شككت منظمات روهينغية وفق مقابلة أجرتها الجزيرة مع رئيس جمعية الروهينغا في ماليزيا في نوايا حكومة ميانمارمن وراء إعلانها مشروعا لتسجيل أبناء عرقية الروهينغا في إقليم راخين (أراكان)، ومنحهم بموجب ذلك بطاقات خضراء تقول الحكومة إنها تهدف إلى تصحيح أوضاعهم القانونية.
ورأى رئيس جمعية الروهينغا في ماليزيا نيانغ فيصل في حديث للجزيرة نت أن مصدر القلق هو أن الاستمارة التي توزع على الروهينغيين تطلب منهم الإجابة عن أسئلة تنتزع منهم إقرارا بأنهم أجانب، مثل البلد الأصلي وتاريخ الوصول إلى ميانمار ووسيلة النقل، وهي معلومات تطلب عادة من الأجانب عند وصولهم نقاط العبور للدول.
وكانت حكومة ميانمار أعلنت عزمها على تشكيل لجنة للنظر في الأوضاع في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة، الذي يشهد حملة تطهير عرقي منظمة منذ عام 2012، وقوبلت هذه الخطوة بترحيب دولي بوصفها بداية لحل أزمة الروهينغا.
ودعت منظمات الروهينغا إلى عدم ملء الاستمارات، واصفة الخطوة بأنها خدعة جديدة، وقال نيانغ فيصل للجزيرة نت إن البطاقات الخضراء شبيهة ببطاقات بيضاء أعطيت لأبناء عرقية الروهينغا عام 1982، وذلك بعد أن قوبل تجريد عرقية الروهينغا من المواطنة باستنكار دولي واسع، فأعلنت ميانمار خطة لتصحيح أوضاع الروهينغيين، ووعدت بمنح من يتسلمون البطاقة البيضاء بطاقات هوية، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وعلى صعيد آخر، حذر بيان لمنظمات روهينغية من حملة إبادة جماعية جديدة ضد عرقية الروهينغا، ودعت المنظمات التي تتخذ من العاصمة التايلاندية بانكوك مقرا لها الأمم المتحدة إلى التدخل ومنع جريمة جديدة ترتكب بحق الروهينغا، وأعرب رئيس جمعية الروهنيغا البورميين في تايلاند ميانغ تشيا مو عن قلقه على مصير نحو ألف شخص اختفوا في الأيام القليلة الماضية.
وقال بيان الجمعيات والمنظمات الروهينغية في تايلاند إن معظم ضحايا الهجمات الأخيرة التي يشنها متطرفون بوذيون هم من النساء والشيوخ والأطفال، وأن الشباب فروا نحو الغابات والجبال، وطالب البيان بإرسال قوة سلام دولية لمنع ارتكاب مجازر جديدة، وتشكيل فرق تحقيق محايدة في الجرائم التي ترتكب بحق الروهينغا، وناشد البيان الهيئات والمنظمات الإنسانية إيصال مساعدات عاجلة إلى إقليم أراكان المضطهد.