كان ذالك يوم 20 نوفنبر 2001 الموافق لليوم الرابع من شهر رمضان المبارك .كان يوم عمل شاق جدا عانيت فيه الأ مرين حيث كانت هناك مشاكل كثيرة في العمل .كانت الساعة الرابعة عصرا كان كل من البيت صياما ماعدى الأطفال. كلفتني الشركة التي أعمل فيها في أنواكشوط بالذهاب إلى القصر الرئاسي لمعاينة التلفون والإنترنت بغية عصرنتها بنظام جديد. كنت مرتبطا بموعد مع منسق المشروع بالقصر في الصباح وقد ضاع مني نصف يومي في إنتظاره أمام باب مكتبه .
هناك حاجات يتفق فيها المسؤولون في موريتانيا وهي أنهم لا يحترمون المواعيد ولا يداومون في الوقت .لم أنم الليلة التي قبل ذلك والسبب ليس أتعاب رمضان وإنما كانت هناك مشاكل مع زوجتي العزيزة وكم أكره الخلافات الزوجية . لم يكن هناك مقعد أمام المكتب مما أضطرني للإستناد على الحائط والجلوس على الأرض وقد غفوت أحيانا من شدة التعب. وأخيرا حضر المنسق وأخذني للقصر وكنت أتوقع إجراءات مشددة وتعبئة أوراق وضمانات خاصة من شخص مثلي متهم بالإرهاب.لكن شيئا من هذا لم يحدث فقط قبلها بيوم أخذو إسمي وبياناتي وعند دخولي قارنوا ألمعلومات فقط مع بطاقتي. لقد عجبت من ذالك فليست هناك دولة في العالم تتهمني بالإرهاب غير امريكا وكل الدول التي زرتها تشهد بأن هذا الرجل على ما يرام.
والمضحك في الأمر أنني في حياتي لم أزر امريكا أو أمر بها حتى. دخلت القصر المبجل وظننت أنني في دولة أخرى غير موريتانيا فهناك حدائق غناء بكل أنواع الزهور والورود والمياه التي تنبعث من النافورة لتعطيك هواء طيبا رطبا. دخلنا في العمل مباشرة وكان يأخذني من مكتب لمكتب في عدة طوابق. وفجأة أمرونا بمغادرة القصر نفسه لأن هناك استقبال رسمي بعد قليل.كان المسؤولون هناك في غاية اللطف مع الضيوف كما هي عادة سكان أطار كلهم وكان الرئيس يثق بهم وهذا شيء مهم. انتهزت فرصة خروجنا لفحص التلفونات في احد المكاتب لأن هذه مسؤولية صعبة وتتعلق بألقصر وأريد أن أعمل بإجتهاد وتمعن .لم أشأ أن آتي بأجهزة ركيكة ميد إن Tembuktu وإنما حاجات تتماشى مع العصر.حتى أنني فكرت مرة في التنازل عن هذا المشروع لثقل المسؤولية. جاء المنسق فجأة وطلب مني أن أعمل معه موعدا آخر لأن الوقت لا يكفي وخرجنا من القصرفأخبرت كبيرنا في العمل عن مافعلت بل ذهبت إلى الشركة وأخبرتهم بما وصلنا إليه في القصر. عند خروجي أتصل بي أحد اصدقائي ليؤكد علي أن اتعشى معه في سمر رمضاني يضم الكثير من الأهل والأصدقاء.
وفجأة توقفت سيارتي عن العمل .كم تزعجني هذه المشكلة في سيارتي فهي أقدم من جدي وتتوقف فجأة عن العمل. قال لي صديقي هل آتي لآخذك؟ قلت له لا فأنا قريب من كراج وسأذهب إليهم وفعلا اكتشفوا أنها مشكلة من موزع البنزين وأصلحوها. في موريتانيا يصلحون كل شيء عكس المانيا يغيرون القطع مباشرة. لكن الميكانكي طلب مني مبلغا خياليا وهذا معهود في موريتانيا عكس المانيا أيضا حيث هناك سعر لكل شيء. حتى ولو كنت أخرس لا تتكلم سيتعاملون معك بالسعر المعهود. دفعت له ما أتفقنا عليه وذهبت الى البيت كانت الرابعة عصرا دخلت مباشرة لبست ثياب الحمام لاستحمام كان كل من في البيت نائما عدى أمي التي كانت تطعم الماعز وتخرجهم من الباب ومع دخولها للباب دخل معها إثنان من الشرطة السرية قائلان: محمدو المدير يطلبك في الحال !!!!!!
يتواصل.. + الشروق ميديا