يستهل ريال مدريد مشواره بالموسم الجديد أمام جاره أتلتيكو مدريد يوم الأربعاء ببطولة كأس السوبر الأوروبي/ في مباراة يخوض فيها النادي الملكي تحديًا جديدًا.
وستكون المباراة، هي اللقاء الرسمي الأول للريال بدون نجمه وهدافه، البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان، الذي قاده لحصد لقب آخر 3 نسخ لبطولة دوري أبطال أوروبا.
كما أنَّ المباراة التي ستلعب بالعاصمة الإستونية تالين، الأولى للملكي هذا الموسم تحت قيادة المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي، الذي يتعين عليه أن يوضح كيف سيعتمد لاعبو الريال على أنفسهم بدون الأرقام المذهلة التي كان يحققها كريستيانو رونالدو.
ووصف لوبيتيجي في الأيام الأولى التي تلت توليه منصبه الجديد هذا التحدي الذي يستعد ريال مدريد لمواجهته بـ"المثير".
وفي ظل غياب العناصر المؤثرة التي تستطيع رأب الصدع الذي تركه رونالدو برحيله إلى يوفنتوس الإيطالي، سيكون على بعض اللاعبين الكبار حاليًا في ريال مدريد أن يتقدموا لتنفيذ هذه المهمة.
ويبزر في هذا الإطار كل من الويلزي جاريث بيل، والإسباني ماركو أسينسيو، فيما يتعين على الفرنسي كريم بنزيما أن يزيد من معدله التهديفي.
وسجل تاريخ ريال مدريد الطويل رحيل بعض من لاعبيه الكبار عنه، بالإضافة إلى عمليات عديدة من الإحلال والتبديل بين الأجيال القديمة والجديدة، ونجح هذا النادي العريق في مواجهة هذه التحديات جميعا.
بيد أن رحيل اثنين من أشهر أيقوناته، راؤول جونزاليز وإيكر كاسياس، كان له تأثير أقل حدة، وذلك لأن رحيل هذين اللاعبين الكبيرين جاء في عصر رونالدو، وخاصة أن راؤول كان أحد أبرز الهدافين التاريخين لريال مدريد.
واعتاد النادي الإسباني على تعويض رحيل نجومه بعقد صفقات جديدة قد تكون من العيار الثقيل، ولكن كان ينتهي بها المطاف دائما إلى إحداث أثر أقل من المتوقع.
وبدأ ريال مدريد في اتباع هذا النهج بعد انتهاء عصر الأساطير في مطلع القرن الحالي ليستبدل سياسته في التعاقد مع لاعبين كبار مثل زيدان ولويس فيجو وروبرتو كارلوس وديفيد بيكهام بالتعاقد مع لاعبين أقل شأنا مثل فابيو كانافارو وآريين روبن وجونزالو هيجواين وويسلي شنايدر.
وكانت أسوأ الفترات في تاريخ ريال مدريد والتي شهدت الكثير من التقلبات وعدم الاستقرار في نهاية عقد الثمانينات وبداية التسعينيات، فبعد انتهاء حقبة الجيل الذهبي الذي كان يقوده ايميليو بوتراجوينيو بدأت لعنة الفريق مع بطولة دوري أبطال أوروبا تتخذ مسارا أكثر تأزما لتمتد فترة غيابه عن حصد لقبها إلى 32 عاما.
ولذلك، يذكرنا ما يحدث الآن في ريال مدريد بالفترة التي تلت حقبته الذهبية التي شهدت بزوغ نجم العديد من اللاعبين الصاعدين من صفوف قطاع الناشئين التابع له.
وتوج ريال مدريد في خمس سنوات متتالية ببطولة دوري أبطال أوروبا في الفترة ما بين عامي 1955 و1960 تحدت قيادة الفريدو ديستفانو، أسطورة أخرى من هدافيه التاريخيين.
وبعد أن غادر اللاعب الراحل ريال مدريد مع نجوم غيره مثل فيرينتس بوشكاش وخوسيه ايميليو سانتاماريا تراجع مستوى الفريق بشكل كبير ليضطر بعد ذلك إلى تعويض رحيل نجومه بالدفع بلاعبين صغار بجانب بعض من المخضرمين الذين كانوا ينتمون للفريق السابق، مثل باكو خينتو.
ونجح الفريق الجديد في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1966، وكان ذلك هو اللقب السادس للفريق في هذه البطولة.
وبعد أن توج ريال مدريد مؤخرا بلقبه الثالث عشر في هذه البطولة والرابع في آخر خمس سنوات مع كريستيانو رونالدو، جاء الدور الآن على إيسكو ولوكا مودريتش ومارسيلو وتوني كروس وبيل وأسينسيو ليعملوا على امتداد العصر الذهبي لهذا الجيل بدون الاعتماد على أهداف النجم البرتغالي، وسيكون الاختبار الأول في هذا الصدد بعد غد الأربعاء أمام أتلتيكو مدريد.