الصلح خير والحوار هو الحل الوحيد للأزمة القائمة في البلاد

جمعة, 04/22/2016 - 13:33

منذ انقلاب 1978م على رئيس الاستقلال أبو الأمة المختار ولد داداه، الذي قاد البلاد قرابة 18 سنة، لقد استقلت البلاد على يده 1960م الذكرى المجيدة والأفراح لكل الموريتانيين، وكان رحمه الله يسافر إلى الخارج ولا بيده شيء سوى فضفاضة بيضاء يلبسها وحقيبة سفر صغيرة يحملها ويعود بكل المال والأعمال والخير للبلاد، وأقل ما يقال أن البلاد منذ أطيح به لا أمن،  لا استقرا،لا عدالة، لاصحة، لا تعليم، ولا وحدة وطنية، ولا برلمان إلا من جهة واحدة، ظلت شعارات اللجنة العسكرية حبرا على ورق يكتبون الخلاص الوطني ولا خلاص والانقاذ الوطني ولا انقاذ، والعدالة الديمقراطية ولا عدالة ولا ديمقراطية، فمنذ انقلاب 2003م المعروف بانقلاب صالح الذي زعزع الأمن والاستقرار، وترك الشعب بدون مأوى، وقتل فيه الأبرياء، وراح ضحيته القائد محمد الأمين ولد انديان ، وأقل ما يقال أن صالح وزملاءه تسببوا في قتل هذه الشخصية الوطنية العظيمة، وهرب صالح وزملاؤه، وهرب معاوية ودخل قيادة الحرس دمرناهم دبابة دبابة، ولا يرجى خير في قيادة صالح وزملائه المنتمين للمناطق الشرقية التي لم تحظ بالرئاسة  وعند ما تدخل الجيش لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وقد حمل اللواء قادة عسكريين من خارج انواكشوط مثل القائد الجنرال محمد ولد مكت الذي قدمت كتيبته من الشرق والجنرال ولد محمد إزناك قائد المنطقة السادسة آنذاك وكل قادة معاوية اتضح لهم أنه انتهى ورحم الله فهد بن عبد العزيز الذي خرج معاوية في تعزيته نفعنا حيا وميتا، عزل معاوية إثر انقلاب أبيض لا مثيل له بإجماع جل القادة العسكريين المخلصين الحريصين على الوطن والمواطن، خرج معاوية ولم يعد، وخرج سيدي ولم يعد، وخرج إعل ولم يعد، وفي 2009م وقعت مصالحة داكار المعروفة بتقاسم السلطة بين الموالاة والمعارضة، وكان من نصيب المعارضة وزارات السيادة مثل الدفاع والداخلية واللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وفاز رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ب52 في المائة، الذكرى المجيدة والأفراح لأنصار عزيز والحزن والأسى على المعارضة التي ترى أن لا كفاءة لقيادة هذه البلاد في غير زعيمها الديمقراطي الخبير الاقتصادي والسياسي المحنك الذي اكتسب وظائف دولية هامة كان تسييره فيها حسنا ولا يوجد مسجد في العاصمة إلا وصلى فيه زعيم المعارضة الأسبق فرضا ونفلا وكان يقوم الليل ويصوم النهار ويتلو القرآن ليل نهار حسب ما قاله كل الذين رافقوه ويحب الرئاسة حبا جما وكل ما مر أمام القصر الرمادي لا بد وأن ينشد:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، والمار أمام البنك المركزي الموريتاني لا بد أن يتذكر أحمد ولد داداه وخبرته الاقتصادية نحتاج عبقري كيفك ياحمد،

