بين يدي الوثيقة:
في الحادي عشر من شهر نوفمبر 2017 قامت المكتبة الوطنية بباريس بإضافة مجموعة من المخطوطات العربية إلى موقعها على الشبكة الإلكترونية، ومن ضمن ما أضافته نصوص موريتانية في التاريخ والأنساب واللغة. ومن بين هذه النصوص الموريتانية نسخة من كرامات أولياء تشمشه، وهو نص مناقبي مشهور للفقيه المفسر والمؤرخ الأديب محمد والد بن المصطفى بن خالنا الأبهمي الديماني المتوفى سنة 1212هـ أي 1798م. ونسخة كرامات أولياء تشمشه هذه مخطوطة بقلم سوداني مليح وفي نهايتها توجد ست وثائق ملحقة وتختلف هذه الوثائق عن النص المناقبي موضوعا ومحتوى لكنها بنفس الخط السوداني. وفي هذه الوثائق الست بعض الفوائد التاريخية، فضلا عن بعض الأنساب.
ففي الوثيقتين الأوليين: ذكرٌ لمن استشهد في معارك شرببه من أهل مهنض أمغر وهم أربعة وأربعون رجلا موزعين على سبعة بطون.
والوثيقة الثالثة عن نسب الترارزة وهي موضوع هذه الدراسة.
والوثيقة الرابعة عن نسب إداشغره وخصوصا ذرية مهنض أمغر الشقراوي، وأمهات أبنائه وأحفاده، وفي نهاية الوثيقة بداية حديث عن أنساب أولاد أشفغ حبيب الله.
أما الوثيقة الخامسة ففيها أنساب متفرقة: ففضلا عن ذكر بعض بنات أشفغ أوبكْ بن أشفغ مكر (وخصوصا والدة حبيب بن المختار الألفغي وأختها أم الإمام ناصر وأخيه)، فهنالك ذكر أمهات أبًا أعمر إمئجن. وبعد ذلك ذكر والدة الطالب أجود وأخوال أبيها. وفي نهاية هذه الوثيقة وفيات بعض الأعلام مثل الكوري بن سيدي الفاضل وأخيه علي الصوفي وابن أخيه المعزوز الديمانيين، ومحمذن بن ابهندام اليعقوبي وقد توفوا كلهم عام الحمى أي 1113هـ، وتوفي بعدهم كما في الوثيقة أعمر آكجيل في رمضان 1114هـ.
أما الوثيقة السادسة والأخيرة ففيها تعريف بأنساب مجموعات وأشخاص مختلفين (أهل أعمر أوداعه من تياب إدغموسه أصلا ومن تاگاط خؤولة، وأهل اللَّلْ من تياب أولاد الناصر وهم في تنواجيو، وأشخاص من لمتونه واتمدك وتغيلابَه وتجكانت..). وفي نهاية الوثيقة ذكر بعض أنساب تمگله.
شيء من نسب الترارزة
لقد اخترنا من هذه الوثائق الست الوثيقةَ الثانية الخاصة بنسب الترارزة لِما فيها من عناصر جديدة وجزئيات مفيدة انفردت بها هذه الوثيقة، وهي تفاصيل مفيدة ونادرة ،ومن أبرزها تركيز المؤلف على ذكر الأمهات والقرابات التي تجمع الأسر التروزية وخؤلاتهم في القبائل المجاورة لهم. والواضح أن هذه الوثيقة جزء من نص أوسع وأشمل، لأن بدايتها: "وَوَلَدَ تروز بن هداج: موسى.." وقد يدل حرف الواو الذي بدأت به الجملة الأولى على أن هناك معطوفا عليه لم نجده. ونفس الشيء بالنسبة لنهاية الوثيقة فإن الحديث انتهى وكأن هنالك شيئا لم نجده. فالوثيقة مقتطعة من نص أكبر وأشمل نرجو أن يتم نشره فيما ستنشره المكتبة الوطنية بباريس من وثائق ومخطوطات عربية متعلقة ببلادنا.
