زيارات متزامنة لمسؤولين دوليين إلى موريتانيا جعلت من البلد الأفريقي محورا تتقاطع فيه جهود مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، وغرفة عمليات تنسيق الحرب على هذه الآفة.
وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان بدأ، الخميس، زيارة إلى موريتانيا، بحث خلالها مع الرئيس محمد ولد الغزواني دعم المملكة لمساندة مجموعة بلدان الساحل الخمس لمحاربة الإرهاب.
وقبل ذلك، التقى ولد الغزواني المبعوث الفرنسي الخاص إلى منطقة الساحل فريدريك بونتمر، والأخير يتولى أيضا مهمة الأمين العام لتحالف الساحل، الذي يضم مجموعة دولية على أساس مقاربة متعددة لحل قضايا المنطقة.
ونقلت الوكالة الرسمية للأنباء في نواكشوط عن المبعوث الفرنسي قوله "إن الزيارة جاءت بصفة موريتانيا رئيسا دوريا لمجموعة الخمس في الساحل الأفريقي، ولأنها تحتضن مقر الأمانة الدائمة لهذه المجموعة".
وأضاف أن لقاءاته في موريتانيا مكنته من "استعراض الوضع الإقليمي وبرنامج عمل مجموعة الساحل والتحديات التي تواجهها".
وعبر المسؤول الفرنسي عن "الارتياح" لما وصفه بـ"مستوى التعاون المتميز بين باريس ونواكشوط من جهة، وكذلك بين فرنسا ومجموعة دول الساحل الخمس من جهة أخرى".
انتقال الإرهابيين
وحل بنواكشوط، لنفس الهدف، كريستوفر هاميش، المنسق المساعد لمحاربة التطرف العنيف بالخارجية الأمريكية الذي ناقش "القضايا الملحة المتعلقة بمكافحة الإرهاب"، حسب بيان للوزارة.
كما شملت محادثات المسؤول الأمريكي، حسب نفس البيان، إشكال انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى مناطق في غرب أفريقيا، والدور الذي تلعبه الحكومات والمجتمع المدني بالمنطقة لمكافحة الإرهاب.
وبحسب الوكالة الرسمية الموريتانية للأنباء، فإن لقاءات المسؤول الأمريكي بوزراء: الدفاع والداخلية والخارجية بموريتانيا، تركزت حول "القضايا ذات الاهتمام المشترك، والسبل الكفيلة بتوحيد الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل".
مؤتمر تقييمي
زيارات المسؤولين الدوليين إلى موريتانيا التي تمحورت حول ملف الأمن بالساحل تزامنت مع احتضان نواكشوط كذلك للمؤتمر الوزاري الثامن للمجموعة، الذي استهدف تقييم خطط عمل المجموعة وإنجازاتها.
ونوهت موريتانيا التي ترأس أعمال الدورة بتعيين رئيس انتقالي جديد لدولة مالي، بالإضافة إلى الإشادة بتعيين وزير أول وحكومة جديدة بهذا البلد الذي ينتمي للمجموعة.
كما ثمنت نواكشوط الإجراءات العاجلة التي اتخذتها دول مجموعة الخمس في الساحل للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، مشيدة بدعم شركاء المجموعة الدوليين لخطط التصدي لهذه الجائحة.
وأبرزت موريتانيا كذلك الأهمية الكبيرة لانطلاق تحالف مجموعة دول الساحل إبان مؤتمر قمة الساحل والاتحاد الأوروبي في أبريل/نيسان الماضي والنشاط الدبلوماسي المكثف الذي تلا ذلك سعيا إلى تعبئة هذا التحالف.
التزام واشنطن
مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، استقبلت موريتانيا بيتر فام المبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة الساحل، في مستهل جولة له ببلدان المنطقة، بحثت سبل عودة الاستقرار في مالي، والتحديات الأمنية بالمنطقة.
وشدد فام، في تصريحات للوكالة الموريتانية أعقبت لقاءه الرئيس ولد الغزواني، على منع ما وصفها بـ"التداعيات التي قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في مناطق أخرى من غرب أفريقيا".
واعتبر أن الهدف من الجهود الدبلوماسية الأمريكية في منطقة الساحل هو مساعدة حكومات غرب أفريقيا على التعامل مع انعدام الأمن، واحتواء انتشار العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار فام إلى مهمته كأول مبعوث أمريكي لمنطقة الساحل، ما يعكس التزام واشنطن تجاه المنطقة، من أجل تحقيق أهداف من بينها تحسين التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين والمنظمات الدولية.
وترأست موريتانيا الدورة الحالية لتجمع بلدان الساحل الأفريقي الخمسة، التي تضم إلى جانبها كل من مالي والتشاد والنيجر وبوركينا فاسو.
وتم إنشاء التجمع الإقليمي الذي يستهدف التنسيق المشترك حول قضايا الإرهاب والأمن، في 2014، بمبادرة من رؤساء بلدان المنطقة التي تواجه تحديات أمنية وتنموية مشتركة.