وفي وصل ليلى أنت ياقلب طامع     ومن دون من تهوى ثلاث موانع

حياء وخوف الله جل جلاله           وبعل غيور لا يزال يمانع

بكيت على شباب قد تولى          فيا ليت الشباب لنا يعود

لو كان الشباب يباع بيعا       لاعطيت للبائع ما ير يد

 رئيس الجمهورية عزيز الفقراء الذي أقسم أمام الله وأمام الشعب أن الحرب على الفساد والمفسدين الذين طغوا في الأرض فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب الرئيس المنتخب بالإجماع الذي كرر أن الحرب على المفسدين لا رجعة فيها و ستتواصل لأن من أسباب الفقر الفساد، وللرئيس إنجازات تذكر فيشكر عليها مثل البنى التحتية  ومن بينها مطار أم التونسي، وفتح قناة القرآن ودعم الشؤون الإسلامية، و توظيف 800 إمام براتب 50000 وتنظيم عمليات الإفطار،وتخطيط الأحياء العشوائية، وفك العزلة عما يعرف بمثلث الفقر، وقطع العلاقة مع إسرائيل والحرب التي أعلن على القاعدة التي ظلمتنا في لمغيطي والغلاوية وتورين، وقتل السياح الفرنسيين في ألاك، وقتل الشيخ الطاعن في السن عند مجمع البيت في وضح النهار من طرف 4 شبان قاتلهم الله ينتمون إلى القاعدة نزلاء من السجن في أيام سيدي ولياليه الأليمة مع أحداث الشغب التي راح ضحيتها المفوض محمد سالم ولد سيدي محمد قائد الكتيبة 1 وجرح المفوض محمد محمود ولد قاري فعملية لمغيط فقد فيها الجيش الموريتاني بعضا من الشهداء من بينهم الملازم أحمد ولد الكوري، فمنهم من فقدت يداه ومنهم من فقدت رجلاه ومنهم من فقد كله فإني أعزي نفسي أولا والشعب الموريتاني ثانية، وما علينا أن نقول إلا كما قال الله جل جلاله ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وأشيد هنا بعمليات قواتنا المسلحة التي قامت بها ضد القاعدة على أرض مالي، تلك المعارك التي ظهرت فيها صدارة الجيش الموريتاني وخاصة معركة واكادوكو ونشكر كل الشكر الجيش المالي آنذاك الذي لعب دورا في تحديد الجهات وتقسيم الزاد على نظيره الموريتاني وأهنئ كل قواتنا المسلحة وقوات الأمن بكلمة سواء ونخص بالشكر الجنرال محمد ولد مكت المدير العام للأمن الوطني الذي قاد في جل الولايات إن لم نقل كلها وكانت قيادته حسنة وكان يحب الوطن والمواطنين ومن حقه ذلك، والشكر موصول لرئيس الجمهورية الذي لا شك أنه يحب الوطن والمواطن يحبه، وأقل ما يقال أن له إنجازات كبيرة مع التذكير بأن المسائل الجوهرية التي هي أخطاء معاوية ظلت هي أخطاؤه إلا أنه هو أول رئيس يستقل عن التجار ويحارب الفساد، ونرجو من الله العلي القدير أن يكون من (الذين إن مكنا لهم في الأرض أقاموا الصلاة  وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) ( وشاورهم في الأمر) (وأمرهم شورى بينهم)

سيدي الرئيس الحوار هو الحل الوحيد ولا بد من التنازل من كل الأطراف من أجل المصلحة العامة، وعلينا جميعا من معارضة وموالاة أن نطبق شرع الله على هذه الأرض وننشر العدالة التي لا غنى عنها وفي حالة يرثى لها ولن ينجح ولن يفلح أحد في هذه البلاد إلا عن طريق صناديق الإقتراع، ونحن مع من يطبق شرع الله ويقسم ثروات هذه البلاد بنزاهة وعدالة، ويحرص كل الحرص أن تظل موريتانيا مزدهرة دينها واحد ودستورها واحد طبقا لقول الله عز وجل(لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله) وفي هذا الحديث اكتملت الحرية والديمقراطية، ولم ينتصر قائد عربي في تاريخ الدولة الإسلامية إلى بتطبيق الشريعة والعدالة والمحافظة على المال العام، فكان عمر يجعل خاتما في يد من يسرق من المال العام ويجدد له العذاب إذا أتاه فيه وسيط، وقد قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم (لو سرقت فاطمة بنت رسول الله لقطعت يدها) وقال أبو بكر: كيف لا يطبق شرع الله وأنا حي، وقد ناهزت خلافة عمر 11 سنة ولا تتعدى خلافة أبي بكر الصديق سنتين ونصف امتدت الدولة الإسلامية وتوسعت الفتوحات حتى شملت الشام والعراق وبلاد السند والهند وإفريقيا الغربية وما وراء النهر، وكان الخليفة الرابع علي كرم الله وجهه ناهزت خلافته 4 سنين وحرص كل الحرص أن يتفاوض مع الخوارج، وخرج لهم في أكثر من ألف للتفاوض معهم وكان زعيم الخوارج يقول لاحاكم اليوم إلا الله ويقول له علي كلمة حق أريد بها باطل إلا أن علي وفر كل الظروف لاكتساب هؤلاء، وقد ناهزت خلافة الخلفاء الأربعة 30 سنة كما أشار الحديث إلى ذلك الخلافة من بعدي ثلاثين، وكل الخلفاء الأربعة عاش مثل ما عاش النبي صلى الله عليه وسلم 63 سنة

وفي الختام نتمنى لكل الموريتانيين والموريتانيات السعادة والتوفيق والحرص على الوحدة الوطنية والله يدعونا إلى ذلك (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)

وأصلي وأسلم على النبي العربي جدي،

بقلم: سيدي محمد ولد الفالي كاتب باحث، هاتف: 22111907

[email protected]