"خطأ أم انحراف متعمد
لقد فاجأتنا وكالة الصحافة السنغالية بنشرها برقية حول بيان لبعض المنظمات غير الحكومية، بيان مليء بالكذب وتحريف الحقائق وينم عن حقد وعداء لموريتانيا.
إن هذه المنظمات التي تستهدف موريتانيا ظلما، كان من الأفضل لها أن توجه أنظارها نحو وجهة أخرى حيث يرمى عرض الحائط بحرية الصحافة وتقمع تظاهرات المعارضة...
إن ما عرفته موريتانيا من تقدم لا يمكن إنكاره في مجالات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، يحظى اليوم بتقدير الهيئات الدولية والمنظمات المستقلة.
إن الحديث عن العبودية في موريتانيا لا يعدو كونه تذكيرا بماض عفا عليه الزمن تمكن الموريتانيون من تجاوزه، كما أن اولائك الذين كانوا يتاجرون به في موريتانيا أدركوا أنه لم يعد تجارة رابحة.
وفضلا عن ذلك، فإن تاريخ العبودية معروف، إلا أن موريتانيا لم تكن تاريخيا مركزا رئيسيا في شبه المنطقة لهذه المعاملة اللاإنسانية المقيتة.
كما أن التحدث عن العنصرية فيما يخص موريتانيا
الغنية بتنوعها الثقافي، لا يصدر إلا عن سوء نية لأن مجتمعنا متمسك بقيم العدالة والمساواة.
أما الحديث عن انتشار الأمية في موريتانيا، فهو تجاهل لتاريخ البلاد التي ظلت على مدى قرون، منارة للعلم والاشعاع الثقافي.
ويعتبر علماؤنا الأجلاء الذين أسسوا المحاظر ونشروا العلم في مختلف أنحاء القارة الافريقية، أكبر دليل على ذلك.
وحسب علمنا، ليست هناك علاقة بين الأمية ونسبة المواطنين الناطقين بلغة أجنبية.
ومن المهم التذكير فيما يخص الحكم الرشيد، أن المعركة الحقيقية للحكومة الموريتانية منذ 2009، موجهة ضد الفساد والرشوة، وهي سياسة أعطت نتائج ملموسة نتيجة تبني استراتيجية منسجمة لمكافحة الفساد.
وكان على هذه المنظمات غير الحكومية أن تجعل أولوية اهتمامها، ضمانا للحد الأدنى من المصداقية، لحالات الفساد التي تتناولها الصحافة المحلية السينغالية.
كما أن هذه المنظمات التي تقدم نفسها اليوم على أنها حاملة لواء المتضررين من الفساد والرشوة، لا يمكنها تزييف حقيقة يعيشها جميع الموريتانيين، وتتميز بتقدم كبير معترف به من لدن المجموعة الدولية.
لقد كان من الأفضل لتلك المنظمات، أن تخصص جهودها وعملها لمهامها الأساسية في المجتمع الذي تنتمي إليه.
إننا نأمل أن تكون وكالة الصحافة السينغالية قد تخلت خطأ عن القواعد المهنية والضوابط الأخلاقية وأن الأمر لا يتعلق بانحراف متعمد.
الوكالة الموريتانية للأنباء".