انتقد عدد من المدونين الموريتانيين اللجنة المكلفة باقتراح نشيد وطني جديد لموريتانيا والتي تألفت من قرابة 40 شاعرا وأديبا موريتانيا، أصدر الرئيس الموريتاني اليوم مرسوما بتشكلتهم وأسمائهم وبنشر المرسوم في المجلة الرسمية.
وتراوحت الانتقادات بين السخرية من الطريقة التي يتم بها تغيير نشيد الاستقلال لصاحبه باب ولد الشيخ سيديا، وبين الأهلية لشغل مكان العالم الموريتاني الراحل من طرف أعضاء اللجنة، فيما دارت بعض الانتقادات حول تغييب بعض الأسماء عن اللجنة.
تركيبة اللجنة
وقد برر بعضهم تركيبة اللجنة بأنها اعتمدت مبدأ إشراك جميع الولايات بمعدل لا يقل عن شاعرين لكل ولاية، فيما اختار بعضهم التركيز على مكانة اللجنة بالمقارنة مع ولد الشيخ سيديا، أو الهدف منها والمتعلق بتغيير النشيد.
وقد دون عدد آخر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماع عن تحييد بعض كبار الشعراء الموريتانيين عن اللجنة، وقد أشار البعض إلى أن أغلب المقصيين منها هم من المحسوبين على المعارضة أو اعترضوا على تصريح للرئيس ذات يوم بشعر أو نثر، خاصة أولئك المشاركين في الرد عليه عقب مؤتمر صحفي اعتبروا أنه قلل فيه من شأنهم.
جرأة اللجنة من منظور البعض
ومن أبرز الانتقادات الموجهة للجنة ما كتب المدون محمد الحافظ دياها: "عندما توفي الإمام الحافظ شيخ الإسلام بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى تهيب الناس الجلوس مكانه زمنا طويلا ، فكان الذين يتصدرون لتدريس الحديث لا يجلسون في مجلسه إجلالا له بل يجلسون دون ذلك..
موجبه جرأة الذين يتسابقون ليحلوا محل طود السنة الشامخ باب بن الشيخ سيدي رحمه الله تعالى في كتابة النشيد الوطني..
المشكلة ليست معرفة العروض ولزوم القافية، بل بين ما كتبه العلامة باب بنكهة السنة و تجديد ما درس من الآثار، وما يريدون كتابته بنكهة التقليد الأعمى لأناشيد لا طعم لها ولا ريح".
وكتبت صفحة "سينصاد" على الفيسبوك قصيدة في ذات المعنى باللهجة العربية الموريتانية (الحسانية):
"الناس اتفاصل بين لحديدْ :: والذهبْ واتفاصْل اللِّـــــي مفيدْ
متات افيسْده مُكْ وابـــعيـــدْ :: من يم اتلاتْ ازروگــــــيـــه
اُ تعرف عن شاعر اروغ نشيدْ :: اليوم الْذِيــ الْجـــمــهـــوريه
يسو أشعر عاد من كاع لبيدْ :: واشعارو باط حماسيه
وسو مشهور فاهل التجديدْ :: قصايدو فرْ نــــزاريـــــه
ومن اهل المال يسو والجاهْ :: مفروظ اطيح في الدِّهريه
واعود ظحكـــه واصل بعد ماهْ :: باب ول الشيخ سيديا
س ص".
ما شأن المعارضة باللجنة؟
ولم تخل الانتقادات من انتقاد المعارضة نفسها على المشاركة في الجدال الدائر حول لجنة النشيد، حيث استفهم المدون عبد الله اليدالي:
"آن ماني فاهم الا مدوني المعارضة أخبارهم من اشدو اخبار لجنة النشيد ! هذا الشاعر يستحق وهذا الآخر لايستحق وليس بشاعر ؟!
تغيير العلم والنشيد لا يعني لكم شيئا أنتم متمسكون بثوابتكم لأن المسار الذي اتخذه ول عبد العزيز بعد رفض الشيوخ للتعديلات غير دستوري وكذا بعد رفض الشعب للتصويت ...!
معناها عنكم أوحلو فى مناهضة ومكافحة جرايم النظام حتى تأتي ٢٠١٩ تسقطونه ...!
انتقادات ساخرة
وفي إطار الانتقادات الساخرة يضيف المدون مصطفى أحمد: "لجنة نشيد التزوير رئيسها، شهيد من شهداء القادسية و مقاوم ناج من حرب الصحراء، عرف بالبذل والشجاعة والصدق والحكمة، فقد كل أطرافه، وله قصائد شعرية تمجد الإقدام وترثي رفاق السلاح دون جلها في ميادين الحرب من دماء جراحه التي نزفت في سبيل الوطن!
إنه ذاكرة وحكمة وشجاعة نازفة.".
ويضيف المدون صلاح الجيلي بتدوينته: "لقد أخذنا من كل رهط شاعرا فتيا ، يقودهم الفارس ولد بنيوك ، يضربونه ضربة رجل واحد..فيتفرق دمه بين القبائل. #لجنة النشيد".
وفي خط موازٍ لتدوينته كتب محمد فاضل حميلي: "لأني أخشى من أن يجلس شعراء الجنرال ويقولون بأنهم حاولوا كتابة نشيد فأعياهم وجود المطلع، قررت أن أثبت "وطنيتي" وأتطوع لهم بهذا البيت كي يكون "مطلعا" لنشيد الجنرال:
نـــراهُ في الصّٙــبــاحِ *** "يُكٙــوْمِــسُ" في انْــشِــراحِ
لوخر الص اعليكم انتومٙ
".
لجنة مؤهلة فنيا
أما في إطار الثقة من مؤهلات اللجنة، فقد كتب المدون محمد ناجي أحمدو: " لا جدال في انتماء جميع أعضاء لجنة النشيد للحقل الثقافي، وإن بدرجات متفاوتة، أدتها الإكراهات التمثيلية.
يمكن أن نختلف على أي شيء سوى إمكانية صياغة اللجنة لنشيد..
لكن يبقى الجو العام، ومناخ الاختلاف السائد هو الذي يحكم على مخرجات اللجنة..".
وتضمن الاهتمام الفيسبوكي باللجنة مقترحات عليها فيما يتعلق بالمهمة الموكلة إليها.
السراج