أكد الكاتب والباحث الموريتاني الدكتور محمدو ولد أحظانا أن الكلمة اليوم أصبحت "مسلحة بعنف نظري ومادي، وتحمل رؤوساً حربية فتاكة، فكذبة متقنة الإنتاج والإخراج والبث قادرة اليوم على إشعال حرب أهلية، والإطاحة بمنظومة اقتصادية، وتهديد أمن دول ومناطق واسعة من العالم".
وقال ولد احظانا؛ في ندوة عقدت أمس الأول ضمن فاعليات معرض الشارقة للكتاب 34، إن الوعي بأثر الكلمة وخطورتها، يجب أن يكون "أول هم لمن دخل إلى محراب الكتابة". وعليه، يضيف المحاضر، فالمسؤولية المرتقبة من الكاتب هي "عقد شرف ضمني بينه وبين جمهور القراء يحتم عليه أن يكون تشخيصه للأشياء دقيقاً، وأن يكون صادقاً ومخلصاً، وأن يهتم بالإنسان في دوائره الثلاث، وأن يعتبر أن آراءه نسبية، قابلة للمراجعة"، وأضاف: "هذا الأداء الأمين من طرف الكاتب للكلمة، سيحقق لها صفة المسؤولية، ويحولها من كلمة مسلحة فتاكة إلى أداة قابلة للاستخدام الإنساني المسؤول والحميد".
وأشار الدكتور محمدو ولد أحظانا إلى أن الوجود الجسدي أو العقلي والروحي للكاتب، لا يعنينا بتلك الدرجة، وإنما تهمنا علاقته بكلمته لأنها هي مناط العلاقة به، وأكد على أن «الكلمة المسؤولة» تفترض أن يكون الاهتمام منصباً على ما ينتجه الكاتب، وليس على سلوكه في حياته الخاصة، ويقتضي ذلك أن يلبي الكاتب في ما يكتبه خمسة مطالب هي: أن يكون خطابه مفهوماً، وأن يستوعب الواقع ويفهمه بدقة، وأن يحقق الحد الأدنى من الإتقان والجمال في ما يكتبه، وأن يضيف غير المتداول، ويستشرف الممكن، وأن يعالج بصدق هموم الإنسان في وطنه وأمته والكون، فذات الكاتب ليست شخصية بقدر ما هي جماع من تلك الدوائر الثلاثة (الوطن والأمة والعالم).
يشار إلى أن الندوة شهدت مشاركة كل من الكاتب الموريتاني الدكتور محمدو ولد أحظانا والكاتبة الإماراتية الدكتورة أسماء الكتبي، وأدارها الشاعر السوري عبد الرزاق الدرباس.