أفادت وسائل إعلام إيطالية أن الكاتب الإيطالي أومبرتو إيكو الذي ذاعت شهرته بعد كتابة رواية اسم الوردة عام 1980 توفي الجمعة عن 84 عاما. ولاقت اسم الوردة شهرة كبيرة في العالم العربي بعد ترجمتها في الثمانينات. لتطغى شهرته عند العرب سريعا على مواطنه الروائي الشهير البرتو مورافيا.
وقالت صحيفة لا ريبوبليكا إن أسرته أبلغتها أن إيكو توفي مساء الجمعة في منزله بشمال إيطاليا. ولم يكن إيكو معروفا خارج الدوائر الأكاديمية حتى منتصف العمر عندما حقق لنفسه شهرة دولية بين عشية وضحاها بعد أن نشرت روايته الأولى وهي رواية بوليسية غير تقليدية تدور أحداثها في دير يعود للقرون الوسطى.
ونسبت وكالة الأنباء الإيطالية أنسا إلى رئيس الوزراء ماتيو رينتسي قوله كان نموذجا استثنائيا للمثقفين الأوروبيين فجمع بين فهمه الفريد للماضي وقدرة لا تنضب على التنبؤ بالمستقبل. بالنسبة لأستاذ في جامعة بولونيا كان عمره آنذاك 48 عاما كان دخول إيكو المتأخر لعالم الشهرة الأدبية مفاجأة لكثيرين.
ولم تكن رواية اسم الوردة التي تضمنت وصفا للحياة في دير من القرن الرابع عشر والروايات الموثقة للنزاعات الفلسفية والدينية آنذاك لتثير اهتمام القارئ المعاصر. لكن شعبية الكتاب كانت في حبكته الذكية وأجواء الخوف والقتامة التي رسمها إيكو ببراعة حول الدير بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية الجذابة وهو محقق استوحاه إيكو من شخصية المحقق البريطاني الشهير شرلوك هولمز.
ولد إيكو في مدينة أليساندريا في الخامس من يناير كانون الثاني عام 1932 وكان ابنا لمحاسب أراده أن يصبح محاميا لكن إيكو اختار أن يدرس الفلسفة في جامعة تورينو بشمال إيطاليا حيث أصبح مفتونا بعالم القرون الوسطى وهو أحد أهم النقاد الدلاليين في العالم..
وُلد إيكو في مدينة ألساندريا بإقليم بييمونتي، وكان أبوه جوليو مُحاسباً قبل أن تستدعيه الحكومة للخدمة في ثلاثة حروب. خلال الحرب العالمية الثانية، انتقلت أم أومبرتو، جيوفانا، مع ابنها إلى قرية صغيرة في حيد بييمونتي الجبلي.
أُخذ اسم عائلته إكو (Eco) من الحروف الأولى للعبارة اللاتينية ex coelis oblatus (هبة السماء).
كان أبوه ابناً لعائلة فيها ثلاثة عشر ابناً آخرين، وحاول دفعه لأن يصبح محامياً، غير أنه انتسب إلى جامعة تورينو لدراسة فلسفة القرون الوسطى والأدب. كتب أطروحته حول توما الأكويني، وحصل على دكتوراة في الفلسفة في 1954.
عمل إكو محرراً ثقافياً للتلفزيون والإذاعة الفرنسية، وحَاضَرَ في جامعة تورينو. كما صادق مجموعة من الرسامين والموسيقيين والكتاب في الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين الأمر الذي أثر على مهنته ككاتب فيما بعد. خصوصاً بعد نشر كتابه الأول مشكلة الجمال عند توما الأكويني Il Problema Estetico di San Tommaso الذي كان توسعة لأطروحة الدكتوراة خاصته.