ماكي صال الرئيس السينغالي الذي وصل إلى السلطة في غفلة من التاريخ، وعكسا لمعطيات الجغرافيا السياسية والاجتماعية في الشقيقة الجنوبية، يحاول عبثا أن يكون شيئا، عبر الإساءات المتكررة لموريتانيا قيادة وشعبا، بعدما أعيته الحيلة في الوفاء بوعوده العرقوبية للشعب السينغالي،
حيث تفشت البطالة والأمية في عهده، وارتفعت المديونية، وتراجعت سمعة البلاد الخارجية وتضاءل وزنها في المنطقة..
أما عن حقوق الإنسان في السينغال فحدث ولا حرج، فهي واحدة من بلدان قلة في العالم، يتمايز فيها السادة والعبيد على مستوى المقابر.. عنصرية وعبودية حتى بعد الموت..
لم يجد صال مهربا من واقع بلاده المتردي على كل الصعد غير استفزاز موريتانيا أكثر من مرة، فقد أغاظت- رئاسة بلادنا للاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ونجاحها في حل فتيل الأزمة الغامبية ووضع حد لصراع الإخوة في مالي، ورئاستها للقمة العربية الإفريقية- ماكي صال، واستعرت نار الحقد والكراهية في قلبه، وبدأ ينفث سمومه علها تطفئ ألق موريتانيا الحضاري والثقافي، وتحد من دورها السياسي المتعاظم في المنطقة والعالم.. ويأبى الله إلا أن يرد ماكي خائبا..
قبل أشهر استضافت سينغال/ صال فرقة أولاد لبلاد، وقادة إيرا، وألحقت بهم وفدا أمريكيا من شذاذ الآفاق طردته نواكشوط ليلا، عندما جاء ملتحفا بسواد الليل، ينشر الكراهية ويزرع بذور الفتنة..
لم تعر نواكشوط كل هذه الإجراءات "العدائية" كبير اهتمام، لعلمها أولا أنها لن تؤثر على مسار البلاد وسمعتها الإقليمية والدولية، وثانيا لحلم قيادة موريتانيا وتغاضيها عن هفوات الآخر، سيما إن كان هذا الآخر جارا جنبا بيته أوهن من بيت العنكبوت.
ولأن الكبير يبقى كبيرا دائما فقد تجاهل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كل الإساءات القادمة من وراء النهر، والتي بات من المعروف أنها مدفوعة الثمن، من طرف رجل الأعمال المقيم في منفاه الاختياري بمراكش المغربية، والذي يحاول اليوم طعن موريتانيا من خاصرتها الرخوة في داكار بعد فشل رهاناته على "معارضة" داخلية مفلسة، وثلة قليلة من البيادق في مجلس الشيوخ المنحل.
يدرك قادة السينغال أن بمقدور السلطات الموريتانية أن تقلب بلادهم رأسا على عقب، وتحول حياة صال وزمرته إلى جحيم، في غمضة عين إن هي لعبت واحدة من حزمة الأوراق التي بيدها، لكنها تترفع دائما عن الصغائر، هكذا كانت.. وهكذا ستبقى.
سيدي محمد ابه