كانت مداخلة الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني الليلة البارحة في مقابلة مع قناة الوطنية في برنامجها كلام في السياسة فرصة سانحة للمحامي الناجح ليبرز الوجه الحقيقي للسياسي الذي كان يلتحف العباءة السوداء دفاعا عن حقوق الأفراد والمؤسسات والتي نزعها ذات مرة ليلتحف عباءة الدفاع عن المجتمع كله بصوت سياسي يعتبر الأندى من بين الأصوات التي تتكلم في السياسة.
مثل حديث ولد بوحبيني علامة فارقة في القراءات السياسية المتاحة فقد اختار الرجل أن يتحدث بوضوح محنك عن الوضعية السياسية في البلاد ليحز بذلك في مفصل الحقيقة حين قال إنه لا يمكن لمكابر أن ينكر تدخل الجيش الموريتاني في السياسة إلا أن النظام الحاكم الآن يملك فرصة ذهبية في العام ٢٠١٩ ليضع البلاد في مسارها الصحيح،فإما يبقى للشعب الموريتاني حق تقرير هوية حكامه في قادم الأيام وإما ينكث النظام بوعده فتدخل البلاد دوامة لا تخرج منها بأقل الخسائر.
على الأقل هذا حديث رجل سلمت يداه من المال العام،نظيف في مضمونه وشكله لا تحركه دوافع غير الغيرة على المجتمع ومع ذلك فهو حديث سياسي قاد لفترة كبيرة أهم كتلة تجمع كل الطيف المعارض،المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة،وهذه العوامل كلها تجعل الطمأنينة تسري إلى أرواح المتلقين فعلى الأقل ما زال في أفق هذا الموت الزؤام ضوء يشع في آخر الليل ليمنح الصبح متنفسا للأمل على أيدي رجل بارع في صناعته.
تاريخ ولد بوحبيني أهم ما يمكن أن يقدمه ويتقدم به،ناصع البياض ظل منافحا عن المستضعفين وحين صار الشعب كله مستضعفا انبرى للدفاع عن الكل بروح وحدوية هي أكثر ما يفتقده الساسة الذين يؤسسون اليوم للمرحلة القادمة،هذا في الجوهر هو أهم ما في الموضوع بل هو الموضوع كله فبه لا بغيره يمكن لرياح الأمل أن تهب على صحراء التيه هذه لتجعل المسافرين في سفينة شنقيط يرسون على بحر الحياة.
لا يرحم التاريخ من لا يقف وقفة الحق،ووقفة الحق هي أن نقول للذين أحسنوا أحسنتم وللذين أساءوا فعلتم السوء، وولد بوحبيني كان البارحة مثالا للمحسن الهادئ فشكرا للتألق ودام ألقك.
الحسن ولد الطالب