لا تزال قضية اعتقال الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا في أبو ظبي وتسليمه للسلطات الموريتانية محل حيرة وتساؤل كبيرين حيث لم تعط السلطات الإماراتية والموريتانية أي توضيح عن قضيته برغم مضي أسبوعين على ترحيله من أبو ظبي إلى نواكشوط.
وأكدت مصادر صحافية موريتانية «أن السلطات الإماراتية خصصت يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري رحلة من أبو ظبي إلى نواكشوط لنقل الشاعر ولد بونا وتسليمه للأمن الموريتاني».
وأشار موقع «أنباء أنفو» الإخباري الموريتاني «أن الشرطة الموريتانية نقلت الشاعر المعتقل إلى مفوضية للشرطة في العاصمة نواكشوط بعد ان أمضى خمسة أيام محتجزا في مكان مجهول لم يسمح لأحد من أفراد عائلته بمقابلته».
وأوضح الموقع «أن خطوات قد قطعت داخل الجمعية الوطنية الموريتانية لاستدعاء وزير الداخلية أحمدو ولد عبد الله أمام البرلمان لمساءلته عن مصير الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونا والأسباب التي دفعت جهاز الأمن الإماراتي للقيام بتوقيفه في ظروف غامضة ثم تسليمه إلى جهاز الأمن الموريتاني من دون ترتيبات قضائية».
وكانت أسرة الشاعر الموريتاني المعارض عبد الله ولد بونا قد طالبت الاثنين السلطات الموريتانية بالكشف عن مكانه وتمكين ذويه وموكليه من الاتصال معه».
وأكدت الأسرة في بيان وزعته حول هذه القضية «أن ابنها الشاعر عبد الله ولد بونا المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب ثلاثين سنة، اختفى صباح يوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتم ترحيله إلى موريتانيا بناء على طلب من الحكومة الموريتانية التي استلمته يوم الخميس الماضي».
وحملت أسرة ولد بونا «الجهات المعنية في موريتانيا كامل المسؤولية عن سلامته ووضعه في ظروف قانونية ملائمة»، مبرزة «أنها لم تتلق حتى الآن أية معلومة رسمية عن مكان وجوده والتهمة التي أدت لاعتقاله».
وينشط الشاعر المعارض الموريتاني عبد الله ولد بونا بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو صاحب مجموعة “الباقيات الصالحات” المخصصة لتسجيلات صوتية واسعة الانتشار في موريتانيا عبر تطبيق “الواتساب”.
وجاء اعتقال الشاعر المعارض في إثر تداول واسع في موريتانيا لرسائل صوتية ضمن مجموعة “الباقيات الصالحات” على “الواتساب” بصوت الشاعر عبد الله ولد بونا هاجم فيها بشدة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وطالب بإسقاطه.
وكان الشاعر عبد الله ولد بونا من داعمي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في انقلابه العسكري يوم السادس من آب/ أغسطس 2008، ولكنه غير ولاءه للنظام في الفترة الأخيرة، وبدأ ينتقد نظام الرئيس ولد عبد العزيز بقوة وحدّة من خلال تسجيلات متداولة بشكل واسع على “الواتساب”.
وسبق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن سلمت للعدالة الموريتانية عدة مطلوبين موريتانيين ضمن التعاون الأمني بين البلدين.