شهدت العلاقات المشرقة والمزدهرة بين الإمارات وإسرائيل توترا مفاجئا الأسبوع الماضي بعد خلاف حاد حول طريقة تنفيذ الاتفاقات التجارية بين البلدين, بينما طلب وزير الجيش الإسرائيلي مؤخرا من الصناعيين الاسرائيليين أن يستخدموا خدمات نفس الوسيط في المستقبل عند إبرام عقود مع أبو ظبي.
جدير بالذكر أن الوسيط الذي عناه وزير الجيش الإسرائيلي هو شركة “إيرونوتيك ديفنس سيستمز” التي يملكها الإسرائيلي “شاهار كرافيتز” بالشراكة مع الجنوب أفريقي “رونالد ليند”.
ومن الناحية الرسمية، جاء قرار الحكومة الإسرائيلية بهدف ضمان تنفيذ جميع المعاملات من خلال قناة سرية واحدة للاتصال وتجنب الجماعات الإسرائيلية المنتشرة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة, ومع ذلك، فإن الشركات التي لم يتم اختيارها، ترى أن خيار الحكومة هو مجرد محاباة في غير محلها. وفق ما ذكرت نشرة “إنتليجنس أون لاين” الفرنسية.
غير أن قرار الوزير أثار عدم الرضا في أبو ظبي، التي كانت قد اعتادت على التفاوض مباشرة مع جماعات الدفاع النشطة في البلاد مثل «إلبيت» و«آي ايه آي». وطلبت أبوظبي التوضيح من (إسرائيل). ولا تقيم إسرائيل ودولة الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية الا ان العلاقات التجارية الثنائية بينهما مزدهرة. ويقدر بعض المراقبين المطلعين أن عقود الدفاع بين البلدين تبلغ قيمتها ما يقرب من ملياري دولار سنويا.
على المستوى السياسي، يتم الحفاظ على الاتصال بين أبوظبي وتل أبيب بواسطة «محمد دحلان» القيادي المنشق في حركة فتح، والمستشار الحالي لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» آل نهيان.
ويقوم العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين بممارسة أنشطتهم التجارية في الإمارات العربية المتحدة بهويات متخفية. أحد هؤلاء هو «ديفيد مايدان» الذي كان مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لشؤون أسرى الحرب والجنود المفقودين حتى نهاية عام 2014 والذي يرأس اليوم مجلس إدارة شركة ديفيد مايدان للمشروعات. وهو وكيل للموساد لمدة 30 عاما ويقدم خدمات شركته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأمن الداخلي.
ولا يعد «مايدان» المسؤول الوحيد في الموساد الإسرائيلي الذي يقدم خدماته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. قام رجل الأعمال، ووكيل الموساد السابق، آفي ليومي، في وقت سابق، ببيع طائرات بدون طيار إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
كان «ماتي كوتشافي» أول رجل أعمال إسرائيلي ينجح في نحت مكانة خاصة له في سوق الدفاع في الإمارات العربية المتحدة، مع سلسلة من العقود الحكومية بدت منذ منتصف العقد الماضي.
المصدر وطن