استبعاد حرب الصحراء في الأسابيع المقبلة رغم أجواء التوتر التي تخيم على الملف

أربعاء, 04/11/2018 - 02:10

رغم أجواء التوتر التي تخيم على ملف الصحراء الغربية، تبدو الحرب خلال الأسابيع المقبلة مستبعدة ولكن محتملة خلال الشهور المقبلة، ويعود هذا الى معطيات متعددة منها ما هو مرتبط بالمغرب ومنها ما هو مرتبط بتطورات معالجة مجلس الأمن لهذا النزاع.

ويهدد المغرب باللجوء الى الخيار العسكري طالما لم تنسحب جبهة البوليساريو من المنطقة العازلة وراء الجدار الفاصل، حيث تنوي تشييد مبان خاصة بالدولة التي أعلنتها. ويعمد المغرب الى تعبئة سياسية وعسكرية قوية خلال الأيام الأخيرة منها اجتماع أمناء الأحزاب السياسية في العيون بالصحراء للتعريف بموقفه والدفاع عن خيار الحرب كآخر الخيارات إذا فشل الحل السياسي. كما قام بنقل آلاف الجنود والعتاد العسكري الى مناطق شرق الجدار، حيث تتواجد البوليساريو في الجهة الأخرى. ولكن معطيات الواقع تشير الى استبعاد الحرب خلال الأسابيع المقبلة لأسباب متعددة على رأسها استمرار تواجد ملك المغرب محمد السادس في فرنسا بعد العملية الطبية في القلب التي خضع لها خلال شهر فبراير/شباط الماضي. ونظراً لصفته رئيس الأركان العسكرية، لم يعقد حتى الآن أي اجتماع عسكري طارئ للخروج بقرار الحرب من عدمه ضد جبهة البوليساريو. ويستحيل شن الحرب ضد البوليساريو في ظل وجود الملك في الخارج، باستثناء إذا تعرض المغرب لهجوم مباغت، ووقتها عليه الرد. وعلى مستوى آخر، لا يقدم المغرب على المغامرة بالحرب قبل معالجة مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء قبل نهاية الشهر الجاري لإصدار قرار جديد بدت ملامحه واضحة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس وينص على تمديد مهام قوات المينورسو للحفاظ على السلام. وعمليا، تواجه الأمم المتحدة أصعب امتحان في نزاع الصحراء بعد اتفاقيات الهدنة العسكرية الموقعة سنة 1991، إذ لأول مرة هناك مؤشرات حقيقية حول احتمال استئناف القتال، فمن جهة، يصر المغرب على مغادرة قوات جبهة البوليساريو من المنطقة العازلة والعودة الى مخيمات تندوف وإلا استعمل السلاح لتنفيذ هذا الأمر. ومن جهة أخرى، تؤكد البوليساريو عدم انتظار أربعين سنة أخرى في رمال تندوف وتريد حلا الآن، وبالتالي تفضل العودة للسلاح لفرض واقع جديد في المفاوضات والضغط من أجل الحل النهائي. ويعتبر الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي من دعاة الحل العسكري، وكان قد تحفظ سنة 1991 على اتفاقيات السلام لأنها لم تحدد تاريخا معينا لإجراء استفتاء تقرير المصير.
وكانت الحرب قد وقعت بين المغرب والبوليساريو ما بين سنتي 1976 الى 1991، وخلفت توتراً إقليمياً امتد الى موريتانيا والجزائر ودعم قوي من طرف نظام معمر القذافي الليبي لجبهة البوليساريو علاوة على آلاف الضحايا من القتلى وعشرات الآلاف من النازحين. ويطرح المغرب الحكم الذاتي حلاً بينما تشدد البوليساريو على استفتاء تقرير المصير.

 

حسين مجدوبي

مدريد – «القدس العربي»