«هل حسمت بطولة الدوري الإسباني؟»، هذا هو السؤال الذي يتردد باستمرار على جميع المستويات في الكرة العالمية، رغم أن المسابقة الإسبانية لم تصل حتى إلى الثلث الأول منها، حيث لا تزال هناك 25 مرحلة متبقية.
وبدون شك نجح برشلونة في التفوق مبكرا على غريمه التاريخي ومنافسه الأول ريال مدريد، حيث اتسع الفارق بينهما إلى ثماني نقاط، ويبقى بلنسية الفريق الوحيد الذي يستطيع مزاحمة برشلونة على الصدارة بعدما أبقى الفارق معه أربع نقاط فقط بعد تعادلهما في مباراتهما الأخيرة. وتشير الأرقام إلى حقيقة واحدة مطلقة وهي أن الليغا حسمت فعليا لصالح أبناء كتالونيا، ولكن كرة القدم تحمل من الأسباب والدوافع التي تجعلنا لا نستبعد حدوث العكس. وفي ما يأتي الأسباب الدافعة للاعتقاد بأن الليغا حسمت فعليا لبرشلونة، والأسباب التي الدافعة الى النقيض: أولا الأسباب التي تدفع البعض للاعتقاد بأن برشلونة حسم اللقب:
1 ـ لم يشهد تاريخ الدوري الإسباني تمكن أي فريق من تعويض فارق 10 نقاط (وصل الفارق في الجولة قبل الماضية) من أجل الفوز باللقب. وكان برشلونة آخر فريق نجح في حسم لقب «الليغا» لصالحه رغم فارق النقاط الكبير بينه وبين المتصدر مايوركا في موسم 1998/1999، حيث وصل إلى تسع نقاط ولكنه لم يصل إلى 10 نقاط في أي مرحلة من مراحل الموسم. وأنهى برشلونة البطولة في ذلك الموسم أولا بفارق 11 نقطة عن ريال مدريد و13 نقطة عن مايوركا. وقال دييغو سيميوني، المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو مدريد، بعد تأخر فريقه عن برشلونة 10 نقاط: «المسافة بدأت تتسع».
2 ـ أظهر برشلونة قوة وصلابة في مبارياته في البطولة، حيث تألق في الفترة الماضية بشكل ملفت من بعد سقوطه المروع في الكأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد في آب/أغسطس الماضي. ولم يخسر برشلونة أيا من مبارياته الـ18 التي خاضها هذا الموسم في جميع البطولات، فقد فاز لاعبو المدرب ارنستو فالفيردي في 11 من أصل 13 مباراة لعبوها في الليغا، وتعادلوا في مبارتين أمام أتلتيكو وبلنسية. وفي دوري أبطال أوروبا حقق ثلاثة انتصارات وتعادلا وحيدا، أما في كأس الملك ففاز بمباراتيه حتى الآن.
3 ـ إذا نجح برشلونة في الحفاظ على معدله التهديفي الحالي فسيكون من الصعب إهداره للعديد من النقاط. ورغم خسارته للنجم البرازيلي نيمار وتذبذب المستوى الذي يعانيه مهاجمه الأوروغواني لويس سواريز، سجل برشلونة 34 هدفا في الليغا، بواقع 2.75 هدف في كل مباراة، فيما استقبلت شباكه خمسة أهداف فقط. ويتمتع الألماني مارك أندري تيرشتيغن بأفضل حالاته في الوقت الراهن، كما الحال مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سجل 12 هدفا هذا الموسم في مباريات الليغا.
4 ـ معاناة ريال مدريد وجاره أتلتيكو من عقم تهديفي واضح، رغم النجوم الذين يعج بهم خطاهما الهجومي. ولم يسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة اللاعب الأفضل في العالم الموسم الماضي، سوى هدفين، كما سجل زميله الفرنسي كريم بنزيمه هدفا واحدا، فيما أحرز المصاب غاريث بيل هدفين. وهكذا لم يتمكن ثلاثي الريال الهجومي (بي بي سي) من تجاوز رصيد النجم البرازيلي باولينيو، لاعب وسط برشلونة، الذي سجل أربعة أهداف. يضاف إلى هذا تراجع مستوى المهاجم الأبرز في أتلتيكو، الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي لم يسجل منذ 27 أيلول/سبتمبر الماضي. وسجل أتلتيكو هذا الموسم في الليغا 16 هدفا في 12 مباراة، ولكنه في الوقت نفسه حافظ على صلابته الدفاعية، حيث لم تستقبل شباكه سوى ستة أهداف فقط.
أسباب الاعتقاد في أن برشلونة لم يحسم اللقب بعد:
1 ـ حسابيا لا يعد حسم برشلونة لليغا أمرا ممكنا في هذه المرحلة، حيث لا يزال أمام الريال وأتلتيكو وبلنسية مباريات كافية لتعويض فارق النقاط. ويستطيع الريال تقليص ست نقاط من الفارق الحالي إذا نجح في الفوز بمباراتي الكلاسيكو.
2 ـ في الأسابيع الخمسة المقبلة ينتظر برشلونة في الليغا مباريات من العيار الثقيل ولن يكون أمرا غريبا إذا فقد فيها بعض النقاط. فبعدما أهدر نقطتين أمام بلنسية سيواجه فياريال وريال مدريد خارج ملعبه، فيما يستقبل سيلتا فيغو وديبورتيفو لاكورونيا في «كامب نو». وقال زين الدين زيدان، مدرب الريال: «10 نقاط عدد كبير، هذا صحيح، ولكن هذا سيتغير لأن برشلونة لن يحصد نقاطا باستمرار».
3 ـ أداء برشلونة لم يرض أو يقنع حتى الآن جانبا كبيرا من جماهيره الأكثر تشددا، فتألق الفريق الكتالوني يعتمد بشكل كبير على عبقرية ميسي وبشكل أقل قليلا على مهارة اندريس انيستا، فعندما لا يتألق أي منهما يتراجع أداء برشلونة. ويفتقد برشلونة للتألق والاستمرارية في تقديم أداء ثابت ففي الكثير من المباريات عانى لاعبوه في تسجيل الأهداف وحسم النتائج.
4 ـ تتشابه أرقام الريال في المراحل العشر الأولى من الدوري مع نفس الفترة خلال موسم 2007/2006 تحت قيادة الإيطالي فابيو كابيلو، ولكنه فاز في تلك المرة بالليغا. وحقق الريال في ذلك الموسم عودة إعجازية في المراحل الأخيرة بعدما كان متأخرا بخمس نقاط عن برشلونة قبل 12 مرحلة من نهاية البطولة ولكنه تمكن من تعديل وضعه بانتصارات كبيرة.