تساءل منتدى الديمقراطية والوحدة عن مصدر ثروة هيئة الرحمة الخيرية التي يديرها نجل الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وتساءل المنتدى في بيان وصل إلى موقع "الوطن" قائلا: "ما ذا تقول يا "رئيس الفقراء" لشعب يزداد فقرا وتزداد أنت وأسرتك وحاشيتك ثراءً منذ أن توليت السلطة؟وما ذا تقول لمن يطالبونك بالإعلان عن ممتلكاتك طبقا للقانون؟"
وهذا نص البيان:
"أبت الدراهم الا أن تمد أعناقها .. وفعلا، لا شك أن الموريتانيين والمراقبين الأجانب، قد تفاجئوا بالحجم الذي أخذته برامج وأنشطة الهيئة التي ظهرت فجأة والتي أطلقت على نفسها "هيئة الرحمة"، وبدأت توزع على نطاق واسع الأدوية وسيارات الإسعاف على العديد من المراكز الصحية في كل من نواكشوط وروصو وانتيكان. وستزداد دهشة من يزور مقر هذه الهيئة على طريق المقاومة لما تحتله من أرض شاسعة، ولما تملكه من معدات غالية ومتنوعة.
إن مالك هذه الهيئة ليس سوى الابن الأصغر لمحمد ولد عبد العزيز، كما أكد هو نفسه في بيان أصدره منذ أيام، وهو الابن الذي أنهى دراسته حديثا، ولا يعرف له أي أحد عملا أو نشاطا معلنا ومشروعا يدر عليه بمثل هذه الأموال الطائلة.
وهنا يطرح السؤال نفسه وبإلحاح، وهو السؤال الذي يدور اليوم على كل الشفاه: من أين لكم هذا يا آل عبد العزيز؟ من أين لكم هذه الأموال الطائلة وقد وصلتم الى السلطة لا تملكون سوى راتب ضابط متواضع وعائدات حمام من الدرجة الثانية؟
من أين لكم كل هذه الثروة حتى يكون أصغر أطفالكم يلعب بالمليارات و"يتصدق" على الشعب الموريتاني بالفتات؟ ما ذا ستقولون يا آل عبد العزيز لهذا الشعب الذي يسائلكم اليوم عن مصدر هذا الثراء الفاحش؟ ماذا ستقولون للمرضى الذين تعج بهم المستشفيات والمستوصفات الخالية من الأدوية، والعاجزين عن شراء الوصفات؟
ماذا ستقولون للفقراء في الأحياء الشعبية في نواكشوط الذين يغرقون في المستنقعات تحت مياه الأمطار بدون معين؟ ماذا ستقولون لآلاف الشباب العاطلين، والذين أصبحوا بلا عمل ولا أمل؟ ماذا ستقولون للمنمين الذين نفقت مواشيهم دون أي تدخل من الدولة؟ ماذا ستقولون للمزارعين الذين تخلت الدولة عن شراء محاصيلهم؟
ماذا ستقولون للتجار وأصحاب الحرف والنشاطات الاقتصادية الذين اثقلت كواهلهم الضرائب والمكوس؟ ماذا ستقولون للمواطنين الذين لا يزالون يشترون المحروقات بسعر أعلى من السعر الذي كان يشترونها به وبرميل النفط يباع بأزيد من 140 دولارا وهو اليوم يباع بأقل من 40 دولارا؟ ماذا ستقولون لعمال "سنيم" الذين لا يزالون ينتظرون الراتب الذي تعهد به الرئيس عند نهاية إضرابهم؟ ماذا ستقولون للمستهلكين الذين أنهكهم ارتفاع الأسعار المطرد بفعل الضرائب التي تفرض تباعا على المواد الأساسية؟
ما ذا تقول يا "رئيس الفقراء" لشعب يزداد فقرا وتزداد أنت وأسرتك وحاشيتك ثراءً منذ أن توليت السلطة؟وما ذا تقول لمن يطالبونك بالإعلان عن ممتلكاتك طبقا للقانون؟
والحقيقة أن الأسئلة التي تثيرها هذه "الهيئة" لا تنتهي عند هذا الحد. فما هو المغزى الكامن وراء هذا الاستعراض الوقح، ومن دخول نجل ولد عبد العزيز المجال العمومي؟ وبأي صفة يجتمع بالمواطنين ويتعهد بحل مشاكلهم؟ أليست هذه الهيئة تكذيبا جديدا لكل ادعاءات محمد ولد عبد العزيز لتبرير انقلابه؟ ألم يزعم أنه جاء ليكون "رئيس الفقراء"، وها هو قد أصبح أغنى الأغنياء؟ ألم يزعم أنه جاء للحد من تمركز السلطة في يد الرئيس، وها هو اليوم يمارس حكما فرديا عضوضا لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد؟ ألم يزعم أنه جاء للحد من تدخل أسرة الرئيس في الشأن العام، وها هو اليوم يدفع بأسرته إلى الواجهة من خلال هذه المؤسسة الجديدة التي كان الأجدر بها أن تسمى، بدلا من "هيئة الرحمة"، ب"رصاصة الرحمة" التي قضت على كل مزاعم ولد عبد العزيز، وقتلت كل الأوهام التي كان يتاجر بها في سوق الديماغوجية والخداع !
إننا لا نستغرب كون ولد عبد العزيز لم يسمع يوما نصيحة أبي الأسود الدؤلي حيث يقول:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك اذا فعلت عظيم
نواكشوط، 31 أغسطس 2015