لو كنتم تدركون أن أغلبية الرؤساء الذين حكموا البلد، حكموه إما بحب السلطة أو الشهرة أو المال ولا دخل للوطن في الأسباب، لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن من بينهم من انتمى إلى حركة سياسية وكان يتغاضى راتبا وظهر إسمه على لائحة أعضائها البارزين مع عبارة "خائن" كملاحظة سرية مما يعني أنه كان يُستغل بدليل انتمائه وعدم ثقة الحركة فيه لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن من بينهم من كان ماهرا في لعبة الورق ومن خصوصياته أنه إذا أكل مال منافسه لا يرده ولو إذا كانت الجولة تمرينا قبل وصول اللاعبين الآخرين لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن من بين الضباط السامين خمسة انتموا – في يتلك الفترة – إلى نفس الحركة وهم يشغلون وظائف سامية وحساسة ويتقاضون جميعهم رواتب منها ولا أحد يعرف من هم إلا قلة من الرسميين، لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن هؤلاء الخمسة ظهروا على نفس اللائحة مع عبارة خائن أمام الإسم وغض الطرف عنهم لحساسية مراكزهم آنذاك لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن من بين الرؤساء من سافر ذات مرة لقضاء عطلة الأسبوع فالتقى بنسوة إحداهن تتناول التبغ عبر أنفها (الشم) ولما قضى وطره قال لرفيقه لعن الله الشم والبرد فلنقادر المكان لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن بعض الرؤساء بيض الرجال كما تبيض الأموال وسجنهم وأعفاهم من وظائفهم وقد خانوا الوطن بأمره أو تحت إمرته ثم أعادهم إلى مراكز أكثر نفوذا وحساسية لما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن بعض الحملات الرئاسية قد تم تمويلها من الخارج واستقرت مبالغ التمويل في بعض بنوكنا المحلية وكان الفائض بعد الحملة سببا في خلاف بين رجال عظماء كانوا بالأمس أصدقاء وحلفاء لأدركتم حجم المخاطر ولما صفقتم.
- لو كنتم تدركون أن إصابة الرؤساء والملوك بجنون العظمة أصلها الجماهير التي تبجلهم خوفا وطمعا حتى يصبحوا في عالم افتراضي لا يمت بصلة إلى الواقع حتى يتجردوا من النخوة والعاطفة وفي بعض الأحيان من الإنسانية لما صفقتم لكل قادم من شدة جبروت سلفه ولعنتم كل منصرف لشدة جبروته هو.
- لو كانت معارضاتنا منذ التسعينيات أدركت أن السياسة في بلدنا غير أخلاقية ولا تخضع لمنطق بحيث لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، تماما كالكوارث الطبيعية، لما شاب أحمد ولد سيدي باب، وأحمد ولد داداه، ومسعود ولد بلخير، ومحمد المصطفى ولد بدر الدين، وبا ممادو آلاسان، وآخرون، تتقاذفهم أمواجها دون أن يدركوا أن خصومهم عفاريت ينتمون إلى مملكة الجن وليسوا بشرا كما يتصورون.
- لو كانوا يدركون أن الإنفتاح الديمقراطي الذي شهده البلد سنة 1986 جاء بفضل ذلك العجوز المتخلف عن الركب الآن بسبب سوء تقدير مجتمعنا لشخصياته ورجاله العظماء السيد : محمد يحظيه ولد ابريد الليل، لاستشاروه لأن التغيير آنذاك وقع بناء على طلب منه واستجاب له العسكر في أقل من 48 ساعة ودون تكلفة.
- لو كانت معارضتنا الحالية سمعت عن "كلبة أهل لكريفه" لاستخلصت العبر وكسسبت الوقت حيث يحيكى أن مجموعة من البدو تقطن موضعا يسمى "لكريفه" أرادت أن تحمي مواشها من الذئاب فربت كلبة واعتنت بها حتى كبرت وذات ليلة اجتاح الذئاب الغنم وأكلوا ما طاب لهم ولم تنبح الكلبة ولم تتحرك حتى. وقبل طلوع الفجر والناس مرهقون ونائمون زارت الكلبة المخيم خيمة تلو الأخرى وأكلت عشاءهم وتبولت على رؤوسهم. ومنذ ذلك التاريخ دخل هذا المثل القاموس الحساني "كلبة أهل لكريفه" ليتحول فيما بعد إلى مادة كأنها دستورية طبقها بعض الرؤساء على شعبهم وبخاصة معاوية ولد سيد احمد الطايع؛ حيث بدأ مشواره بمحاربة الفساد وسجن ابن عمه إيذانا بالحرب على المفسدين وبعد فترة سخر جميع مقدرات الدولة للأفراد وفي المقابل خنق الحريات ومنع الكلام. وبما أن ولد الطايع هذا درب محمد ولد عبد العزيز لم يجد هذا الأخير عناء يذكر فعكس الممارسة فقط ليمنح الحريات ويستحوذ على المال ويحجم حركته في دائرة ضيقة وكأن الإثنان سمعا معا في الأوساط الشعبية – والله تعالى أعلم – أن لبن الحمير والكلاب يشفي من السعال وبعض الأمراض الأخرى وتناولاه ليصبحا إخوة من الرضاعة وإن اختلفا. ويظن بعض الرواة أن محمد ولد عبد العزيز دون غيره استعذب لبن "كلبة أهل لكريفه" ولذلك السبب تعود على التبول على رؤوس الناس دون استثناء مع منع مسح الوجه وغسل الرأس لأنه يعتقد أن في ذلك شفاءً من داء خفة اليد والشعور بالذات.
وبناء على ما سبق فعلى زعماء المعارضة إذا كانوا جادين أن يتحجبوا لحماية وجوههم ويغتنوا قبعات من البلاستيك تحمي الرؤوس من البول، ويتوجهوا فورا إلى طبيب بيطري حتى يضمنوا عقم الكلبة قبل الحوار ليسلم الناس من شرب لبنها. وعليهم كذلك أن يحمدوا الله آناء الليل وأطراف النهار مادام الأمر يتعلق بالتبول فقط .
أما ما يتعلق بالحوار فإذا كان للمنتدى ممهدات يشترطها فستكون ممهدات النظام لا شك تشمل نزع القبعة والخمار أولا وقبول الشرط الأكبر ثانيا، مع العلم أن الحوار الجاد والفعلي لن يبدأ قبل نهاية سنة 2017 أطال الله في أعمارهم حتى يشاهدوا في تلك الفترة الحساسة من تاريخ البلد، "كلبة أهل لكريفه" تتبول على رؤوس الجميع بعد أكل الغداء مع العشاء.