حينما دفع المرشح للانتخابات الرئاسية محمد ولد الشيخ الغزواني برئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم أحمد ولد يحي وعدد من نخب مدن الضفة إلى كبريات المدن في الجنوب قبل أيام من جولته الانتخابية كان يستشعر حجم الإحراج الذى عاشته الأغلبية سنة 2019، حينما حل مرشحها في المركز الثاني في مقاطعة روصو بمعدل 35.11% فقط ، بينما تصدر المرشح المعارض بيرام ولد الداه ولد أعبيدي النتائج بنسبة 44.93% .
لقد تحرك نشطاء شباب ووجهاء من مختلف القوميات والأعراق لحشد التأييد للرئيس المرشح وعاشت مدن الضفة على وقع سهرات انتخابية حاشدة، مع التذكير بما قدم الرجل للمنطقة وعرضه، خلال خمس سنوات كانت فيها الضفة حاضرة في برنامجه اليومي، وكانت فيها الروح التصالحية حاضرة في الخطاب والممارسة مع كل أبناء البلد دون استثناء ، وفيها تواصل مع أعيان المنطقة والفاعلين فيها من أجل حلحلة المظالم القائمة وتبديد المخاوف التي راكمتها سنوات الجمر وعقود التهميش.
لقد تغيرت الصورة بالكامل خلال الانتخابات الأخيرة ، حيث حصل المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني على المركز الأول بمعدل 46.22% في روصو مقابل 42.43% للمرشح بيرام ولد الداه أعبيد. وفى كيهيدي كان النتيجة سنة 2019 غير مقبولة على الإطلاق من جمهور مرشح يحظى باحترام أغلبية واسعة من أبناء الشعب ولديه حضور كبير في العديد من كبريات المدن التي خدم فيها، وقاد مجمل التسويات المتعلقة بالإرث الإنسانى، ولم يرد له ذكر في مجمل الهزات العسكرية والأمنية التي تعرضت لها مناطق واسعة من أرض الوطن، خلال سنوات الجمر أو الأحداث التي استهدفت معارضين للسلطة منذ بداية المسار الديمقراطي.
لقد وضعته الظروف المحيطة بترشحه وضعف بعض داعميه رغم نفوذهم في مراكز القرار في المرتبة الثالثة ب 25.68% من أصوات الناخبين، بينما كان المرشح الراحل كان حاميدو بابا يتصدر المشهد بفارق مريح 34% والمرشح بيرام ولد أعبيد ينتزع المركز الثاني بفارق كبير عن مرشح السلطة 32%.
لكن الحملة الأخيرة غيرت موازين القوي وسمحت للرئيس المرشح بتعزيز مكانته في عاصمة الضفة كيهيدي بمعدل 41.22% من أصوات الناخبين، مقابل 35.17% للمرشح المعارض بيرام ولد الداه أعبيد و10.76% للمرشح مامادو بابا.
وفى بوقي لم يتمكن سنة 2019 من تجاوز 30.9% من أصوات الناخبين، وهو ماجعله في المركز الثاني خلف المرشح الراحل كان حاميدو بابا ، وبفارق 11 نقطة عن المرشح المعارض بيرام ولد الداه ولد أعبيد.
ولعل "أمبانى" كانت الأسوء بالنسبة للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني سنة 2019 حيث حل في المركز الثالث بنسبة 23% ، قبل أن يتصدرها الآن بمعدل 37.39% بفارق كبير عن ابرز مطارديه المرشح الرئاسي العيد ولد محمدن الذى ورث 28% من أصوات المعارضة التقليدية بالمقاطعة المذكورة، وبيرام الداه ولد أعبيد الذى تراجع إلى 17% فقط خلال الانتخابات الأخيرة في المقاطعة.
وفى مقاطعة بابابي غير مركزه من الثاني 2019 بمعدل 36% إلى المركز الأول 2024 بمعدل 47.34%، بينما تقاسم ثلاثة مرشحين الكتلة الانتخابية التي صوتت للراحل كان حاميدو بابا ، حيث انتقل بيرام من 11 % إلي 29.27% وحصل العيد على 6.5% وحصل مامادو باب على 14%.