ما الفرق بين حكومة الرئيس الموريتاني محمدولد عبد العزيز والتي مضى على إعلان استقالة سابقتها أكثر من عشرة أيام ولا أحد يعرف مرشحا واحدا لمنصب واحد إلا أن مولاي ولد محمد لغظف سيكون الوزير الأول وربما الوزير الأوحد الذي يعرف الجميع بقاءه في منصبه، وبين أخبار صحة الرئيس أيام رصاصة "أطويلة" والإقامة الطويلة في باريس؟
ما الفرق؟ لا شيء يذكر، فحكومة ولد عبد العزيز التي من المنتظر إعلانها في أي وقت عرف تشكيلها من التكتم ذات الكم الذي عرفه الوضع الصحي للرئيس الموريتاني أيام علاجه وكأن الأسماء المرشحة للمناصب الوزارية سر من أسرار الدولة كما الوضع الصحي للرئيس، لا يمكن لأحد أن يعرف تفاصيله ولا يجوز لأحد أن يقترب من تخمينه؟
لكن ما ذا ترى قد يكون السبب وراء ذلك، إذا سلمنا بفهم السبب وراء شبيهه؟
يرى المراقبون أنه للرئيس محمد ولد عبد العزيز هوايات كثيرة يعرف منها الموريتانيون - حتى الساعة والأيام كفيلة بالباقي - ولعه الكبير بـ"الانقلاب" على السائد، فلم تشهد حكومات موريتانيا المتلاحقة من التكتك على مسار التشكيل ما شهدته حكومة عزيز المنتظرة، ولم يعرف سبب واحد وجيه لكل هذا التكتم حتى أن الكثير من الإعلاميين يتحدثون عن أوامر عليا بالاتصال الهاتفي بين الوزير الأول والمرشحين للمناصب كي لا يرى "المتطفلون" داخلا إلى مكتب الوزير ولا خارجا منه.
ما الفرق إذن؟، جملة ترددت كثيرا في الأوساط السياسية المهتمة بمسار تشكيل الحكومة، وهي ترى ذات النفس الطويل وتنتظر ذات المفاجأة حيث يتندر البعض بإمكانية خروج وزراء الحكومة الجديدة إلى جانب الرئيس الفرنسي في الإليزيه ذات صباح لم يكن أحد يخمن أن تظهر فيه، وفي انتظار ذلك تبقى أبواب الشاءعات والتخمينات و "المصادر الخاصة" و "المطلعة" و "الضليعة" الآلية الوحيدة أمام الصحافة الموريتانية من أجل تحديث المواقع الإخبارية.
حدث موقعك بخبر عن "الحكومة" و عن "انتظار" الحكومة وعن تشكيلها هذا المساء وعن استدعاء فلان ابن فلان لمكتب الوزير الأول وعن دخول فلان إلى المكتب وعن خروج فلانه منه، تماما كما كنت في قبل عام ونيف تحدث موقعك بآخر أخبار رحلة الرئيس العلاجية والتي لم تكن تعرف منها إلا المكان والمكان فقط.
حدث موقعك، بما أردت لكن لا تمني النفس بأن تحدثه بشيء ذي أهمية بخصوص الحكومة إلا إذا "نسخته" و "لصقته" من الوكالة الموريتانية للأنباء، وتلك سانحة كبيرة للوكالة كي تجد أكبر عدد من الزوار وهي التي تحتاج "الزائرين"، وواصل في الدعاء علّ ولد عبد العزيز يعرف أن الحكومة ليست "سرا" كبيرا وليست ذات أهمية لدى المواطنين وهم الذين يعرفون شبهها التام بسابقاتها وما جاز على المثل يجوز على مماثله.
الدو ولد سلمان