هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام عند بنائه البيت، كما روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة إبراهيم عليه السلام وبنائه للبيت، قال: (فعند ذلك رفعا - إبراهيم وإسماعيل - القواعد من البيت؛ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
وقد فضَّل الله عز وجل هذا الحجر وجعله آية من آياته، فقال تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى فيه آيات بينات مقام إبراهيم}.. [آل عمران : 96-97].
وأمر تعالى بأن يُصَلَّى عنده، فقال سبحانه: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.. [البقرة : 125].
وروى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حتى إذا أتينا البيت معه صلى الله عليه وسلم استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين: {قل هو الله أحد} ، {قل يا أيها الكافرون}).