كاتبني زميل موريتاني عن مجاهدته في بيروت كي يشرح لموظف الأمن العام أن موريتانيا عربية…اعذرنا يا زميلي فعندنا في الشرق من يجهلون تاريخ وحضارة وجذور وأصالة بلدكم-بلدنا العريق……لن ألوم عنصرا أمنيا سعى إلى تأدية واجبه بلطف وفق ما فهمت، وعندنا موظفو الأمن العام في المطار هم بشكل عام لطيفون ومهذبون ومبتسمون….لكني ألوم جهلا أوسع بين مسؤولينا واعلاميينا ونخبنا الذين يدّعون النخبوية وهم بعراقة بلاد الشنقيط جاهلون…..
يا سادتي في لبناننا ومشرقنا….بلا مرابطي موريتانيا لما صمدت أندلس…وبلا بني حسّان ما شمخت لغتنا وفصاحة ضادنا ، وبلا شنقيط العريقة ما بقيت مخطوطات إسلامية عربية..وبلا المحاضر القيّمة ما عرفت دول الخليج قضاة ونحاة لغة بهذا المستوى العربي الإسلامي الرفيع، وبلا الموريتانيين ما بقيت معلقات ولا شعر….
اتعرفون يا سادتي أن في موريتانيا الكتاب زينة الرجال؟ وأنه أغلى من البنين والمال؟
أتعرفون يا سادتي أن عائلات موريتانيا تتنافس على من يملك اعرق مكتبة؟
أتعرفون يا سادتي أن المرأة الموريتانية معززة مكرمة ، لو اهانها زوجها إنما يُهين كل قبيلته؟ ولها الحق في أكثر من زواج لو شاءت، وهي تطلق باحترام قل نظيره في العالم
اتعرفون يا سادتي أن المرأة الموريتانية لها شعرها الخاص المسمى “تبرع”؟
اتعرفون يا سادتي أن موريتانيا لا تزال أصيلة الكرم والجود وحسن الضيافة وان بيوت أهلها مفتوحة لكل ضيف قريبا كان أو غريبا؟
أتعرفون با سادتي أن ضوء القمر أبهى فوق صحراء موريتانيا ، ولون الشمس أجمل، وسهرات الشعر فوق الرمال وتحت الخيم تفوق أعظم عواصم العالم جمالا .
اتعرفون يا سادتي أن قلوب الموريتانيين تنبض كل حين على قلب اي قضية عربية وفي مقدمها فلسطين السليبة؟
لو كنتم تعرفون لادركتم أن موريتانيا ليست فقط دولة عربية وإنما هي جوهرة على تاج العرب …
فعذرا منكم يا أحبائي وأهلي في موريتانيا الحبيبة التي لي تحت كل حبة رمل فيها شيء من قلبي وروحي …..
اعتبروني سفيركم الفخري…لأنكم مفخرة العرب، ولاني ما رأيت فيكم إلا أصالة العروبة وشهامة الإنتماء….ولكم بين رموشي وبؤبؤ العين مكان الصدارة ….فاعذروا جهلنا وتجاهلنا لبلدكم العريق..لو كان عندكم نفط لا كرامة لربما عرفوكم أكثر….
القصة الكاتب الصحفي حنفي ولد الدهاه في مطار بيروت – هنا