أثار حديث لاعب منتخب مصر نجم ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، عن عدم رغبته في شرب الخمور دون ذكر تحريمها صراحة، جدلا واسعا ومقارنة مع تصريح لمواطنه النجم الكروي المعتزل محمد أبو تريكة “الماجيكو” ضد المثليين جنسيا مؤخرا.
الجدل الذي شهدته منصات التواصل، حتى الإثنين، جاء عقب بث لقاء محمد صلاح “مو” مع الإعلامي المصري عمرو أديب، والذي تطرق لأمور عدة كروية واجتماعية بينها إمكانية إجباره على شرب الخمر بالخارج، قبل أن ينفي صلاح ذلك، ويؤكد أن نفسه لا ترغب في تجربتها.
هذه الإجابة من بين حوار امتد لأكثر من ساعة، ركز عليها فريق قاد هجوما بمنصات التواصل ضد حديث صلاح، مقابل آخر دافع بصلابة عنه، ووسط هذا الجدل أصدرت دار الإفتاء المصرية تصريحًا مساء الأحد، يؤكد تحريم الخمور.
** هجمة “دينية”
أحمد حمد، قال عبر تويتر: “على فكرة يا فخر العرب (لقب محمد صلاح) الخمور حرام شرعاً، ونفسك هذه ليست في الموضوع أساساً، وعليك أن تفخر بكونك مسلماً”.
واستدعى أحمد خلف عبر تغريدة مقارنة بين “مو” و”الماجيكو”، قائلا: “فرق كبير بين كلام صلاح (..) عن الخمور ومحمد أبو تريكة المعتز بإسلامه وأخلاقه مهما كانت النتائج”، في إشارة لرفض الأخير قبل أسبوع دعم “البريميرليغ” (الدوري الإنجليزي لكرة القدم) للمثليين جنسيا، واعتبرها ضد حقوق الإنسان والأديان.
وعلى المنوال نفسه، هاجم الشيخ السلفي المصري، حاتم الحويني، صلاح، بصفحته عبر فيسبوك قائلا: “الآن علمت لماذا هذا الفارق الكبير بينك وبين أبو تريكة (..) عندما تكون الشهرة بلاء يستحي المشهور من أن يظهر دينه بقوّة وإنما ينسب الأمر لعفّة نفسه فقط خوفًا من هجمات الغرب”.
** دفاع صلب
بدوره، قال الطبيب المصري الشهير، جمال شعبان، على فيسبوك: “بعيدا عن المزايدات الفارغة والمقارنات التي لا طائل وراءها، مع أبو تريكة، أنا أري أن إجابة صلاح أقوى في مضمونها، وفي كونه مسلما ملتزما، وفطرته متسقة مع تعاليم دينه، لدرجة أن نفسه لا تتوق أصلا للحرام (..) هو خير مثال للدين الحق”.
ومتفقا معه، قال الأكاديمي المصري، خالد رفعت صالح عبر صفحته بفيسبوك، إن “هناك حملة ممنهجة ضد صلاح ومقارنات مع موقف أبو تريكة المشرف من الشواذ”.
وأضاف: “السؤال لم يكن أصلا عن تحريم الخمر والإجابة كانت ممتازة لشخص يعيش في مجتمع غربي يشرب الخمور”.
وتابع: “لا تزايدوا على أبو مكة، الذي جعل السجود في ملاعب انجلترا شيئا عاديا للمسلمين ومن جعل أناس كتيرون يسمون بناتهم مكة ومن رفض تكريم وجوائز من شركة (خمور) والذي لا يترك المصحف في الطيارة”.
وفي السياق ذاته، قال الإعلامي المصري المعارض محمد طلبة رضوان، عبر فيسبوك: “إجابة محمد صلاح، بسيطة وعفوية، وإجابة شخص سوي وعاقل وفاهم (..) وليس فيها أي ادعاء، أو نفاق أو رياء”.
كما رأى الإعلامي الرياضي المصري، هاني حتحوت، في برنامجه المتلفز بفضائية صدى البلد (خاصة)، أن هناك مبالغة في بعض ردود الأفعال تجاه تصريح صلاح.
** تدخل الإفتاء
ووسط هذا الجدل، علقت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على فيسبوك، ليل الأحد الإثنين قائلة: “تحريم شرب الخمر ثابتٌ بنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين”، مؤكدة على “شدة الوعيد فيها لمن يتناولها”.
وضمن التعليقات على الفتوى كتب محمد حشيش: بالإشارة لحساب محمد صلاح، قائلا: “الدين يقول حراما وليس لا أحبها”، فيما أضاف أحمد القاعود: “سامع يا صلاح”.
واختلفت سارة عبده، في تعليقها مع ما ذكرته الدار متسائلة: “هل الأجنبي لا يعرف أنها حرام في الإسلام، ومنتظر إجابة مثل هذه (من الدار)”.
وتابعت: “أم منتظر من شخص يفكر يقنع عقله أنه لا يجرب الخمور أو أنها ليست مهمة بالنسبة له أو أنها ليس صحية وليست من الضروريات”، داعية دار الإفتاء لبذل مجهود في الخطاب الدولي ومخاطبة الغرب.