بيان- جرت العادة أن تكون مواسم الأعياد والطاعات فرصا للتسامح والتغافر والصفح وهو ما درج عليه هذا الشعب والتزمته في الغالب أنظمته حتى أكثرها أحادية ودكتاتورية.
ولكن للأسف بدل أن يوظف النظام الحالي فرصة عشر ذي الحجة و عيد الأضحى المبارك للتراجع عن أخطائه والدعوة للحوار وتهدئة الأجواء السياسية الملبدة بالتوتر والاحتقان والتأزيم بفعل السياسات الأحادية والخطوات الارتجالية المستفزة والتي كان آخرها تغيير دستور البلاد ورموزها الوطنية في مسار أحادي مطعون في شرعيته القانونية والسياسية.
في هذه الأجواء وبدل أن يأخذ النظام المبادرة لطلب الصفح والاعتذار للشعب ولقواه الوطنية الحية. نجده على العكس من ذلك تماما يستمر ويمعن في سياسة النعامة و التخبط في وحل الفشل والارتباك السياسي وذلك من خلال استغلال القضاء لتلفيق التهم الجائرة ضد نخبة من خيرة أبناء هذا الوطن وفي قطاعات وفئات حيوية مهمة (شيوخ و نقابيين وصحفيين ورجال أعمال) لتتعمق بذلك مظاهر الأزمة وتتعدد أبعادها فما عاد المواطن يأمن على نفسه غائلة الاستهداف السياسي في أبشع صوره وأشدها تخلفا ورجعية.
بناء على ما سبق وبصفتي الزعيم الرئيس للمعارضة الديمقراطية وبعد تهنئة الشعب الموريتاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك أسجل ما يلي:
ـ أنظر بقلق شديد لواقع الأزمة السياسية التي يعيشها البلد و المنعطف الخطير الذي يسعى النظام لأن يوقعه فيه غير آبه لواقعه وظروفه.
ـ أطالب بوقف هذه الاعتداءات السافرة على حرية الأفراد والانتهاكات المتكررة لرمزية المؤسسات، والاستغلال المهين لهيبة الدولة ومؤسساتها في تصفية الحسابات الضيقة مع الخصوم السياسيين، وأدعو إلى الإطلاق الفوري لسراح الموقوفين دون قيد أو شرط.
ـ أهيب بالشعب الموريتاني الأبي وطلائعه من قوى المعارضة الجادة للتوحد والوقوف بحزم في وجه هذا النظام الذي أصبح عبئا ثقيلا على البلد، فبعد أن وأد تجربته الديمقراطية وأعاق تنميته ونهب ثرواته، هاهو اليوم يعبث بدستوره وقوانينه و يهدد وحدته وأمنه واستقراره.
الحسن ولد محمد
زعيم المعارضة الديمقراطية
انواكشوط بتاريخ 01 سبتمبر 2017