وبحسب الفيديو المتداول الذي نشرته قناة “المجلة” على اليوتيوب، فإن ضرع البقرة يستطيع إنتاج أربع لترات من اللبن خلال أربعة دقائق فقط وهذا بدوره يحتاج لمرور 40 لتر من الدم خلال الضرع لإتمام هذه العملية إلا أن هذا لا يحدث عمليا ، لأن هذه الكمية الهائلة من الدم لا تستطيع المرور خلال الضرع في هذه المدة الوجيزة نتيجة أن اللبن المتكون داخل الضرع يتجمع في الأحواض السالفة الذكر ويؤدى إلى ارتفاع الضغط داخل الضرع وكلما ازداد الضغط الداخلي للضرع ازداد الضغط على خلايا تكوين اللبن والأوعية الدموية التي تغذيها مما يؤدى إلى إعاقة عملها وتقليل معدل تخليق اللبن داخلها .
لقد استطاعت الدراسات الحديثة التوصل للإجابة على هذا السؤال المحير حيث وجد الباحثون أن الفرث (محتويات الكرش) في تلك الحيوانات هو المصدر الأساسي لهذا البروتين الحيواني .
فهذه الحيوانات من نوع ( الحيوانات المجترة ) أي التي تتغذى على العشب أو الكلأ على عجل وبسرعة ملحوظة وتحتفظ به في كروشها ثم تعيد مضغه بعد ذلك بتأن واضح في عملية تسمى (الاجترار) والمكونات الأساسية لهذا العشب هي مادة (السليلوز) وهذه المادة معقدة التركيب جداً بحيث أن معدة تلك الحيوانات لا تملك الخمائر أو العصارات اللازمة لهضمها والاستفادة منها إلا أن الباحثين توصلوا إلى أن الذي يقوم بعملية هضم السليلوز داخل الكرش جيوش من كائنات دقيقة غير منظورة من البكتريا والحيوانات الأولية والتي تملك الخمائر والعصارات اللازمة لهضم السليلوز وتحويله إلى سكريات كبيرة ثم تشطر إلى ما هو أصغر فأصغر حتى تتحول إلى جزيئات بسيطة يمكن للحيوان امتصاصها والاستفادة منها ولكي يسهل عمل هذه الكائنات الدقيقة يقوم الحيوان المجتر بطحن العشب لها في عملية الاجترار وتحويله إلى عجينة ذات ألياف صغيرة.