غلب اللون الأحمر على المنصة التي نصبت قبالة ساحة المطار القديم، ليلقي منها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الخميس، خطابه في المهرجان الختامي لحملة التعديلات الدستورية، وسط حضور خافت للون الأخضر والأصفر، فبدا واضحاً أن الأحمر هو سيد الألوان هذا المساء.
لم تكن الألوان الحمراء التي تدثرت بها المنصة الرسمية لمهرجان الرئيس لتثير انتباه أي كان، لو أن الحدث نظم في ظروف سابقة، ولكن مقترح إضافة شريطين أحمرين للعلم الوطني ضمن التعديلات الدستورية، جعل الأمر أقرب هو للاحتفال بنصر لم يتحقق بعد.
حتى المقاعد على المنصة الرسمية لم يكن اختيارها اعتباطياً، حمراء مرصعة بالأصفر الذهبي، سيجلس عليها أعضاء الحكومة وطواقم الحملة الانتخابية بعد أسبوعين من التنقل والتعبئة والتعب.
وزير الداخلية الموريتاني أحمدو ولد عبد الله، الذي غاب عن الظهور خلال هذه الحملة، كان أول الحاضرين إلى المنصة الرسمية، بزيه التقليدي لتفقد سير التحضيرات للمهرجان، عيناه ترقبان المكان بحس وزير الداخلية مع ما يعنيه ذلك، يعيد النظر مرارا في المكان لملاحظة الثغرات التي قد تعكر صفو المهرجان.
عند بوابة مطار نواكشوط الدولي القديم، الذي تحول إلى أثر بعد عين، انتصبت المنصة الرسمية للمهرجان، الشعارات الداعمة للرئيس والتعديلات، يلاحظها القادم من بعيد، قبل أن يري حامليها من الجماهير التي بدأت تتوافد.
وفي المكان أيضا عدد من الصحفيين القادمين لتغطية الحدث، الذي وعد ولد عبد العزيز مرارا وعلى مدى أسبوعين بتقديم الجديد خلاله وبأنه سيكون "مهرجان المفاجئات".
في نفس المكان وقبل عدة سنوات استعرضت موريتانيا عدتها وعتادها خلال عيد الاستقلال، حينها لم يكن ينازع الأخضر والأصفر إلا ألوان ملابس الموريتانيين الحاضرين لمشاهدة الحدث.
كما أنه في نفس المكان استقبل الموريتانيون ولد عبد العزيز العائد من العلاج بفرنسا، بعد حادثة رصاصة الطويلة، في حشد جماهيري يقال إنه من أكبر الحشود التي عرفتها نواكشوط.
عند بوابة مطار نواكشوط الدولي القديم، ربما يرفع علم الاستقلال للمرة الأخيرة في حدث انتخابي بموريتانيا، أربعة وعشرون ساعة فقط من منتصف هذه الليلة هي الفاصلة بين الصمت الانتخابي والاستفتاء الدستوري، عندها قد تغير موريتانيا علمها كما سبق وأن غيرت مكان مطارها.
أمام بوابة أول مطار موريتاني، ينظم آخر مهرجان انتخابي في هذه الحملة، لتعديل أول علم موريتاني، والغاء آخر مجلس للشيوخ، كما يتطلع لذلك ولد عبد العزيز.
صحراء ميديا