أعلن إسلاميو موريتانيا المنضوون في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض عن كامل «ارتياحهم لمسارعة المملكة المغربية إلى التبرؤ من تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي التي استهدفت كيان موريتانيا وسيادتها».
جاء ذلك في بيان تمخضت عنه أمس الدورة السادسة لمجلس الشورى أعلى سلطة في حزب التجمع الذي يقود أكبر كتلة معارضة في البرلمان الموريتاني. وحيا مجلس الشورى «جهود التقارب وتقوية علاقات التعاون والصداقة بين موريتانيا والمغرب، مؤكداً موقفه الثابت والحازم ضد المساس بسيادة موريتانيا ووحدتها الترابية من أي جهة مهما كانت».
وعبر مجلس شورى حزب التجمع المحسوب على الإخوان «عن مشاعر الاعتزاز والتقدير للمقاومة الفلسطينية المباركة»، مؤكداً «وقوفه إلى جانب الصابرين المرابطين في القدس الشريف وغزة وكل فلسطين رغم الحصار الظالم من طرف الصهاينة والتواطؤ المخجل لأنظمة عربية معلومة».
وأكد المجلس كذلك «على وقوفه مع كل الشعوب التواقة للحرية رغم الوحشية في القمع والتنكيل»، وعلى «ثقته بانتصار ثورة أحرار الشام وأبناء أرض الكنانة الشرفاء في مواجهة الظلم والطغيان».
وحيا مجلس الشورى لحزب التجمع «انتصار شعوب البلدان الإفريقية للتغيير بالأساليب الديمقراطية، وبخاصة في كل من غامبيا وغانا ويستهجن محاولات حكام بعض دول القارة للعبث بنتائج الانتخابات في بلدانهم خدمة لأجندات شخصية».
وجدد إسلاميو موريتانيا «تنديدهم بما يتعرض له مسلمو «الروهينغا» من إبادة وسط تجاهل العالم لمأساتهم وصمته على الجرائم المرتكبة في حقهم، وهو الصمت الذي يرقى لدرجة التواطؤ».
وبخصوص الوضع الداخلي في موريتانيا جدد مجلس الشورى «التأكيد على موقف حزب التجمع الثابت من الحوار باعتباره الأسلوب الأمثل لإخراج موريتانيا من الأزمة السياسية التي تعيشها منذ سنوات عدة»، كما جدد «تمسكه بموقف المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أكبر تجمع سياسي معارض) من الحوار الأخير ومخرجاته وفي مقدمتها تعديل الدستور على نحو يمَس الرموز الوطنية لهذا البلد».
وركز مجلس الشورى لحزب التجمع دورته التي عقدها تحت شعار «بنية حزبية قوية ضمان لأداء سياسي فعال»، على «نقاش هموم الوطن والمواطن والظروف الصعبة التي يمران بها، حيث عبر أعضاؤه عن «انشغالهم الكبير بالوضعية الأمنية السيئة واستمرار الارتفاع المذهل للأسعار، وبخاصة أسعار المحروقات وتدني الخدمات الأساسية في مجالات حيوية كالتعليم والصحة وانتشار البطالة، فضلاً عن الأزمة السياسية المستحكمة والوضعية الاقتصادية الصعبة».
وطالب الحزب «الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لحماية القوة الشرائية للمواطن والحد من الارتفاع المذهل في الأسعار، وبخاصة أسعار المحروقات التي بقيت على حالها رغم انخفاض أسعارها الكبير في الأسواق العالمية، كما «ندد بانتشار البطالة في صفوف الشباب وخصوصاً حملة الشهادات، مطالباً «بضرورة إيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه الوضعية المأساوية.
وأكد الحزب «على ضرورة تحمل الحزب لمسؤولياته في الضغط من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والوقوف في وجه سياسات الإقصاء والتهميش التي يتعرض لها الكثير من أبناء البلد بناء على مواقفهم وقناعاتهم».
وقرر مجلس الشورى «الإسراع في بدء التحضيرات الفنية والسياسية للمؤتمر المقبل للحزب المقرر في نهاية 2017 على نحو يجعل منه محطة متميزة في تاريخ الحزب وإقلاعه لمرحلة مقبلة أكثر تألقاً ونجاحاً».
وتوقف مجلس الشورى أمام ما سماه «تعلق جماهير الشعب الموريتاني بنصرة خير البرية عليه أفضل الصلاة والسلام، مؤكداً على ضرورة الوقوف بحزم في وجه المَسّ بالمقدسات والثوابت، رافضاً «أيَّ محاولة للتأثير على القضاء في ما يتعلق بالحكم المستحق على كاتب المقال المسيء».
وتوقف حزب التجمع أمام الجدل الذي أثاره ما يسمى بمشروع قانون النوع المعروض على البرلمان وطالب أعضاء الغرفتين بعدم المصادقة على أي مشروع قانون يمس الثوابت الإسلامية».
نواكشوط ـ «القدس العربي»