الشاعر أدي ولد آدب/ هجائية الزمن الرديء(قصيدة)

أحد, 10/15/2017 - 11:56

غَريبًا..أتَمْتِمُ:شِعْرًا

وأذْرِفُ دَمْعِيَ حِبْرًا
أنَعْنِعُ بالصَّمْتِ كَأسِي ..
وأحْسُو- مَعَ الحُزْنِ – شَايَا

فيَهْذِي عَلَى وَرَقِي..عَرَقي
كَيْ يُنَاغِمَ شِعْراً .. وعِطْراً
ويَبْقَى – مدى أرَقِي – قَلَقِي
فِي حُروفِي يَشِبُّ لَظَى حُرَقِي
ثُمَّ يَنْبَجِسُ الشِّعْرُ
– مِلْءَ رَمادِ القَصائدِ – جَمْرًا
يُرَتِّلُ مَزْمُورَ نَبْضِ حَشايَا

ورغْمَ الضَّجيج – الذي يَتَنَاشَزُ نَغْماً –
يَظَلُّ صَدَى الوِحْشَةِ الْبِكْرِ.. فِي الرُّوح
يعْزفُ نَايَا

ورغْمَ الذينَ يَمُوجُونَ حَوْلِي
– لُهاثًا .. وَراءَ الفُـتاَتِ –
فَلَسْتُ أَكادُ أحسُّ سِوايَا

فَهذا الزَّمانُ .. بهِ قَدْ تَنَسَّر كُلُّ بُغَاثٍ
ومَا عادَ لِلشُّرَفَا – وَطَنًا – مَلَكُوتُ الدَّنايَا

ومَا الشُّعَرَاءُ الذينَ حَناجِرُهُمْ أُجِّرَتْ
– لِبُغَاةِ السَّلاَطِينِ – إلاَّ بَغَايَا

فَدَعْنِي .. تُنادِمنِي – وَحْدَهَا- وِحْدَتِي ..
وتَجُوسُ .. حَوَالَيَّ ..
تَمْلَأُ كُلَّ الزَّوَايَا

تَسَمَّعُ لِلْبَثِّ مَا بَيْنَ نَفْسِي .. وبَيْنِي ..
فَمَا ثَمَّ – فِي جُبَّةِ البَوْحِ – إلاَّ أنَا .. وأنَا ..
حَيْثُ يَنْحَلُّ صَمْتُ الحَكايَا

حَكايَا: تَنُوءُ .. بِمَا لا يُقالُ ..
نَزيفِ المَشاعِرِ .. دَمْعِ المِخَدَّاتِ ..
خَيْباتِ أحْلامِ قَلْبٍ ..
به ما تَزَالُ بَقَايَا

بَقَايَا طُمُوحٍ ..
ومُسْكَةُ كِبْرٍ .. عَن السَّفْسَفاتِ
مَحَطَّاتُ نُورٍ ..
عَلَى رغْمِ حِلْكَةِ هَذِي البَلاَيَا
ويا للْبَلايَا !!

فأنَّى اتَّجَهْتُ ..
تُحاصِرُنِي مِنْ نُثَارِ البُيُوتِ ..
وأشْلاءِ مَوْتَى .. شَظايَا .. شَظايَا

مَسَابِحُ مِنْ دَمِ قَتْلَى
إذَا مَرّ وَجْهِي بِمِرْآتِهَا ارْتَجَفَ الدَّمُ.. للدَّمِ ..
حَيْثُ الْخَلايَا .. تُنادِي الخَلايَا

وَصَرْخَاتُ جَوْعَى
قد اغْتَصَبَ المُتْخَمُونَ غِذاهمْ ..
بأحْشائهمْ تَنْفخُ الرِيحُ نَايَ الرَّزايَا
ويَا للرَّزايَا!!َ

فَوُسْعَ بلادِيَّ .. مَاليَّ مَأْوَى ..
أَنَا حَامِلٌ جَبَلَ الهَمِّ وَحْدِي ..
وذِي الأرْضُ تَحْتِيَّ تُطْوَى .. وتُـطْوَى ..
تَـرَصَّدُنِي الشُّهْبُ..أنّى أُنَاغِي سَمَايَا

وَهذِي الدَّقائقُ .. تَمْضِي .. بِطاءً ..
عَلَى وَقْعِهَا المُسْتَعَادِ ..
– ولاطَعْمَ .. فِيهِنَّ .. يَحْلُو-
تَمُرُّ الغَدَايَا .. كَمِثْلِ العَشَايَا !!

فَكَيْفَ الغِنَاءُ ..
وأنَّى أرَدْتُ الغِنَا..
يُغْرِق الدَّمْعُ – فِي الحَلْقِ .. والْقَلْبِ –
صَوْتَ غِنَايَا؟!

سَلامٌ عَلَى الحُبِّ ..
يَوْمَ تَشَحَّطَ .. مِلْءَ دِمَاهُ .. قَتِيلاً ..
عَلَى يَدِ عَصْرِ الكَرَاهَةِ ..
غَازي البَرَايَا !!

سَلامٌ عَلَى الشِّعْرِ ..
يَوْمَ غَدَا الدَّمُ حِبْرًاً ..
وَصَارَتْ دَوَاةُ الكِتَابَةِ جُمْجُمَةً ..
والأمَانِي مَنَايَا

سَلاَمً .. عَلَيْكَ جَمَالَ الوُجُودِ..
تَدَنَّسْتَ .. بِالقُبْحِ ..
يَغْزُو جَمِيعَ المَرَايَا

سَلاَمٌ .. على الحُسْنِ .. والحُبِّ.. والشِّعْرِ..
إِنِّي – لِهَذِي الثَّلاثَةِ – سَوْفَ أَظَلُّ ..
أُغَنِّي ..أغَنِّي ..أُغَنِّي ..
ولَوْ وَأَدُوا الصَّوْتَ خَنْقًا ..
لأِّنِّي ..أرَى الكَوْنَ – دُونَ الثَّلاثَةِ –
أعْمَى النَّوِايَا