ردت منظمة التحرير الفلسطينية "فتح"على انتقادات حركة حماس للرئيس الفلسطينى محمود عباس بتعيين رئيس وزراء جديد دون التشاور معها.
وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن من تسبب في إعادة احتلال الكيان الصهيوني لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية، ردا على انتقادات وجهتها حركة "حماس" بشأن تعيين محمد مصطفى، المقرب لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رئيسا للحكومة الجديدة.
وانتقدت حركة حماس، الجمعة، ما وصفته بالقرار "الفردي" الذي اتخذه عباس بتعيين أحد حلفائه رئيسا للوزراء وتكليفه بالمساعدة في إصلاح السلطة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة.
ويأتي تعيين رجل الأعمال البارز محمد مصطفى بعد ضغوط متزايدة لإصلاح السلطة الفلسطينية التي تدير الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحسين حكمها في الضفة الغربية حيث يقع مقرها.
وقالت حماس إن عباس اتخذ القرار دون التشاور معها على الرغم من مشاركتها مؤخرا في اجتماع في موسكو شاركت فيه أيضا حركة فتح التي يترأسها عباس لإنهاء الانقسامات الممتدة منذ فترة طويلة التي تضعف التطلعات السياسية للفلسطينيين.
واضافت حماس في بيان نقلته رويترز: "إننا في ظل إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة سياسة التفرد، والضرب عرض الحائط بكل المساعي الوطنية للم الشمل الفلسطيني، والتوحد في مواجهة العدوان على شعبنا؛ فإننا نعبر عن رفضنا لاستمرار هذا النهج الذي ألحق ولا زال يلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا الوطنية".
وأضافت "إن اتخاذ القرارات الفردية، والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني؛ هي تعزيز لسياسة التفرد وتعميق للانقسام، في لحظة تاريخية فارقة، أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تحضر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني"
وأكدت فتح في ردها على حماس أن "المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية"، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأعربت منظمة فتح عن "استغرابها واستهجانها" من حديث حماس عن التفرد والانقسام.
وتساءلت منظمة التحرير الفلسطينية في بيانها "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟ وهل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات وأن لا هدف لها سوى أن تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي، ومحاولة الاتفاق مع نتانياهو مجددا للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية، والسؤال إن كانت حماس شاورت أحدا عندما قامت بانقلابها الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، ورفضت كل المبادرات لإنهاء الانقسام؟".
وأشارت منظمة التحرير" فتح" إلى أنه "من حق" عباس و"بموجب القانون الأساسي القيام بكل ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن تكليف الرئيس للدكتور محمد مصطفى، يدخل في صلب مسؤوليات الرئيس السياسية والقانونية، وأن الأولويات التي حددها كتاب التكليف هي أولويات الشعب الفلسطيني".
واضافت منظمة التحرير الفلسطينية أن "كل عاقل غير مفصول عن شعبه وعن واقع المأساة الرهيبة التي يعيشها شعبنا المتعرض للظلم الكبير في قطاع غزة يدرك ذلك، مؤكدة أن أولوية الكل الفلسطيني اليوم هي وقف الحرب فورا، ومنع التهجير، وإغاثة شعبنا المنكوب وإعادة اعمار قطاع غزة وإنهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن الفلسطيني، وهي وكما تدلل حماس في بيانها اليوم أنها ليست أولوياتها".
وأكدت فتح ان رئيس الوزراء المكلف، مصطفى، "مسلح بالأجندة الوطنية لا بأجندات زائفة لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا الويلات ولم تحقق له إنجازا واحدا". وتساءلت فتح "هل تريد حماس أن نعين رئيس وزراء من إيران أو أن تعينه طهران لنا؟".
وانتقدت فتح تصرفات وممارسات قيادة حماس وسلوكياتها، وقالت: "على ما يبدو أن حياة الرخاء التي تعيشها هذه القيادة في فنادق السبع نجوم قد أعمتها عن الصواب"، مضيفة "لماذا تعيش معظم قيادات حماس في الخارج، ولماذا هربت وعائلاتها وتركت الشعب الفلسطيني يواجه حرب الإبادة الوحشية دون أي حماية".
ودعت فتح فى ردها قيادة حركة حماس إلى وقف ما وصفته بـ "سياستها المرتهنة لأجندات خارجية، والعودة إلى الصف الوطني من أجل وقف الحرب وإنقاذ شعبنا وقضيتنا من التصفية، ومن أجل إغاثة شعبنا وإعادة إعمار غزة، وصولا إلى الانسحاب الكامل عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس
وعين رئيس السلطة الفلسطينية، الخميس، الخبير الاقتصادي المقرّب منه، مصطفى، رئيسا جديدا للوزراء، في مسعى لتعزيز قيادته واستعادة مصداقيتها.
وتعمّق الانقسام مذ ذاك بين سلطة فلسطينية برئاسة محمود عباس محدودة الصلاحيات في الضفة الغربية التي يحتلها العدو منذ عام 1967، وحماس التي" تمسك" بالسلطة في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الدائرة حاليا بينها وبين العدو، والمدعومة من إيران وقطر.
وقال عباس في رسالة قبول التكليف للدكتور مصطفى إنه "مدرك خطورة هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية" مشددا على التمسك بموقف القيادة ومفاده أن "لا دولة دون غزة، ولا دولة في غزة بعيدا عن الضفة والقدس".