ضمن مؤازرتهم الحماسية للأهالي في غزة وحرصاً على تلقين إسرائيل درساً قاسياً، تابع ساسة موريتانيا ومدونوها أخبار الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل واستخدمت فيه وابلاً من المسيرات والصواريخ.
ومع الارتياح العام الذي نشأ عن الهجوم، أصيب كبار المدونين بخيبة أمل بعد ما لاحظوا أن تأثيرات الهجوم كانت محدودة حيث لم يتعرض العدو، وفقاً لما كانوا ينتظرونه، لا لضربة موجعة ولا لخسائر كبيرة.
وكان المفكر الإسلامي محمد جميل منصور رئيس تيار “من أجل الوطن”، من أكثر المعلقين على الهجوم واقعية، حيث كتب في تدوينة له: “لا أجد مبرراً للتشكيك في إيران، ولم أستسغ وصف ردها البارحة بالمسرحية، فهذا النوع من المسرح جديد، وعناصر المشهد فيه (المسيرات، والصواريخ البالستية وربما المجنحة) غريبة في عالم المسرح”.
وقال: “يمكن الحديث عن رد متحكم فيه، وخسائره لا تدفع إلى تغيير بعض القواعد الأساسية للعبة، ويمكن الحديث أنه كان بالإمكان أكثر مما كان، ولكنه الحساب وضبط الإيقاع”.
وزاد: “على كل حال، إيران في صراع مع الكيان الصهيوني وداعميه، ولذلك تدعم المقاومة وتعدد من عناوين ومواقع المواجهة، وإيران أيضاً دولة في منطقة تتداخل فيها صراعات التاريخ البعيد، وأزمات وحروب التاريخ القريب، مع إكراهات الواقع وحقائق ميزان القوة على الأرض وفي بحار المنطقة. وصحيح، لم يتناسب عندي، مثل كثيرين، حجم وعدد الأسلحة المستعملة مع خسائر الكيان الصهيوني في هذا الهجوم”.
أما أستاذ علم الأديان الدكتور محمد مختار الشنقيطي، فقد علق بقوله: “هجوم إيران على إسرائيل مساء أمس مجرد مناوشة بين الحبايب، و”مسرحية” لرفع العتب عن القيادة الإيرانية أمام شعبها وأمام العالم”.
وزاد: “ليت كل حبايب الصهاينة من القادة العرب تجرأوا على “مسرحيات” مشابهة، فلو فعلوا لاضطرَّ العدو اللعين لوقف حربه الهمجية على أهل غزة”.
وهلل المدون البارز محمد سلطان للهجوم الإيراني، وقال: “قدر الله على الصهاينة ليلة قدر كألف عام، فيها تنزلت على الصهاينة الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وأختها المجنحة”.
وقال: “هرع الغرب لاعتراض ما أستطاع بمساندة من أعراب العرب وسقط على أرض فلسطين ما قدر له أن يسقط؛ وفرح العرب والمسلمون وهم يرون الطوفان الجوي يتجه صوب فلسطين كما فرحوا يوم استيقظوا على طوفان الأقصى”.
وأضاف: “قلة قليلة من مثقفي العرب سخروا مما حدث لحقد دفين على إيران، وصنع العرب مدافع وصواريخ وصوبوها اتجاه إخوتهم العرب، وأنتجت إيران سلاحاً لتدك به حصون العدو، فالبارحة تماهى بعض العرب مع أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وفرح أبناء غزة مع إيران وباتوا ليلة تنزلت فيها عليهم الرحمة وغابت طائرات العدو عن سمائها”.
وكان الكاتب والمدون البارز حبيب الله ولد أحمد، ممن استنقصوا وسخروا من الهجوم حيث قال: “هجوم إيران تم إبلاغ العدو به قبل وقوعه، وأمريكا كانت على اطلاع تام بمساره وتوقيته، ولم ينجح حتى فى قتل جندي صهيوني واحد”.
وزاد: “كيف ينتقم لخمسة من ضباط نخبة الحرس الثوري بهجوم لم يجرح فيه حتى كلب سائب، فالعدو أخلى المناطق المستهدفة بتعاون استخباراتي كامل مع أمريكا”.
وتساءل الكاتب قائلاً: “هل كانت صواريخ إيران تحمل قوة تدميرية؟ وهل كانت مسيراتها مجهزة فعلاً لإحداث انتقام حقيقي؟ وما معنى أن هجوماً بكل تلك الصواريخ والمسيرات لم تنجم عنه أية خسائر مادية أو بشرية؟ وهل كررت إيران سيناريو الانتقام الوهمي لقاسم سليماني، عندما تم إخلاء قاعدة عين الأسد فى العراق من القوات الأمريكية وآلياتها فقصفت إيران جدرانها الخرساء المهجورة؟”.
عبد الله مولود
القدس العربي