لا عليك، سيدي الرئيس!.. إنك في طريقك إلى ولاية الترارزه.. فمن بين يديك ومن خلفك، ستسمع أجَلّ الترحيب "السردحي" وأجود الشعر "التآزري".. إذن، فليكن ذوقك سردحيا وتآزريا، ولا تضجر. سيحضر كل سردحي مُحَنّط بالمسك والعنبر وكل تآزري مُحَنّط بالعبير والكافور. أما المخلفون فاستغفر لهم. إن لهم أعذارهم.
تذكّر فقط أنك تزور عاصمة ولاية موريتانية كثيرا ما تستنجد بآليات وكفاءات قُرَيّة سينغالية محاذية لا يفصلها عنها إلا ألف متر ودِلاء قليلة من الماء الآجن الآسن: تلجأ إليها في الطب، وفي الحبوب، وفي الأعلاف، وفي عمليات البناء واللحامة، وحتى الإطفاء (إذا تعذر)، بل حتى إصلاح المراحيض.
لقد اتخذتَ قرارا عظيما حقا بعقدك مجلسَ الوزراء لأول مرة في عاصمة العفونة في الخريف، وعاصمة العطش في الصيف، وعاصمة أطفال الشوارع في الشتاء. وبذلك، تعطيها كل دعمك المعنوي ورأفتك ومواساتك. إنها مبادرة تشكر، بل ستبقى خالدة لك في سجل تاريخ "لكّتْ حمزةَ"، لكنك، رغم كل قردحية حارة تحتفي بك وكل تآزرية عصماء تُلقى بين يديك، تظل مطالبا بالقيام بمقارنة بسيطة بين المدينتين، السينغالية والموريتانية، لتطّلع على حجم التأخر الحاصل في عاصمة حدودية هي أول ما يلقاه الزائر الأجنبي عندما يدخل الوطن من بوابته الجنوبية. وبالتالي، سيكون عليك أن تجعل من قرارك العظيم فرصة لتَحَوُّلٍ حقيقي في البنية التحتية لمدينة خرّجت كل بُناة موريتانيا ولم يَعترف لها أي منهم بالجميل!!.