هل مؤلف الوثيقة هو امحمد بن أحمد يوره؟
يبقى السؤال المطروح من هو مؤلف هذه الوثيقة؟ ليس هنالك ما يمكن الجزم به حول مؤلف هذه الوثيقة الدقيقة في محتواها والمفيدة في استقصائها والجديدة في معلوماتها، وإن كنت أظن أن مؤلفها لا يخلو من أمرين: أما الأمر الأول وهو أن تكون الوثيقة جزءا من كتاب والد بن خالنا في الأنساب خصوصا وأن أسلوبها يشبه أسلوب والد رحمه الله، وطريقة استقصائها في الأنساب وتتبعها للأمهات تشبه صنيعه في كتاب الأنساب. غير أن هذا الافتراض قد يكون خاطئا إذا ما اعتبرنا أن الشيخ والد ألف كتابه في أنساب تشمشه وحدهم دون سواهم وبالتالي تكون هذه الوثقة خارجة عن موضوع الكتاب غير منسجمة مع محتواه فهي في أنساب الترارزة وهم مجموعة مغفرية حسانية. وبالتالي فإن هذا الافتراض يشوش عليه ابتعاد الوثيقة عن موضوع كتاب أنساب الشيخ والد.
أما الأمر الثاني وهو أن تكون هذه الوثيقة من تأليف حفيد الشيخ والد الشاعر المجيد والفقيه المؤلف والمؤرخ المدقق امحمد بن أحمد يوره (توفي في ذي القعدة سنة 1340هـ أي يونيو/يوليو 1922م) الذي لديه هو الآخر نفس الاهتمام بالأنساب، وكثيرا ما اعتنى بتفاصيلها واستطرد الاستطرادات المفيدة وبين الأمور المستغلقة واعتى في الأنساب بالأمهات وتفريعها اعتناءه بالآباء وتعريفهم. ويؤيد هذا الافتراض ما أشار إليه امحمد رحمه الله في تأليفه: إخبار الأحبار بأخبار الآبار من أنه ألف في التاريخ والأنساب تأليفا ضاع منه، ومعلوم أن كتاب الآبار مهَّد له المؤلف تمهيدا ذكر فيه جملة من أنساب بني حسان ثم تحدث بعد ذلك عن أسماء الآبار الناجية وتعريبها وما يتعلق بها من تاريخ وأشعار. فهذا النص الذي ألفه ابن أحمد يوره قد يكون هو الآخر جامعا بين الأنساب وأخبار الأماكن، وتكون هذه الوثيقة جزءا مما ورد فيه من أنساب. يقول ابن أحمد يوره في إخبار الأحبار بأخبار الآبار: "وكنت قديما، أيام رخاء البال وصفاء الحال، قبل هجوم الزمان الذابل، واختلاط الحابل بالنابل، ألفت في هذا الشأن وثائق عديدة، وذكرت فيها أمورا منه مفيدة، فلعبت بها أيدي التلامذة وبعض الأساتذة، فلم أجد لها خبرا، ولم أر لها أثرا، فكأنها ابتلعتها الأرض.(1) فهل هذه الوثيقة جزء من نص ابن أحمد يوره المفقود؟ ذلك ما أميل إليه نظرا للقرائن التي ذكرت. ويبقى الحسم في الموضوع رهن بالحصول على نص ابن أحمد يوره المفقود.
