تعج بعض الصفحات الألكترونية بأحاديث وتعليقات حول مواضيع خارج السياق الزمني ومتطلبات المرحلة الراهنة، وإذ يستعصي على المرء إيجاد مسوغات للحديث عن استحقاق انتخابي تفصلنا عن موعده أربع سنوات، وهي فترة تعادل مأمورية أكبر الديمقراطيات في العالم!
قرأت هذه الأيام كتابات يتحدث أصحابها عن أسماء شخصيات سياسية من المرجح بحسبهم أن تحظى بدعم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. من الطبيعي أن يكو ن لأي منا ميول الاختيار شخص يرى أنه
يستوفي المؤهلات الشخصية بغية اقتراحه، نيابة عن الأغلبية الرئاسية. ومع ذلك، أعتقد أن
بالطبع ما يجمعنا أكثر و أكبر مما يفرقنا ،
ما يجمعنا هو دين واحد و نعم الدين الإسلام.
و وطن واحد هو موريتانيا الحاضنة التي تزخر بكل الخيرات و الثروات و تتسع للجميع ،
فمصدر قوتنا و ثرائنا هو تنوعنا العرقي و الثقافي .
في ظل التزام الجمهورية الإسلامية الموريتانية الراسخ بالمعايير الدولية لمكافحة الجرائم المالية المنظمة، لا سيما جريمتي غسل الأموال (Blanchiment de Capitaux)^1 وتمويل الإرهاب (Financement du Terrorisme)^2.
الموت يختصر الطرق الطوال كل يوم تقريبا في موريتانيا، وينهي التهور وصعوبة الإنقاذ حياة كانت مليئة بالبسمات مفعمة بالفرح، هذا بالفعل ما تعيده الحوادث المؤلمة و الشنيعة التي راح ضحيته الآلاف، لعل آخرهم فاجعة الأمس التي مزقت خمسة أرواح من أسرة واحدة كلمح بالبصر.
في الخطاب الإعلامي لكتائب القسام ـ الذراع العسكري لحركة حماس ـ تطفو الرموز الدينية على السطح، واضحة لا تخطئها العين، ولا يتعلق الأمر بفسيفساء بلاغية، ولا زينة شعاراتية، بل باعتبارها خيارات حضارية واستراتيجية، تُستدعى من القرآن الناسخ والمهيمن على الكتب الأولى، وتُعاد صياغتها ضمن طرح تأسيسي شديد التركيب.
شعرت بحالة من الغيظ الشديد وانا أتابع مسلسل الاهانات، والغطرسة، والبذاءة، والاحتقار من قبل الرئيس الأمريكي “الجاهل” دونالد ترامب اثناء لقائه مع خمسة من القادة الافارقة على مائدة غداء في البيت الأبيض، كان من بينهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي قاطعه ترامب وهو يدلي بكلمته بطريقة لا يمكن ان تصدر الا عن أبناء الشوا
سبعة آلاف ميل بحري؛ هي المسافة التي تفصل نواكشوط عن واشنطن (جيئة وذهابا).. مسافةٌ تبدو بحسابات الجغرافيا عادية؛ لكنها بمقاييس الفوارق بين عالمنا "الثالث" وعالمهم "الأول" تعادل سنوات ضوئية..
***
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتحديدا في شمالها، يوم الأحد الموافق 29 يونيو 2025، سلسلة من الانقطاعات المفاجئة وغير المبررة للتيار الكهربائي، بلغ عددها ما بين عشر إلى اثنتي عشرة مرة خلال اليوم ذاته، تخللتها فترات قصيرة من إعادة التيار، قبل أن تختتم هذه المعاناة بانقطاع مطول دام أكثر من سبع ساعات متواصلة مساء يوم 30 يونيو.
في عالم تتسارع فيه التحولات وتتداخل فيه الأزمات، لم تعد السياسة رفاهًا نظريًا أو ترفًا مؤجلاً، بل أصبحت استجابةً مستمرة لتحصين الدول من آثار الارتدادات الإقليمية والدولية.