كشفت صحيفة "الأخبار إنفو" في عددها اليوم الأربعاء عن وجود روضة للأطفال غير مرخصة في مقاطعة تفرغ زينة، تحتفي بشكل خاص بالأعياد المسيحية، وأجرت الصحيفة مقابلة مع مديرة الروضة – وهي مواطنة فرنسية – فيما نقلت عن وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة تأكيدها أن الروضة التي تحمل اسم "النسائم الأربعة" غير مرخصة وأن القانون سيأخذ مجراه بشأنها.
وقالت الصحيفة في عددها 171 إن الروضة تعمل على الأراضي الموريتانية منذ العام 2012، والدفعة التي تدرس فيها الآن هي رابع دفعة تدخلها، مردفة أنها تقع في حي "سوكوجيم بلاج" بمقاطعة تفرغ زينة، وتضع على مدخلها لافتة تحمل ما تصفه إدارتها بأنه ترخيص، في حين تؤكد السلطات الوصية في وزارة الشؤون الاجتماعية أنه "تسجيل في السجل التجاري، وليس ترخيصا".
وأكدت الصحيفة أن روضة الأطفال وزعت على ذوي التلاميذ الذين يدرسون بها بها – والبالغ عددهم 40 تلميذا – دعوات لمشاركة الأطفال في عيد يحمل اسم "عيد الباك"، منبهة إلى أنه سينظم في ساحة الروضة يوم 14 إبريل الجاري، ويبلغ سهم الاشتراك فيه 1500 أوقية لكل تلميذ.
وشكرت إدارة الروضة ذوي التلاميذ على التعاون، وتمنت لهم ذكرى عيد سعيدة.
وأضافت الصحيفة الأسبوعية أن "عيد الباك" أو "عيد بعث المسيح" يعتبر أحد الأعياد المسيحية المعروفة، واسمه مشتق من اللغة العبرية "إبيسا"، كما يعرف بـ"الباشا" في اللغة اللاتينية.
ويحتفي المسيحيون به يوم 14 إبريل من كل عام، ويخصص للاحتفاء بذكرى بعث المسيح.
ولليهود عيد يحمل اسما مشابها له، ويطلق عليه "أباك" أو "أباسها" ويخلد ذكرى نزوح الشعب اليهودي من مصر عبر البحر الأحمر، ويخلد اليهود هذا العيد عشية السبت، وخلال الاحتفال يتم القيام بتقليد لعملية الصلب.
ودأب المسيحيون منذ القرن السادس عشر على استخدام كلمة "أباك" بصيغة الجمع من أجل تمييزه عن عيد اليهود بسبب حملهما لنفس الاسم، وتقارب تاريخ تخليدهما.
وأكد الصحيفة احتفاء الروضة بأعياد مسيحية أخرى من بينها "عيد هالوين fête d'halloween" ويسمي أيضا عيد الشيطان، وهو أحد الأعياد الكاثوليكية الغربية، ويقام في الأحد الأول من أكتوبر كل عام، ويعبر عن جمع القديسين، و"عيد توسان fête de Toussaint" وهو عيد بروتستانتي شرقي، ويخلد يوم الأحد الأول من شهر نوفمبر من كل عام، ويعبر عن محبة المسيح، وتجليه، ونزول روح القدس على تلامذته، وكذا "عيد الأمهات Fête de meres"، ويحتفل به يوم يوم اﻻحد المصادف لليوم الخمسين لعيد الفصح، و"عيد اﻻباء؛ fête des pères"، ويخلد في الأحد الثالث بعد عيد الأم ويقصد به اعتبار الأبوة بمنطق ديني مسيحي، ويصفونه بـ"الله الوالد"، إضافة لأعياد أخرى عديدة.
ونقلت الصحيفة عن مديرة المدرسة "Lopez de lestapis" – وهي مواطنة فرنسية قولها في حديث للصحيفة حول مبررات احتفالهم بأعياد مسيحية في بلد مسلم، ولأطفال مسلمين – "نحن نعتقد أننا مقبولون كمسيحيين حتى وإن كنا في بلاد مسلمة، لأننا إن لم نقبل كما نحن، فلن نقبل الإقامة في بلد ما.
إذا أعتقد أننا حينما قبلنا بأن نكون هنا، فلنا الحق في ممارسة شعائرنا، علينا فقط أن نحترم التقاليد التي تشكل أساسا لدى كل بلد، فبما أننا في موريتانيا مثلا، علينا أن نحترمها كبلد إسلامي، وهنا لا ينبغي مثلا أن نمزج بين دينين".
وأضافت "Lopez de lestapis" قائلة: "علينا أن نعرف أيضا أننا هنا في بلد مسلم، وأطفاله مسلمون، ولا ينبغي أن نرغمهم على تعاليم دين آخر غير دينهم، وإنما نحترمه لهم، لأنهم تربوا عليه، وأصبح معتقدا لديهم يجب احترامه لهم، ونفس الأمر أيضا ينطبق في الطرف الآخر على الأطفال المسيحيين"، قائلة نحن في المدرسة "لا ندرس أي دين، وإنما ندرس منهجا تربويا تعليميا، لا أكثر، فنحن نعتقد أن مكان تعليم الأطفال التعاليم الدينية هو المنزل، وليس المدرسة، ثم إن الطفل في النهاية هو الذي سيحدد تلقائيا ما يفضل، كما أن للدولة دورا في تحديد أولويات الأطفال في مجال التعليم".
كما نقلت الصحيفة عن الناطق باسم وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة سيدي ولد بياده قوله في تصريح للصحيفة إن فريقا مختصا من الوزارة عاين الروضة – عقب طلب الأخبار توضيحا عنها – واطلع على الوثائق الموجودة لديها، وتأكد أنها غير مرخصة، مردفا أن هناك مواطن موريتاني استصدر قرارا من المحكمة التجارية بسجل تجاري لروضة أطفال، لكن هذا ليس هو الترخيص القانوني.
وأردف ولد بياده أن هذه ليست هي إجراءات ترخيص رياض الأطفال، مؤكدا أن هذه الروضة غير مرخصة قانونيا، ولا وجود لها على قاعدة بيانات الرياض المعترف به.
وشدد ولد بياده أن كل رياض الأطفال تخضع لتفتيش دوري من قبل المصالح المختصة، وينسجم برنامجها التعليمي مع البرنامج التربوي الوطني، مؤكدا أن موريتانيا دولة قانون، وأن القانون سيأخذ مجراه في قضية الروضة غير المرخصة.