والواقع أن التفاصيل الموجودة في هذه الوثيقة لم يتطرق لها من ألفوا في أنساب بني حسان عموما والمغافرة خصوصا مثل مثل الحسوة البيسانية في الأنساب الحسانية لصالح بن عبد الوهاب الناصري المتوفى سنة 1271هـ أي 1855م. ولا نجد هذه التفاصيل في الشجرة التي وضعها الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني المتوفى سنة 1300هـ أي 1881م حول أنساب بني حسان والمنشورة في كتاب الترجمان الجزائري إسماعيل حامد المتوفى في 10 ديسمبر 1932م والذي وضع له عنوانا بالعربية هو: نبذة من تاريخ الصحراء القصوى. ولا نجد هذه التفاصيل فيما ذكره عن الترارزة محمد فال بن بابه العلوي المتوفى ظهر الخميس 27 رجب 1349هـ أي 18 ديسمبر 1930م في كتابه التكملة في تاريخ إمارتي البراكنة والترارزة. ولا نجده في أورده المختار بن حامدن الديماني المتوفى في 1 محرم سنة 1414 هـ / 22 يونيو سنة 1993م في جزء بني حسان من موسوعته التاريخية الشهيرة. ومع استقصاء الفقيه المؤرخ أحمد سالم بن باگا اليدنيعقبي الديماني المتوفى سنة 1981 في كتابه تاريخ الترارزة فإنه لم يتطرق إلى هذه الجزئيات التي وردت في هذه الوثيقة كما سنرى.
نص وثيقة نسب الترارزة
وَوَلَدَ تَرُّوزْ بْنُ هَدَّاجْ: مُوسَى، وَوَلَدَ موسى: مسعودْ وهبَّابْ وكوشاحْ (2).
وأولاد مسعود اثنان: عَزُّوزْ (3) وبوعلبَه (4).
وأولاد عزوز: دمانْ، وامحمد وهو جد البروكات (5) ، وأمهما من بني عنترة (6). وأحمد وبلَّه وأمهما من أولاد أبي علي (7). قيل وأبو حمار جد الحمير (8).
وأولاد دمان ثمانية: ساسي وعتام وآگمتار واسمه المختار وزنون وأصله ذو النون (9)، وعبَّلَّه وامحيمدات وأحمد وأمهم الدهَيْمَه بنت كروم البركني (10). وأخوهم من الأب: منصور العُگبي (11) نسبة إلى أخواله أولاد عگبه (12).
وتزوج ساسي بنت بوماي بن يحيى الحرتاني الخليفي وله منها: سدوم وأعمر، ثم بنت ... وله منها عمنِّي، ثم بامراة من بني ارميث (13) وله منها: اعلي. ثم خلف على زوجة عمه بلَّه (14) وهي فاظيمه بنت الغويزي بن الفحفاح (15) وله منها ثلاثة أولاد (16).
وأولاد عتام سبعة: أحمد وإبراهيم وأمهم تِنْ داخلَّ من تَغْرچَّنْتْ (17)، وامحمد وأمه گرمي بنت يحيى النواح بن كروم اليتيمية، والأيتام قبيلة السيبوبي (18). ونغماش الانگادسي وأمه بنت يحيى الانگادسي (19). هذا ما وجدت من أولاد عتام (20).
وأولاد آگمتَّار: دلَّه وأعمر وامحمد وإبراهيم وأمهم يُمَّه تَوْچِّي بنت بلَّه بن عزوز، وموسى وبن حبيني وأمهم من بني سالم (21).
وأولاد زنون سبعة: امحمد وأعمر وأحمد وأختهم أمُّ ابن اللب الأحمري (22)، وأم أولاد زنون مريم بنت كانِي (23). وباقي السبعة لم أجده.
وأولاد عبَّلَّه: برامْ ومحمود وكنان وهمد وأمهم بنت بلَّه بن يحيى الخليفية، وأبو مديان.
وأولاد أحمد بن دمان أكبرهم: اعلي وشقيقته أم السحاب، وامحمد الخليفي وأمهاتهما بنتا امهينينْ بن عيسى (24). وأعمر وإبراهيم والعبار وهدي وأمهم العفنه بنت سدوم (25).
__________
الهوامش:
1 - انظر: امحمد بن أحمد يوره، إخبار الأحبار بأخبار الآبار، تحقيق أحمدو جمال ولد الحسن، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، الرباط، 1992، ص 25.
2 - انحصرت ذرية تروز في حفيده مسعود بن موسى بن تروز، أما هباب وكوشاح ابنا موسى بن تروز الذان انفردت هذه الوثيقة بذكرهما فيبدو أنهما لم يعقبا أو انقطع عقبهما.
