في طيبة المختار- شعر

نص شعري في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام..

تراءتْ لنا خَلْفَ الغيومِ هِضابُها
وتلكَ حَوارِيها وهَذي قٍبابُها
تَنَفسَ فيها الصبحُ عند هبوطِنا
رياحَ صَباً يشفي السقيمَ هُبوبُها
بلادٌ ورثْنَا حُبَّها في دِمائنا
صغارًا.. وكُبَّارًا عَشِقْنا وٍصالَها
فكانتْ لنا "لَيْلىَ" تزيدُ تَنائِيًّا
وكنَّا لها "قيسا" يُناجِي خَيَالَها
إلى أنْ بَلَغْنا العمرَ خمسينَ حِجةً
وشابتْ نواصينا وطارَ غُرابُها
ورَدْنَا بأحْمالِ ثِقالٍ وتوبةٍ
إلى الله رب العرشِ نرجُو قَبولَها
وفي رُوحِنا شوقٌ إلى القبةِ التي
أضاءَ الدروبَ الحالكاتِ دَفينُها
***
هنا طيبةُ المختار حِصْنُ أمانِنَا
إذا انشَبَتْ فينا المَنايا نُيوبَها
تَوطَّنَ فيها المجدُ والجاهُ والعُلا
وعزتُنا القَعْسَاءُ تزهُو نُجومُها
بها خاتمُ الرسْلِ العظيمُ وصحْبُه
أسودٌ إذا الهَيْجاءُ شُدَّتْ ركابُها
إذا نَفَرُوا تَرْتَجُّ تحتَ نٍعالهُمْ
حصونٌ وأجنادٌ عسيرٌ نٍزالُها
وفي أُذُنِ الجَوْزَا صَلِيلُ سيوفِهُمْ
وحَمْحَمَةُ الخيلِ العِرابِ أصولُها
إذا حاربُوا ابْلَوْا وإنْ حَاوَرُوا أصْغَوْا
وإنْ جَنَحُوا افْشَوْا وحَطُّوا رِحَالَهَا

سيدي محمد ابه

طيبة-  نوفمبر 2023