يعتبر الصراع على مركز المهاجم الصريح في المنتخب الموريتاني، من أشهر الصراعات التي حصلت في السنوات الأخيرة.
وكان التنافس بين الثنائي بيجيلي بوبكر سالم وزميله أداما با وصل إلى أبعد المراحل وسبب الكثير من الحرج لمدرب المنتخب الموريتاني كوريتان مارتينز، الذي وجد نفسه مضطرا إلى الاختيار بين نجمين لدى كل منهما خصوصياته الإيجابية في المباريات وأهميته في الخطط التكتيكية.
ففي عام 2015 كان أداما با يلعب في صفوف باستيا الفرنسي وهو أول موريتاني يتواجد في الدرجة الأولى في أحد الدوريات الكبرى، ما جعله يجحز مكانا أساسيا في تشكيل المنتخب، بصرف النظر عن مستواه الفني.
نقطة تحول
وفي المباراة التي جمعت منتخب موريتانيا مع نظيره الجنوب أفريقي في تصفيات أمم أفريقيا، دخل مهاجم نادي لكصر بيجيلي سالم بديلا لبا في الشوط الثاني، وحينها كانت موريتانيا متعادلة 1-1.
واستطاع سالم أن يسجل هدف التقدم بصورة رائعة، ثم شارك في الهجمة التي سجل منها خليل بسام الهدف الثالث، لتحقق موريتانيا فوزا كبيرا وتاريخيا على أحد أقوى منتخبات أفريقيا.
ومنذ تلك المباراة أصبح بيجيلي أساسيا في التشكيل الوطني، واضطر با للجلوس على دكة البدلاء لمدة طويلة قبل أن يقرر فجأة اعتزال اللعب الدولي على ضوء خلاف مع المدرب مارتينز.
واصل بيجيلي التواجد أساسيا لمدة عامين في التشكيل الموريتاني، غير أن أنه تعرض لبعض الإصابات أثرت على مستواه الفني، ليجد نفسه تدريجيا خارج القائمة، تاركا مكانه للاعبين آخرين كانوا خارج الحسابات.
وبعد أن توارى بيجيلي عن الأنظار، نجح الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في إقناع أداما با بالعودة مجددا للمنتخب، وشارك في تصفيات أمم أفريقيا 2019 وتأهل مع الفريق لأول مرة في التاريخ، وظهر في نهائيات المسابقة في الوقت الذي غاب فيه بيجيلي سالم.
ومن المحتمل أن يعود الصراع مجددا بين الثنائي في التصفيات الأفريقية الجارية، إذا واصل بيجيلي أداءه الجيد مع فريق نواذيبو ولم يتعرض للإصابة مرة أخرى.