في الحلقة الماضية تناولنا متطلبات أعباء الحجر المنزلي التام، الذي ثبت بالتجربة العملية أنه يشكل أنجع وسيلة للوقاية من الوباء، حتى لدى الأمم القوية المتقدمة؛ ناهيك عن تلك الضعيفة التي ما تزال في طريق النمو.
إن من يَشتغل في مجال التوعية والكتابة في قضايا الِشأن العام في زمن الأزمات والأوبئة ستعترضه ـ لا محالة ـ جملة من التحديات التي يجب عليه أن يتعامل معها بحذر شديد. وهذه التحديات ستجعله كلاعب السيرك الذي يسير على حبل رقيق معلق في مكان مرتفع من الفراغ، فكل حركة غير محسوبة قد تؤدي به إلى السقوط في الهاوية.
انسوا “الكورونا”.. حدثان يُؤكِّدان زعامة الصين المُبكِرة.. الأولى في الاختِراع عالميًّا.. وإعادة الحياة الطبيعيّة إلى ووهان بعد 76 يومًا.. وترامب يشتم وتُرَدِّد خلفه جوقَتهُ العربيّة
تصدرت عملية احتيال عقاري واسعة النطاق ومدوية عناوين الصحف في المغرب خلال الأيام القليلة الماضية، حيث باع أحد المقاولين العقاريين، على أساس المخططات، لما لا يقل عن ألف من المشترين، فيلات مستقبلية رائعة في الدار البيضاء... بدون أي سند عقاري ولا رخصة بناء. ويقول محامو الضحايا إن حوالي ستين مليون يورو قد اختفت.
يوماً بعد يوم يزاد الغموض الذي يحيط بوباء كورونا الذي يحاصر البشرية جمعاء. حتى العلماء والأطباء يتناحرون فيما بينهم حول طبيعة هذا الوباء وطرق التصدي له. ومنظمة الصحة الدولية تطالب الجميع بأن لا يستمعوا إلا لها ولبياناتها ومعطياتها.
بصفتي أحد المهتمين بالشأن الوطني العام منذ سنة 1962، ومن الذين أيدوا حركة 3 أغسطس المجيدة، ومسار الإعمار والديمقراطية وتداول السلطة الذي أنجزته، وأنتمي - على طريقتي- إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.. حاولت مقابلة رئيس الجمهورية منذ ترشحه، وبعد وصوله إلى السلطة بغية تقديم النصح إذ "تؤخذ الحكمة من غير حكيم"..
ليس من الوطنية، ولا من الحكمة، ولا من النضج، ولا من المسؤولية، أن يحاول بعضنا أن يستغل تعميم وزير الصحة وبيان نقابة الأطباء لخلق صراع وهمي بين الوزير والأطباء، وعلى كل من يحاول ذلك أن يدرك بأنه يلعب بالنار، وبأنه يخاطر بمصير بلده الذي تهدده - كبقية بلدان العالم- جائحة كورونا.
هل سيُسجِّل فيروس كورونا بداية العد التنازلي لانهِيار الإمبراطوريّة الأمريكيّة؟ ولماذا لا نحتاج لصحيفة “الواشنطن بوست” لتَزُف لنا هذه البُشرى؟ وما أوجه الشّبه بين أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش ونظيره العربيّ أبو الغيط؟
كورونا لم يعد ذلك الوباء الذي نسمع به عند الاخر ، ولم يعد ذلك الخبر الذي نتابعه حوالينا بقليل من الاهتمام ... انه هنا .. لقد أصبح بيننا ومن مواطنينا .. لم يعد خطرا داهما بل قائما فلا تستسهلوا الخطر انه عظيم