3 - ذهب أحمد سالم باگا إلى أن عزوز أخو موسى وليس ابنه، وهو خلاف ما في مراجعنا كجزء بني حسان للمختار بن حامدن وكذلك ما جاء في كتاب إمارة الترارزة لبول مارتي. تاريخ الترارزة ص 28.
4 - بوعلبه: امحمد بوعلبه أو اعلي بوعلبه وهو جد قبيلة لعلب الشهيرة، وقد تفرعت من أبنائه الخمسة بطون قبيلة لعلب. فمن ابنه شيبان تفرع أهل محمده (محمدَّه بن شيبان)، ومن بوزيد تفرع الغوافيف (غفاف بن بوزيد)، ومن حُبَابْ بن بوعلبه تفرع الحوابيب، ومن امْحَمَّدْ بن بوعلبه تفرع أولاد امحمد، وأم امحمد هي لالَّا بنت سيد امحمد الكنتي المدفون في فصك غرب مدينة اكجوجت، فهو غير شقيق للثلاثة الأوائل. ومن الأكحل بن بوعلبه تفرع الكحل.
5 - البروكات: لم يرد هذه التسمية في المراجع التي بين يديَّ، ويبدو أنها أسرة انقرضت أو تحول اسمها إلى اسم آخر، وذلك ما نجده عند أحمد سالم باگا في تاريخ الترارزة والمختار بن حامدن في جزء بني حسان من موسوعته حيث يتفقان على أن امحمد بن عزوز جد الگوانيط الذين في إدوعيش. وفي جزء الجغرافيا لابن حامدن أن الگوانيط من أولاد اعلي انتونفه البيض الذين هم بقية الأنباط (ابن حامدن، الجغرافيا ص 30)، ومن الگوانيط: أهل بومالك وصاروا جزءا من أهل الطالب جدو من الأغلال في كيفه (ابن حامدن، الجغرافيا ص 32).
6 - بنو عنترة: هل هم أولاد عنتر بنو عنترة بن أحمد بن بلَّه بله بن امحمد بن داود، الذين يقال لهم العناتره من أولاد بله: وهم فخذان: ابنا سيد أحمدْ وفيهما رئاسة العناترة رؤساؤهم أهل سيد أحمدْ بن الأمين ومنهم: هنون الخنطي بن سيد ا حمد بن الأمين من مشاهير قومه قتله أولاد مسعود من الدحاحنه من أولاد بله كما في الحسوة البيسانية. أم المقصود العناتره بني عنتر ناصر بن مغفر بن ودي بن حسان من أولاد الناصر؟
7 - أم أولاد عزوز بن موسي بن تروز المعروفين بأولاد البوعليه هي عيشه بنت گدول بن موسى بن عمران بن بو اعلي واسمه: محمد بن رزگ. ولم يعقب گدول غير عيشه هذه. وهو المشهور بالعنف والعظمة، كان يحمي حوض نهر السينغال الشمالي إذا انحسر عنه ماء السيل فلا يطؤه إنسان ولا حيوان حتي ييبس لتبقي أرضه مستوية حتي لا تعثر بها خيله عند السباق. ومن المعروف أن أولاد البوعلية تطلق على ذرية أحمد وبلَّه ابني عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز. وبطونهم: أولاد أحمد من عزوز وأهل سدوم بلّه وأهل بوزيد والخواوات وأولاد هنون بن بلَّه. انظر: ابن حامدن، بنو حسان، ص 76.
8 - انفردت هذه الوثيقة بذكر أبي حمار وذريته التي يبدو أنها انقرضت.
9 - زنون وأصله ذو النون: هكذا أيضا سماه والد بن خالنا في كتابه "كرامات أولياء تشمشه" عند ذكره قصص وكرامات أحمد بزيد اليعقوبي. قال والد بن خالنا: "ومنها أن ذا النون بن دمان قتل نصرانيا من نصارى بني دمان، فغضب لذلك رئيس النصارى...".
10 - الدهيمه بنت كروم بن ملوك بن بركني، وأمها: أم هانئ بنت عامر بن علي بن انطاطر التاگاطي.
