الأخبار- هياكل سيارات شاهدة على أعداد حوادث السير، وجثث حيوانات نافقة على جوانب الطريق، أبرز المعالم التي تطالع السالك لطريق الأمل، الطريق الأهم بموريتانيا حيث يربط العاصمة بجل ولايات البلاد، وخصوصا الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة
مع بداية الطريق الذي يتجاوز طوله 1000 كلم، تطالعك بقايا السيارات التي أخذت مكانها ضمن قائمة حوادث السير التي يعرفها هذا الطريق، والتي عرفت تزايدا كبيرا خلال السنة الماضية المنصرمة بلغ نسبة 246%، وووصلت حصيلتها الميدانية – أي حالات الوفاة في مكان الحادث – إلى أربعة أشخاص كل ثلاثة أيام، وإصابة خمس أشخاص بجراح يوميا، حسب الإحصائيات الرسمية.
ومع تقدمك على الطريق تبدأ نذر الجفاف الذي تعرفه البلاد تطالعك بوجهها، حيث تتزايد أعداد جثث الحيوانات النافقة جراء الجفاف على جنبات الطريق، وتتزايد مع التقدم شرقا إلى ولايات لعصابه والحوضين.
تدافع للمسؤولية
يجزم العديد من السائقين أن المسؤولية الأولى والأخيرة عن حوادث السير تقع على عاتق الحكومة، ويتهمونها بالإهمال في شتى المجالات، وخصوصا صيانة الطرق، وغياب إشارات المرور، وعلامات التنبيه على المخاطر الموجودة على الطريق، وتهالك الطرق، وغياب الصيانة، فيما ترجع التقارير الرسمية غالبية حوادث السير إلى أسباب تعود للسائقين، والمبرران الأكثر ورودا في التقارير الرسمية هما "الإفراط في السرعة، ورعونة السائقين".
مقطع نواكشوط بوتلميت يشكل مسرحا لسقوط الشاحنات، حيث يؤكد عدد من المسافرين أنه لا تمر 24 ساعة دون تسجيل حادث سير تكون إحدى الشاحنات سببا فيه، أو أن تؤدي إحداهم إلى إغلاق الطريق.
ويقول أحد السائقين في حديث للأخبار إن من بين الشاحنات من تصل حمولتها إلى 150 طنا، وأقلها حمولة تحمل 50 طنا، ويطالب السلطات بمنعها من السفر ليلا إلا لضرورة لأن ذلك يشكل خطرا عليها وعلى بقية المسافرين.
كما يطالب السائق الذي كان يقف إلى جانب شاحنة سقطت قبل لحظات من وصوله 20 كلم شمال بوتلميت بوضع حد للفوضى في مجال استخدام الإضاءة، وآليات التنبيه، حيث يستخدم بعض سائقي الباصات منبهات سيارات الإسعاف، كما يستخدم بعض السائقين إضاءات مضاعفة وهو ما يعرض الجميع للخطر.
وبلغ عدد الحوادث المسجلة خلال العام المنصرم 660 حادث سير، خلفت 443 حالة وفاة، و2031 مصابا، إضافة لخسائر مادية كبيرة، فيما سجلت الأشهر الأولى من العام 2018 العديد من حوادث السير في مختلف مناطق البلاد.
جثث شاهدة..
وعلى جنبات طريق الأمل تطالع السالك له جثث الأبقار النافقة جراء الجفاف، تبدأ من ولاية البراكنه، وترتفع أعدادها كل ما تقدم شرقا، فيما يبدي المنمون تحسرهم على عجزهم عن إنقاذها، وأسفهم لتأخر البرنامج الحكومي الذي أعلن عنه منذ عدة أشهر.
أحد المنمين في ولاية لعصابه قال للأخبار إنه توقف عن إرسال قطيعه إلى المراعي منذ يناير الماضي لأن إرساله خارج القرية أضحى بلا جدوى في ظل انقشاع الغطاء النباتي بشكل كلي، مردفا أنه يضطر يوميا لتوفير كميات كبيرة من الأعلاف على حسابه الخاص.
وطالب المنمي الحكومة بالإسراع في تنفيذ برنامجها وتوفير الأعلاف بكميات كبيرة في كل مناطق البلاد، وخصوصا المناطق التي تنتشر فيها الثروة الحيوانية بشكل كبير، معتبرا أن كل يوم يتأخر فيه تنفيذ هذا البرنامج يعني مزيدا من الخسائر في الثروة الحيوانية.
وتحمل الأوضاع المناخية التي تعرفها المناطق الشرقية المزيد من نذر الجفاف، حيث يتزايد ارتفاع درجات الحرارة، ويرتفع الطلب على المياه، فيما تزداد المنطقة تصحرا، وانقشاعا للغطاء النباتي.
فيما بدأ عدد من المنمين في الهجرة بقطعانهم تتبعا للمرعى، واتجهت غالبيتهم إلى الأراضي المالية، حسب منمين في ولاية الحوض الغربي.