عبر الموريتانيون في بيانات نشرتها فرقهم البرلمانية وأحزابهم السياسية وفي إدراجات دامية نشرها مدونوهم، عن عزائهم الصادق لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية في استشهاد ثلاثة من أبنائه وعدد من أحفاده، وعن إدانتهم الصارخة للعجز الدولي وللصمت العربي أمام ما تركبه إسرائيل كل يوم.
وقوبلت حادثة استشهاد أبناء وأحفاد الدكتور هنية بألم شديد في موريتانيا، وباستشعار عام لخطورة الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية وبالدعوات الصارخة الموجهة من كل مكان لوقف حرب التصفية العنصرية المتواصلة للشهر السابع.
وجاء التعبير عن كل ذلك في بيان مشترك بين الفرق البرلمانية الموالية والمعارضة وقعه فريق حزب الإنصاف الحاكم، وفريق الأمانة، وفريق العدالة، وفريق أمل موريتانيا، وفريق الصواب، وفريق الديمقراطية والتقدم، وفريق “تواصل”.
ودعت هذه الفرق “الدول الإسلامية والعربية إلى تدارك شيء من كرامتها وسمعتها، واتخاذ مواقف قوية وعلى مستوى التحدي للوقوف الفوري في وجه جرائم الإبادة الجماعية المتكررة في حق الشعب الفلسطيني، وإطلاق جسور إغاثة جوية وبحرية وبرية لصالح الشعب الفلسطيني”.
ودعت هذه الفرق “الدول والقوى الحريصة على السلم والاستقرار العالميين إلى ضرورة التحرك لتدارك منظومة القيم العالمية التي تآكلت مصداقيتها، وفقدت دورها في ظل عجزها عن وقف الصلف الصهيوني الذي يرمي كل قرارتها في سلة المهملات”.
وجددت الفرق البرلمانية “دعمها ووقوفها غير المشروط خلف المقاومة الفلسطينية، وحقها الطبيعي في استعادة أرضها المنهوبة، وكرامتها المهدورة، وفي إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف”.
وتقدمت الفرق المذكورة “بأصدق تعازيها ومواساتها لإسماعيل هنيه شخصياً، ولكل أفراد عائلته الكريمة، ولكل الشعب الفلسطيني، وكل الأمة الإسلامية، في هذا المصاب الجلل”؛ مؤكدة “أنها علمت ببالغ الحزن والأسى بنبأ استشهاد أبناء هنية في عملية صهيونية غادرة في منطقة الشاطئ بقطاع غزة الصامد”، مردفة “أن السيد هنية أثبت وأثبتت أسرته وأثبت سكان قطاع غزة، وكل الشعب الفلسطيني، مستوى صبرهم وجلدهم واستعدادهم لدفع ضريبة حريتهم، وتحرير مقدساتهم من دمائهم وأرواحهم، وهم في ذلك ينوبون عن الأمة الإسلامية أجمع، ويؤدون عنها واجبها”.
وأكدت هذه الفرق “أنها تتابع بفخر مستوى ثبات وصمود الشعب الفلسطيني، كما تتابع بحرقة وأسى حجم الجرائم المرتكبة في حقه في ظل دعم مفتوح من قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل تواطؤ وتمالؤ دول الجوار”.
وأكد حزب الصواب الموريتاني (البعثيون) في رسالة مواساة نشرها الجمعة “أن صور الحزن القادمة من فلسطين السليبة تزدحم وهي تحت سماء العدوان الصهيوني المنهمر يومياً دون انقطاع منذ ستة أشهر على نضارة الحياة والشرف والصمود والمطاولة ومقاومة لا تعرف الهزيمة، ومعها تتواصل زفات العرس الدامي في كل الجسد الفلسطيني، وآخرهم أبناء وأحفاد المجاهد إسماعيل هنية وامتزاج دماء من بقي من عائلته مع دماء الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الزكية المهدورة منذ 1948 إلى اليوم”.
وأضاف الحزب: “عزاؤنا للمجاهد ولعموم الشعب الفلسطيني، ونستحضر في مقام عرس عائلته كلمات الشهيد صدام حسين في عزاء ابنيه عدي وقصي وحفيده مصطفى في معركة الموصل ضد المارينز التي استحضر في كل مقاطعها الأمة وفلسطين، رحم الله الشهداء وربط على قلوب المجاهدين والخزي والعار لتتار العصر ومغوله”.
وأكد حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا وفي تعزية وجهها لرئيس المكتب السياسي لحـركـة المـقـاٰومـة الإسـلامـيـة “حــمــاٰس” إسماعيل هنــيـة “إدانته للعملية الغادرة التي نفذها الغزاة في يوم عيد الفطر المبارك”، معبراً عن شجبه واستنكاره لصمت العالم أمام ما تقوم آلـة الحرب الإسرائيلية التي لا تميز بين الأطفال والعجزة والنساء والمرضى”.
وأوضح الحزب “أن قوات الاحتلال لم تترك باباً من أبواب تقتيل وسفـك دمـاء الشـعــب الفلسـطـيني إلا طرقته، دون مراعـاة لأي مبـدأ ولا لحـرمة أو كرامـة للإنسان، على مرأى ومسمع من المنظــومة الدولـية التي بدأت مصداقيتها تتهـاوى أمـام غطـرسة وهمـجـية الاحــتـلال الإســرائـيلي وهو يتفنن في أنواع الــقـتـل والـظـلـم والـتـشـريد في حق إخـوتـنا الفـلـسطينـيين أصحاب الحق والشرعية في الحصول على الاستـقلال والحـرية والكـرامة وفق جـمـيع الـمـواثيق والشـرائع”.
واستنهضت قيادة حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “همم الشعـوب العربية والإسلامية لمزيد من الحراك الجماهيري الحاشد لمؤازرة ضـحـايـا الإبـادة التي يرتكـبها الكــيان الصــهـيـوني في فـلـسـطـين ووقف هذه الجـريـمـة”.
ووجـهت قيادة الحزب “التحية للمـقـاومــة الـفـلسـطـينية واسـتـبـسـالها وشـجاعتها في وجه آلـة الـدمـار الصـهــيونـية”.
ووصف الحزب فـاجـعة اغتيال أبناء وأحفاد الدكتور هنية “بأنها حلقة من حلقات الإبــادة المـستمرة منذ ستة أشهر بحق أهـلنا في غـزة من طرف العـدو الغــاصـب، وبدعم سـافر من القوى الغـربية وصـمـت مـخـز من الأنظـمـة العـربية”.
وفي جانب التدوين، كتب محمد جميل منصور المفكر السياسي الإسلامي الشهير: ” كذبوا، فقالوا إن الحماسيين يضحون بأبناء الشعب الفلسطيني دون أن يصلهم أذى أو يفقدوا أحداً، فتبين أن الكتائب قدمت آلاف الشهداء في الحرب على غزة؛ كذبوا فقالوا إن القادة آمنون، والشباب هم الوقود، فارتقى قائد سياسي بحجم العاروري وارتقى قائد عسكري بحجم مروان عيسى؛ كذبوا فقالوا إن أسر الشخصيات الأولى خارج دائرة الخطر، وأن أبناءهم مرفهون مرتاحون، فجاء أبناء هنية وأحفاده ليكملوا ستين من عائلته قضوا شهداء، سيستمر الكذابون في كذبهم، والمتحاملون في تحاملهم، وستستمر المقاومة في علو منزلتها ونبل أهدافها والدفاع عن دينها وشعبها وأمتها”.
عبد الله مولود
نواكشوط -«القدس العربي»