11 - لعل ابنه إبراهيم بن منصور بن دمان الذي بعثه ابن عمه هدي بن أحمد بن دمان إلى أوربا لتعلم اللغات الأوربية، وأقام مدة في هولندا.
12 - أولاد عگبة: هم أبناء عگبة (عقبة) بن اعروگ بن أديْ بن حسان. ومن بطونهم: أولاد مزوك، وأولاد بوكار، وأولاد بي، وأولاد ياسين، والجنابجه، والسكاكنه، والعبلات، والخليدات، والخواوصه، وانمدو الخمسة الأخيرون في مشظوف. واندمجت بقية الأربعة الأولين في قبائل منها تنواجيو. انظر: ابن حامدن، الجغرافيا، ص 95.
13 – بنو ارميث: ارميث بن مغفر بن أدي بن حسان. وذريته أهل دداش في الحوض والرحاحلة ولبيدات في منطقة الترارزة.
14 - بلَّه بن عزوز بن موسى بن تروز جد بطنين من أولاد البوعليه هما أولاد سدوم بن بله وأولاد بوزيد بن بله.
15 - فاظيمه بنت الغويزي بن الفحفاح: زوج ساسي بن دمان وقبله زوج عمه بله بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز وهي شقيقة أم العز بنت الغويزي بن الفحفاح زوج عبد الله بن كروم بن ملوك بن بركني، وأم سبعة من أبناه وهم: امحمد واعلي والمختار وبكار وأويس وإبريهمات وحيمدي وشقيقتاهما: هامه وخنيسة. وفاطمه بنت الغويزي بن الفحفاح أصغر من أم العز تزوجها يحيى بن كروم جد اليتاميو وله منها حومَّه، ثم مات عنها وتزوجها أخوه أحمد الأگرع كما قال محمدو بن البراء الديماني في رسالته حول نسب البراكنة. فهل فاطمه المذكورة في نص ابن البراء هي نفسها فاظيمه المذكورة في هذه النقلة؟
16 - وهم: ييجه واعلي انبويا وممو، كما ذكر ابن حامدن في جزء بني حسان.
17 – تِنْ داخلَّ من تَغْرچَّنْتْ: الشائع في قصص العامة أن "تِنْ داخلَّ" أو "انْدَيْخَللَّ" من حوريات البحر، وتقول القصة إن عتام أمسك بها بشاطئ المحيط الأطلسي مستعينا بغصن من شجر القتاد لواه ليا في شعرها الطويل. وتذكر القصة الشعبية أنها ظلت خرساء حتى احتال عليها عتام بحيلة فتكلمت وأوصت أن تلتزم ذريتها بثلاث مسائل في قصة خرافية مشهورة. والواقع كما في هذه الوثيقة أن تِنْ داخلَّ سيدة من قبيلة تَغْرچَّنْتْ وليست من حوريات البحر. وتَغْرچَّنْتْ وهم أنباط القبلة، ويشكل تَغْرچَّنْتْ هم وإيجكباجْ قبيلة انيرزيگ. وكانت مجموعة انْيَرْزِيگْ قبيلة صنهاجية من بقايا المرابطين كانوا في غاية القوة والمنعة. وفي المثل: "إبل انيرزيگ" يضرب للأمر الذي لا مطمع فيه، لأن "انيرزيگ" ليسوا ضعفاء فتسلب منهم إبلهم ولا كرماء فيجودون بها. وقرب مصب نهر السنغال في المحيط الأطلسي في جانب الأراضي الموريتانية يوجد موضع يسمى "كراع انْيَرْزِيگْ" نسبة لهذه القبيلة ويسمى في الخرائط الأوروبية في القرون الماضية بحيرة البعوض (Marigot des Maringouins). ومن بطون تَغْرچَّنْتْ: إيدبياي، والخبابشة (وقد انقرضا)، وإيدغمحم، وأولاد باي ويمثلهم اليوم آحاد من البيض، وجمهور الحراطين وعائلات طلبة مندمجون في انتابه والركاكنة وإيكمليلن. انظر ابن حامدن، الجغرافي، ص 33.
