
في حادثة صادمة لعالم الأمن السيبراني، كشف الباحث الأمني المستقل جيريمياه فاولر عن تسريب قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أكثر من 184 مليون حساب وكلمة مرور لمستخدمين من مختلف أنحاء العالم، وذلك بعد اكتشافها مخزنة على خادم سحابي غير محمي، يمكن لأي شخص الوصول إليه دون الحاجة إلى كلمة مرور.
وبحسب ما نشره موقع “9to5Mac” المتخصص بأخبار التكنولوجيا ومنتجات آبل، فإن قاعدة البيانات المسربة تضمنت معلومات حساسة تشمل البريد الإلكتروني، واسم المستخدم، وكلمات المرور، بالإضافة إلى روابط تسجيل الدخول لحسابات المستخدمين. وتنوعت الخدمات التي شملها التسريب لتضم كبرى المنصات الرقمية مثل “آبل”، “أمازون”، “فيسبوك”، “غوغل”، “باي بال”، “إكس” (تويتر سابقًا)، “مايكروسوفت”، “وردبريس”، و”ديسكورد”.
وأشار فاولر إلى أن حجم قاعدة البيانات تجاوز 47 غيغابايت، ما جعل عملية تحليلها بالكامل صعبة ومعقدة، إلا أن فحصًا أوليًا كشف عن مدى خطورة التسريب وعمق الاختراق. واعتبر فاولر أن هذه القاعدة أشبه بـ”هدية من الأحلام” للقراصنة والمخترقين، نظرًا لما تحتويه من بيانات صالحة ومحدثة.
ولتأكيد مصداقية البيانات، قام فاولر بالتواصل مع بعض المستخدمين من أصحاب عناوين البريد الإلكتروني المسربة، الذين بدورهم أكدوا أن المعلومات صحيحة ومستخدمة حاليًا. عقب ذلك، سارع فاولر إلى تنبيه مزوّد الخدمة السحابية التي استضافت قاعدة البيانات، طالبًا إزالتها لمنع استغلالها من قبل الجهات الخبيثة.
ad
ويُرجّح أن هذا التسريب جاء نتيجة إصابة أجهزة الضحايا ببرمجيات خبيثة من نوع “إنفوستيلر” (Infostealer)، وهي برمجيات شائعة تُستخدم في سرقة بيانات الاعتماد من الأجهزة، وتنتشر عادةً عبر البرامج المقرصنة أو الرسائل الإلكترونية الاحتيالية.
تسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على أهمية تأمين البيانات وتحديث كلمات المرور بشكل دوري، إلى جانب الحذر من التطبيقات غير الموثوقة والروابط المشبوهة التي قد تكون وسيلة لاختراق المعلومات الحساسة.