صادرات الغاز الطبيعي المسال من مشروع "آحميم" الفترة: أبريل – أكتوبر 2025

سبت, 10/25/2025 - 16:09
محمد نور الدين - مهندس متخصص في مجال الغاز و البترول.

شهد مشروع السلحفاة الكبرى – آحميم (GTA) للغاز الطبيعي المسال، المشترك بين شركتي BP و Kosmos Energy وحكومتي موريتانيا والسنغال، إكمال نصف عامه الأول من التشغيل التجاري، في خطوة تُعدّ محطة بارزة في دخول غرب إفريقيا سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي.

 

وخلال الفترة الممتدة بين أبريل ومنتصف أكتوبر 2025، قام المشروع بتصدير 12 شحنة من الغاز الطبيعي المسال ، بلغ مجموعها حوالي 920 ألف طن، إضافة إلى 800 ألف برميل من المكثفات النفطية، بعائد إجمالي يُقدّر بنحو 590 مليون دولار أمريكي.

 

أسواق التصدير

 

تم تسليم جميع شحنات الغاز تحت عقد بيع طويل الأجل بنظام (FOB) تديره شركة BP Gas Marketing Ltd والتي هي الفرع التجاري لشركة بريتش بتروليوم البريطانية.

 

 - أوروبا كانت الوجهة الرئيسية، حيث استقبلت ما يقارب نصف الصادرات.

 - أسواق آسيا استحوذت على حوالي ثلث الكميات.

 - كميات أصغر وُجّهت إلى مصر والأردن، في سياق توسّع ملحوظ للتجارة الغازية داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

الأسعار والعوائد

 

يرتبط تسعير غاز GTA بسعر خام برنت وفقا لمعادلة انحدار 9.5% لكل MMBtu.

وعند متوسط سعر قدره 67.5 دولار للبرميل، بلغ سعر الغاز عند نقطة التسليم 6.41 دولار لكل MMBtu (FOB).

 

أما مبيعات بريتش بتروليوم  BP الفعلية في الأسواق الأوروبية والآسيوية فبلغ متوسطها 11.25 دولار لكل MMBtu (DES)، ما مكّن الشركة من تحقيق هامش ربح إجمالي يقدّر بـ192 مليون دولار بعد خصم تكاليف الشحن والوقود المقدّرة بـ0.82 دولار لكل MMBtu.

 

مكثفات النفط: تعزيز إضافي للعائدات

 

إضافةً للغاز، صدّر مشروع الغاز الموريتاني السنغالي 800 ألف برميل من المكثفات بسعر صافي بلغ 65.5 دولار للبرميل، ما أضاف 52 مليون دولار إلى إجمالي الإيرادات، وهو ما يعزّز مرونة الجدوى الاقتصادية للمشروع.

 

الجاهزية التقنية وآفاق التطور

 

أظهرت وحدة الغاز الطبيعي المسال العائمة (FLNG)، المتمركزة على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، أداءً مستقراً، مع تحميلات منتظمة بمتوسط 175 ألف م³ للشحنة الواحدة.

 

وتؤكد النتائج الأولية:

 - موثوقية التشغيل البحري في المنطقة.

 - قدرة المشروع على المنافسة السعرية في أسواق الغاز.

 - تنامي الحضور التجاري لغرب إفريقيا في قطاع الطاقة.

 

ومع استعداد البلدين لدفع مراحل التطوير اللاحقة GTA Phase 2/3 ومشروع بير الله (BirAllah) نحو القرار النهائي للاستثمار (FID)، تشير التوقعات إلى إمكانية مضاعفة أو حتى ثلاثية القدرة التصديرية للغاز قبل مطلع الثلاثينيات القادمة، ما سيحوّل موريتانيا والسنغال إلى فاعلين مؤثرين في سوق الغاز الإقليمي والدولي.

 

ويبقى السؤال الاهم،

لماذا وافقت موريتانيا و السنغال على تسعيرة تحقق شركة BP Gas Marketing هنا ارباح صافية  تقارب 192 مليون دولار خلال 6 اشهر فقط و بعقد طويل الامد لشراء و تسويق هذا الغاز المسال من مشروع السلحفاه الكبير ؟

 

لماذا قبل المشروع بمعدل 9.5% مقابل سعر نفط برنت لكل مليون سعر حرارية بريطانية الغاز وهو يعد منتدي مقارنة مع ما هو معهود في هذا السموع من العقود طويلة الامد والتي عادة لا تقل عن 11% وفي بعض الاحيان تصل الى 14% بحسب منظمة الدول المصدرة للغاز GECF في قطر و التي اصبحنا عضوا فيها مؤخرا .

 

اعتمدت المنظمة معدل 11.74% مقابل سعر النفط لبيع وحدات الغاز في الفترة 2014-2019 وهي طريقة معدل حساب  المتوسط للعقود الطويلة.

 

وهذا ما كان يتوجب الاعتماد عليه قبل توقيع اتفاق البيع لشركة BP Gas Marketing في فبراير 2020.

 

لا نسى هنا ان شركة BP موريتانيا و السنغال (56%) ستتحقق ايضا ارباحها بعد خصم التكاليف و الضرائب من المبلغ 306 مليون دولار التي بيع به الغاز المسال للمشتري الحصري شركة BP Gas Marketing.

 

اي أن شركة BP ككل لن اقل عوائدها عن 220-230 مليون دولار  من اجمالي الشحنات 13 خلال 6 اشهر.