المراد منها التغلغل في المجتمع من أجل تفخيخ لحمته ووحدته الوطنية، وذلك هو الاحتمال الأكبر، فإن علينا في هذه الحالة أن نزداد قلقا على قلق، فمن كانت بدايته قوية كهذه فذلك يعني بأنه لن يجد صعوبة كبيرة في التغلغل السريع داخل المجتمع». وعلّق عبد السلام حرمه رئيس حزب الصواب (البعث الموريتاني) على الصورة قائلاً: «على كل حال أغلب الموريتانيين اليوم للأسف، ليس لديهم وقت للموسيقى، ولن يتجه من منهم لديه وقت للموسيقى لعزف هذا السفير، وكما يقول المثل العربي «ويل للخلي من الشجي».
أما المدون الهادي السعيد فقد كتب مؤكداً «أن للرقص والغناء مكانتيهما في كل تفاصيل الحياة الأمريكية، بل هما جوهر حياة الأمريكي، فلا غرابة إن رقص لارى آندريه أوعزف وغنى دودمان».
وقال: «بما أن الدبلوماسية الأمريكية مجسدة في سفراء أمريكا التي لا تتصرف عبثاً أبداً، وقناعة مني بأن السفيرين لم يدفعهما لهذا نقص الأجواء المطربة في بلدهما، فالتركيز يجب أن ينصب على استكناه أمرين هما: على ماذا رقص السفير السابق؟ ولمن يغنى السفير الجديد؟».
«ماضي السفير لارى آندريه، يضيف المدون، وواقع المناطق التي عمل فيها جيبوتي وشمال السودان، ثم طبيعة العلاقات التي نسجها خلال إقامته في نواكشوط مع حركة «أفلام»، ومتطرفى حركة «ايرا»، وقادة حركة وخطاب «الإلحاد» الجديدة، كلها أمور تشي بأن الرجل كان يرقص على «وتر» التفرقة، أما السفير مايكل دودمان، الذي كانت جل إذا لم نقل، كل وظائفه السابقة تتعلق بالاقتصاد والطاقة فهو أيضا لا يغني أبدا على الفراغ بل يغني على «الغاز» وهو ليلاهُ وليلى أمريكا خلفه». 
وكان المدونون الموريتانيون قد انشغلوا كثيرا بنشطات السفير الأمريكي ودون الصحافي الموريتاني الشيخ بكاي عن السفير قائلاً «جال على كل الولايات، عقد اجتماعات مع مسؤولي الإدارة ورؤساء المصالح. التقى المواطنين. استقبل بالزغاريد والطلق الناري الترحيبي. ولا أدري بم قام أيضاً من الأمور المستورة. يحيرني السفير الأمريكي في نواكشوط وأستغرب موقف السلطات من أنشطته المستفزة». 
وتحدث المدونون ضمن استعراضهم لنشاطات السفير الأمريكي السابق، استقبالات خصصت له في أرياف موريتانيا ومدنها الداخلية بالطبول والطلقات النارية المرحبة، واعتبروها «جولات تثير الكثير من الاستغراب».
وكان السفير الأمريكي قد أجاب صحافياً سأله عن الهدف من جولاته قائلاً: «أنا سفير في كل موريتانيا لا في نواكشوط وحدها».

القدس العربي