يتحمل المدرب دائما النصيب الأكبر من المسؤولية في عالم الساحرة المستديرة، نظرا للنتائج التي تحققها المنظومة تحت قيادته، ويزداد الأمر صعوبة عند الهزائم على وجه التحديد.
وتتجه الأندية واتحادات كرة القدم لمحاسبة المدرب سواء بالإقالة أو الضغط المستمر عليه من أجل تحقيق النتائج الجيدة، بصرف النظر عن الأدوات التي يمتلكها.
وتحتاج مهنة المدرب عدة عوامل للنجاح يأتي أبرزها الشخصية القوية للسيطرة على الوضع وخاصة مع وجود نجم كبير داخل المنطومة بحجم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يحظى بشعبية جارفة ويمثل ضغطا كبيرا على أي مدير فني.
رونالدو حديث العالم دائما بجانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ولكن "الدون" تصدر المشهد الرياضي قبل عام ونصف تقريبا بسبب أزمته الشهيرة في مانشستر يونايتد ثم كأس العالم 2022 مع البرتغال، نتيجة إبعاده عن المباريات بصفة أساسية.
صحيح أن المدرب صاحب القرار الأول، ولكن عند الوقوف في وجه لاعب بحجم كريستيانو رونالدو يصبح الأمر أكثر صعوبة بسبب الضغوطات الإعلامية والجماهيرية.
لكن فرناندو سانتوس، المدير الفني السابق للمنتخب البرتغالي، قرر إعلان الحرب على رونالدو خلال كأس العالم، مستغلا الفترة الصعبة التي كان يعيشها كريستيانو مع مان يونايتد والتي انتهت بفسخ عقده.
صدمة غير متوقعة
عانى رونالدو من التهميش خلال الأشهر الأخيرة له مع مانشستر يونايتد تحت قيادة الهولندي إيريك تين هاج الذي قرر عدم الدفع به بصورة أساسية.
وتطور الوضع حتى خرج "الدون" عن صمته قبل كأس العالم ليفتح النار على المدرب وإدارة النادي ليتم التخلص منه، وهو الأمر الذي منح سانتوس الشجاعة لتكرار خطأ تين هاج ولكن على مستوى كأس العالم.
رونالدو قدم مستوى سيئا للغاية خلال دور المجموعات واكتفى بتسجيل هدف وحيد، ليقرر سانتوس مفاجئة الجميع بوضع على مقاعد البدلاء أمام سويسرا في ثمن النهائي ليتعرض لهجوم شديد نجا منه بسبب الانتصار (6-1).
واقتصر دور رونالدو على 16 دقيقة فقط أمام سويسرا، قبل أن يكرر سانتوس الأمر أمام المغرب في ربع النهائي ولكنه تعرض للخسارة 0-1.
ولجأ المدرب البرتغالي لرونالدو لمدة 39 دقيقة أمام المغرب، ولكنها لم تكن كافية لإحياء الأمل ليتلقى هجوما شديدا ثم تمت إقالته بعد المونديال.
لعنة رونالدو تطارد سانتوس
ارتبط اسم سانتوس برونالدو بعد وداع المونديال بسبب موقفه الغريب تجاه النجم البرتغالي الذي سانده في العديد من المناسبات، ولكنه لم يبادله نفس الدور عندما احتاج إليه في فترة صعبة.
واستمرت معاناة سانتوس عندما تولى تدريب منتخب بولندا لمدة 8 أشهر فقط، قبل أن تتم إقالته سريعا في سبتمبر/أيلول 2023 الماضي.
وقاد سانتوس صاحب الـ69 عاما بولندا خلال 6 مباريات حقق خلالها 3 انتصارات وتلقى 3 هزائم آخرها على يد ألبانيا 0-2، ليتم التخلص منه.
واستمرت لعنة رونالدو في مطاردة سانتوس خلال رحلته القصيرة مع بشكتاش من 7 يناير/كانون ثان الماضي حتى أبريل/نيسان الجاري 2024.
العجوز البرتغالي تولى مهمة الفريق التركي ولكنه تعرض للإقالة سريعا بعد سلسلة من النتائج الكارثية آخرها عدم تذوق طعم الفوز في آخر 5 مباريات بالخسارة في 3 والتعادل مرتين.
وإجمالا خاض 16 مباراة خسر خلالها 5 وتعادل 4 وفاز في 7 مناسبات فقط، ليتم التخلص منه ويكمل 485 يوما من المعاناة منذ إقالته من تدريب البرتغال حتى رحيله عن بشكتاش.
انفجار رونالدو
في المقابل، استعاد رونالدو بريقه سريعا بعد المونديال، حيث قرر الرحيل إلى النصر السعودي، وأصبح هداف العالم خلال العام الماضي رفقة النادي والمنتخب بتسجيل 54 هدفا.
كذلك قاد "العالمي" نحو لقب كأس الملك سلمان للأندية الأبطال (البطولة العربية) للمرة الأولى في تاريخ النادي بالفوز على الهلال (2-1)، وحصد لقب الهداف بالتسجيل 6 مرات في 6 مناسبات.
فضلا عن ذلك، فإنه ينافس بقوة على لقب هداف الدوري السعودي هذا الموسم بتسجيل 29 هدفا حتى الآن، مبتعدا بالصدارة عن ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال أقرب ملاحقيه بفارق 7 أهداف.
وعاد رونالدو للتشكيل الأساسي في البرتغال تحت قيادة المدير الفني الإسباني روبرتو مارتينيز الذي تسلم المهمة خلفا لسانتوس، وسجل "الدون" معه 10 أهداف بجانب تمريرتين حاسمتين.