خلال الأيام الماضية ومنذ تصريحات الوزير الأول في أكجوجت ظهرت في الساحة مقولتان أو شبهتان أما أولاهما - وقد رافقت حراك الطلاب منذ أول يوم - فهي تسييس الحراك المطالب بإلغاء حاجز السن في التسجيل في الجامعة وأن جهة أو جهات سياسية تقف خلف هذا الحراك أو تستغله في الحد الأدنى، وهذه الشبهة أو التهمة التي تنتمي لثقافة متخلفة لا معنى لها لأسباب ثلاثة : أولهما أن الحراك جاء بسبب معاناة ضحاياها بالمئات وجدوا أنفسهم عرضة للحرمان من مواصلة تعليمهم فالدافع حق سلب ومظلمة لا سبيل للتشكيك فيها وثانيهما أن كل الطيف السياسي والنواب بمختلف انتماءاتهم تضامنوا وسجلوا ذلك الحضور الرمزي فكان الأمر أقرب إلى إجماع سياسي على عدالة القضية أكثر منه استغلالا بالدلالة السلبية وثالثهما أنه مطلوب من السياسيين مساندة أصحاب الحقوق فلا معنى لمهتم بالشأن العام يسكت عن مظالم بادية للعيان وأهلها يطلبون المساندة.
وأما ثانية التهم أو الشبه - والتي ظهرت في تصريحات الوزير الأول - وحاول البعض تسويغها فهي التراجع بسبب الاحتجاج والاستجابة لمطالب المتظاهرين فذلك في زعمهم ضعف للدولة وكسر لهيبتها وفتح للمجال بلا حدود للعمل الاحتجاجي والمطلبي وهذا منطق كسابقه ينتمي للأحادية السياسية ويستحضر بعدا أمنيا تقليديا، الدول الديمقراطية تقنن الاحتجاج وتشرعه وتبرمج على المنطق المطلبي ، واختلاف المطالب ونوع الاحتجاجات المتخذة تملي طريقة التعامل معها فالمطالب المشروعة والمتخذ أهلها طرق الاحتجاج السلمي تكون محل دراسة واستجابة ( وهذه حال هؤلاء الطلاب ) عكس غيرها فيقدر بقدره وذلك حديث آخر.
تسوية هذه القضية ملحة ومستعجلة وقد أرسلتم رسائل بذلك المعنى ومما لا يقبل من القائمين على الأمر العام القول وخلافه والإيحاء وعكسه والرسالة ونقيضها.
محاسبة كل من أسهم في هذا القمع الوحشي توجيها أو تنفيذا أمر لازم فحرمات الناس مصونة شرعا وقانونا وقد ظلم هؤلاء الطلاب، والظلم مؤذن بخراب العمران.
قوة الدولة في عدلها، وهيبتها في احترامها للناس واحترام الناس لها، وليس صحيحا ما قاله ميكيافيل فالجمع بين الحب والهيبة ممكن.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك