لماذا تعتمد الشعوب الأخرى، في تحقيق أهدافها الكبرى، أساليبَ الأمانة والصدق والوفاء، بينما يعتمد شعبُنا نحن، في تحقيق أهدافه، على الكذب والخيانة والغدر؟
في إحدى اللحظات العابرة، تلك التي لا تبدو للوهلة الأولى ذات شأن، طُلب مني أن ألتقط صورة قرب شجرة الميلاد (Christmas Tree)، لا بوصفها شجرة فحسب، بل بوصفها رمزًا، وإيماءة ثقافية، وموقفًا غير بريء من المعنى. اعتذرت بهدوء، لا صراخ فيه ولا ادّعاء طهارة، فقط انسحاب بسيط يحفظ لي انسجامي الداخلي.
أتقدّم إليكم بخالص الشكر وأصدق عبارات الامتنان على ما شهدته البلاد من تحوّلات نوعية وإنجازات كبرى، أطلقتم ديناميكيتها خلال فترة مأموريتكم، في إطار برنامجكم الطموح «تعهداتي» (أغسطس 2022 – يوليو 2023)، القائم على أربعة محاور استراتيجية كبرى.
أقدم هذه الخلاصات "جمعا وتقريبا" لمعلومات مهمة لجمهور هذا الفضاء، "تعليما" لمن لم يكن يعلمها، و"تذكيرا" لمن كان يعلمها، و"أرشفة" لها في هذا الفضاء "أمانة" لدى "مارك"، فقد يأتي اليوم الذي نحتاجها فيه.
وقد رأيت من خلال متابعة ما كتب عن الموضوع خلال الساعات الماضية أن الحاجة إليها ماسة، فقررت تقديمها، وهي:
في إطار الصراع الراهن بين روسيا والبلدان الأوروبية، اعتبر المفكر السياسي فلاديسلاف سورخوف أن جوهر المُشكِل يتعلق بمركزية الدولة الوطنية في العقل السياسي الغربي، في حين لا تعني هذه المقولة شيئاً في المُتخيّل التاريخي والثقافي الروسي.
يمرّ عيد الاستقلال في موريتانيا كل عام محمّلًا بالرموز: العلم، النشيد، الخطب الرسمية، ومشاهد الفرح العابرة. غير أنّ خلف هذا المشهد الاحتفالي، يسكن سؤال ثقيل لا يُغادِر الذاكرة الجماعية: ماذا تبقّى من معنى الاستقلال بعد خمسة وستين عامًا؟
من الانصاف أن تعترف لمدينة شنقيط المباركة بما حباها الله تعلى به من شهرة بالعلم والحج، جعلت اسمها يطلق على جميع سكان القطر ابتداء من أواخر القرن الحادي عشر، ومنذ أن تعرب معظم سكان البلاد، وضعف ارتباطهم بالمحيط التكروري وانتقلوا إلى منظومة ثقافية جديدة..