مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية في موريتانيا أعلنت العديد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة ترشحها، في تطور ينذر بتنافس محتدم على كرسي الرئاسة، فيما لم يعلن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بعد ترشحه.
ومن بين المترشحين الناشط الإعلامي الأكاديمي والمحلل السياسي محمد الشيخ، والنائب البرلماني المعارض العيد ولد امبارك، عن حزب الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية.
كما أعلن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية محمد الأمين المرتجى ولد الوافي، مشاركته في السباق الرئاسي المرتقب في الثاني والعشرين من يونيو المقبل.
وبدوره أعلن رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم، والمستشار أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا، والناشط السياسي الشاب، أعمر ولد لوليف ترشحهم.
كما أعلنت خديجة بنت سيدنا ترشحها للسباق الرئاسي، وقالت في بيانها إن: "الأوان قد آن لخلق البديل، والبديل هو ترشيح امرأة وتحمّل المرأة لمسؤولياتها في إرجاع موريتانيا إلى السكة الصحيحة".
سهرات فنية وتجمعات شعبية.. الثقافة حاضرة في انتخابات موريتانيا
احتدام الصراع
وعلّق رئيس مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية الدكتور عبد الصمد ولد امبارك، بالقول، إن "ما حدث أمر طبيعي في بداية التمهيد للانتخابات الرئاسية، حيث دخلت عدة شخصيات معترك العملية السياسية من بابها الواسع. حتى الساعة هناك ناشطون ونخب سياسية معارضة أبدت رغبتها عن إرادة سياسية جادة في المنافسة على كرسي الرئاسة".
وتابع امبارك لـ "إرم نيوز" أنه: "في حين تبقى الأنظار تتجه إلى إعلان الترشح من قبل الرئيس الحالي المنتهية ولايته الأولى، حيث يترقّب الطيف السياسي في أحزاب الأغلبية الرئاسية لتزكية ولد الغزواني".
وأشار إلى أنه "يتباين المرشحون في مواقعهم ووزنهم السياسي من أجل كسب رهان المعركة الانتخابية، في ظل احتدام الصراع بين القوى السياسية في المعارضة والموالاة، سبيلا لتقديم البرامج المقنعة لكسب ود الناخب الموريتاني، الذي يعاني من قناعات متباينة في كبريات القضايا الوطنية".
وشدّد امبارك على أن "هذه الترشحات تعد أمرا يعطي لهذه الانتخابات زخما أكبر، في ظل سياسة الاستقطاب التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية".
حظوظ ولد الغزواني
ورغم صدور دعوات من قبل أحزاب الموالاة له بالترشح إلى ولاية جديدة، إلا أن ولد الشيخ الغزواني لم يعلن بعد عن ذلك.
وحول حظوظه في حال أعلن ترشحه قال ولد امبارك: إن "ولد الغزواني يبقى المرشح الأوفر حظا دون شك، نتيجة تعدد الرهانات التي يستند عليها في الوقت الحالي، والتي هي متعددة ومتفاوتة الحجم، وفي مقدمتها جو التهدئة السياسية التي أرسى معالمها منذ تولّيه الحكم في البلاد سنة 2019، وكذلك معالجته للبعد الاجتماعي عبر مراجعة قضايا الغبن والتهميش في مسعى للقضاء على التفاوت الطبقي الذي يعاني منه المجتمع الموريتاني في مكونه وتركيبته الاجتماعية".
ورأى أنه "يشفع للرجل إنجازات مهمة في مجالات الصحة ودعم الطبقات الهشة عبر تعميم الضمان الصحي الاجتماعي، وكذلك مؤازرة الفقراء عبر المساعدات النقدية ودعم القدرات المادية، كما عرف التعليم لفتة مهمة من خلال المدرسة الجمهورية، وتوسيع النفاذ للخدمات عبر تشييد المدارس والجامعات والمنشآت الصحية والمرافق الحيوية من مختلف البنى التحتية".
وبيّن أن "الرجل يراهن أيضا على دعم عريض من المجتمع الموريتاني نتيجة لعوامل الأمن والاستقرار، وما ميّز موريتانيا في ظل هذه الظرفية الساخنة في الساحل الأفريقي وشبه المنطقة العربية التي تعاني توترات بالغة الخطورة".
وأكد ولد امبارك أن "الرجل كذلك يحظى بدعم أهم الأحزاب السياسية الفاعلة في البرلمان والمجالس الجهوية والبلدية؛ ما يجعل منه رجل إجماع في المرحلة الراهنة، زيادة على ذلك فهو يحظى بثقة المؤسسة العسكرية باعتبارها العمود الفقري في بلدان القارة السمراء عموما؛ لما لها من دور محوري في قضايا الشأن العام، وخاصة مصير الحكم واستمرار وديمومة المنظومة الديمقراطية".
حظوظ ضعيفة
ومن جانبه قال الصحفي المتخصص في الشأن السياسي سيد أحمد محمد باب إن: "الترشيحات الحالية ترشيحات مبكرة ومتوقّعة منذ فترة، وستعطي حيوية للمشهد السياسي رغم أن الرئيس ولد الغزواني لم يعلن ترشحه بعد، لكن المؤكد أنه مرشح السلطة في الاستحقاق المقبل، ويحتاج إلى منافسين من أجل إضفاء شرعية على المنظومة الانتخابية، وإعطاء صبغة تنافسية لها".
وأضاف باب لـ "إرم نيوز" أنه: "في النهاية المرشح الذي يترشح عن السلطة في موريتانيا يضمن على الأقل الوصول إلى الجولة الثانية، ومن ثم ولاية جديدة، وترشيح العيد يعطي لأصوات الحراطين قيمة لا تكون محصورة بين مرشح السلطة وغيره".
وتابع أن "بقية المرشحين الذين أعلنوا إلى حد الآن عن عزمهم الترشح في الواقع ليس لهم حظوظ قوية؛ لأن انتشارهم ضعيف في البلاد، وهم لا ينتمون إلى مدارس سياسية عريقة، وهي من الأدوات اللازمة التي تسمح لهم بالوصول إلى السلطة".
عن موقع إرم