بعد حظر عرض الحلقة الأولى من مسلسل “دنيا تانية” للنجمة ليلى علوي، استمرت أزمات المسلسلات المصرية لموسم رمضان 2022، بعد دشن شباب مدينة بورسعيد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع استكمال عرض مسلسل “توبة” للنجم عمرو سعد بزعم أنه يسيء للمدينة وأهلها، كما تقدم نائب مصري بطلب منع عرض مسلسل “انحراف” للفنانة روجينا بحجة أنه يروج للعنف بين أفراد المجتمع.
النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب المصري، تقدم بمذكرة عاجلة لرئيس المجلس المستشار الدكتور حنفي جبالي، يطالب فيه باتخاذ إجراءات ضد مسلسل “انحراف”؛ وذلك لاحتواء العمل الرمضاني على مشاهد عنف، وصلت إلى القتل في مشهد قتل حور -روجينا-، لرجل الأعمال طلعت الدقاق الذي يجسد شخصيته النجم محمد لطفي.
المثير أن مخرج العمل رؤوف عبد العزيز تعرض لنفس الأزمة العام الماضي بعد وقف عرض مسلسله “الطاووس” من بطولة النجم جمال سليمان ولكن تم السماح باستئناف عرضه لاحقا، ويواجه رؤوف نفس الاتهامات بتشويه صورة المجتمع، خاصة وان العمل مقتبس عن أحداث حقيقية، تدور في دراما تشويقية مليئة بالغموض حول عن انحراف عدد من الشخصيات عن الطبيعة البشرية، يصطدمون بطبيبة نفسية التي تقدمها النجمة روجينا، وتقرر تعديل المسار بطريقتها الخاصة.
ويشارك النجمة روجينا بطولة مسلسل انحراف كلا من الفنانة سميحة أيوب، وعبد العزيز مخيون، وأحمد فؤاد سليم، ومحمد لطفي، ورانيا محمود ياسين، ومحمد كيلاني، وأحمد صفوت، وسما إبراهيم، ومحمد مهران، وتأليف مصطفى شهيب، وإخراج رؤوف عبد العزيز.
مسلسل “توبة” للنجم عمرو سعد اثار أزمة بعد عرض الحلقة الأولى، حيث رأى البعض أنه يسيء لصورة شعب مدينة بورسعيد ويظهر شبابها كبلطجية، وأكدوا أن العمل لم يتم تصويره داخل المدينة ولا يعبر عنها، وأشاروا إلى عدم وجود توكتوك واحد داخل بورسعيد، كما أن سوق الملابس المستعملة لا يضم حلقة للسمك، وأهل بورسعيد لا يتحدثون بهذه الطريقة، وبنات المدينة يحصلن على أرقى الملابس والاكسسوارات خاصة وانها تباع داخل المدينة بدون جمارك.
ويشارك في بطولة مسلسل “توبة” عمرو سعد، صبا مبارك، ماجد المصري، محمد لطفي، محمد دياب، أسماء اليزيد، انتصار وحسن أبو الروس، وهو من كتابة ورشة ملوك، إنتاج صادق الصباح وإخراج أحمد صالح.
وسبق أن أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر بيانا موجها لصناع المسلسلات المصرية لموسم رمضان 2022، والقنوات الفضائية المصرية والعربية، ناشدهم فيه ضرورة الالتزام بالكود الإعلامي الذي يتضمن احترام عقل المشاهد، والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع، وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة والحوارات المتدنية والسوقية، والتوقف عن تمجيد الجريمة وعدم الإساءة للمجتمع المصري.
وأشار المجلس حسب البيان إلى تمنياته بموسم مزدهر للمسلسلات الرمضانية التى تحقق أقصى درجات المتعة والمشاهدة فى الشهر الكريم.
وأكد المجلس ضرورة الالتزام بالكود الإعلامى الصادر عن المجلس منذ سنتين، والمنشور فى الجريدة الرسمية من منطلق مسؤولية المجلس القانونية والدستورية المتعلقة بحماية حقوق المشاهدين والحفاظ على حرية الإبداع، وعدم التعرض للنواحى الفنية للأعمال الدرامية، تم وضع معايير الأعمال الدرامية والإعلانات التى يتم عرضها على الشاشات وإذاعتها على محطات الإذاعة وهى:
وطالب بالالتزام بالكود الأخلاقى.. والمعايير المهنية والآداب العامة، واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع.
وناشد الفضائيات العربية الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية فيما يعرض عليها من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات، وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التى تشوه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى بدعوى أن هذا هو الواقع.
وحرض على البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة.. والتى تخرج عن سياسة البناء الدرامى.. وتسىء للواقع المصرى والمصريين، خصوصا أن الدراما المصرية يشهدها العالم العربى والعالم كله، وعدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقى إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار، ولا تخدمه بأى شكل من الأشكال.
وأوصى بالرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص فى كل مجال فى حالة تضمين المسلسل أفكاراً ونصوصاً دينية أو علمية أو تاريخية حتى لا تصبح الدراما مصدراً لتكريس أخطاء معرفية، والتوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التي تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها.
أكد البيان على ضرورة خلو هذه الأعمال من العنف غير المبرر والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان.
وأضاف: التأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة.. والبعد عن الأعمال التى تشوه صورتها عمداً أو التى تحمل الإثارة الجنسية سواء قولاً أو تجسيداً.
وواصل: تجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات التى تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التدخين والتعاطى، مع ضرورة التزام صناع الدراما بما تم الاتفاق عليه بشأن هذه الظواهر فى الوثيقة الصادرة عام 2015 بمشاركة منظمة الصحة العالمية والمركز الكاثوليكى ونقابتى المهن التمثيلية والسينمائية ورئيس اتحاد النقابات الفنية وعدد من رموز الفن والإعلام وذلك للحد من مشاهد التدخين.
وتابع: إفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع الذى يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة فى الدفاع عن الوطن.
واختتم البيان قائلا: مسؤولية القنوات الفضائية والإذاعات عن إختيار الأعمال الفنية الإبداعية الهادفة والتى تحمل قيمة ورسالة للمشاهد، وتتناسب وطبيعة المجتمع، وتحافظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبى والتى تتطرق إلى القضايا الاجتماعية المهمة، قبل عرضها وذلك إثراء للشاشات والإذاعات بالدراما المحلية.