18 - السيبوبي: من كبار شخصيات اليتامى قديما وفي زمنه قامت دولة اليتامى، وابنه أحمد بن السيبوبي جد أعمر غرظو بن امحيمد بن اعلي بن عبد الله الشهير، وبسبب هذه الخؤولة وقف اليتامي مع أعمر غرظو بن امحيمد ضد هيبه بن اعلي، وقتلوا هيبه يوم گيمي واستمرت الحرب الداخلية بين فصائل أولاد اعلي بن عبد الله فكان ذلك سبب انقراض أولاد أعمر غرْظو وسبب انقراض دولة أخوالهم اليتامى.
19 - يحيى الانگادسي: نسبة إلى قبيلة انگادس الذين زحفوا من الشمال باتجاه الگبلة وكانت انگادس بذلك أول قبيلة صنهاجية تجتاح خلال فترة السيبة بلاد گنار. وقد اشتهروا بالسطوة والفروسية، وأرغموا السكان على دفع المغارم لهم أو الرحيل باتجاه نهر السينغال. وانتشرت انگادس جراء ذلك فيما بين تيرس وإگيدي (الجنوبي) وانتشرت شرقا إلى حدود آدرار وتگانت، ثم اتخذت من الأراضي الواقعة من تندگسمي (شرق انواكشوط) شمالا إلى المذرذرة. وحاربت قبيلة انگادس إلى جانب قبيلة الكتيبات من أولاد رزگ يوم انتيتام سنة ١٠٤٠ ه/ ١٦٣٠م فهلك أكثرهم في تلك الحرب، وسكنت بقيتهم في نواحي الركيز حيث الأرض وبيئة فأدى ذلك إلى انقراضهم، وتفرق من بقي منهم في الجهات والقبائل، وعبر منهم قسم كبير النهر فذاب في الزنوج، ويقال إن لقب انگايدى الزنجي تحريف لكلمة انگادس. انظر: تاريخ موريتانيا القديم والوسيط في أماكن متعددة من الكتاب.
20 - زاد ابن حامدن في جزء بني حسان "التوينسي" وذكر أنه لم يعقب.
21 - أولاد سالم: قد يكون المقصود أولاد سالم بن الشويخ من أولاد المولاة وهم من بطون أولاد دليم، أو أولاد سالم وهم فخذ من أفخاذ الدحاحنة من أولاد بلة (سالم بن دحنان بن امحمد بن بلة).
22 - ابن اللب الأحمري: نسبة إلى الأحمر وهو رجل من إدوعيش، وهذا الاسم مذكور في أنساب المغافرة حيث حصلت خؤولات بين المغافرة وبين هذا البيت الإدوعيشي فمن الملعوم أن أولاد يحيى بن عثمان والبراكنة والترارزة يطلق عليهم أولاد الزناگية لأن أمهم مروش بنت الأحمر الزناگية. انظر: صالح بن عبد الوهاب، الحسوة ص 142 وما بعدها.
23 - مريم بنت كاني بن المنصور بن عمران بن بو اعلي جد أولاد بو اعلي (وهو محمد بن رزگ). وأبو كاني بن المنصور هو المنوه به في ذلك الشعر الحساني القديم:
مَارِتْ عَنْ حَسْبَكْ إنَهْوَلْ ۞ ومارِتْ عن ما كيفَكْ زرگاني
فيكْ مَمُّو وفيكْ امهلهـــلْ ۞ وفيكْ بوهمادْ وفيكْ كانِـــــي
وممُّو وامهلهل وبوهماد وكاني هم بنو المنصور بن عمران بن بو اعلي وقد انقطع عقب ممو وكاني، أنا بوهماد وامهلهل فلهم عقب.
24 - امهنين بن عيسى: رئيس أولاد رزگ، خلفه في رئاسته أخوه امحمد بن امهينين. وفي منطقة الترارزة بئر تن امهينين.
25 - العفنه بنت سدوم: بنت سدوم الغدار بن الذيب بن أعمر بن الفحفاح بن امبارك جد أولاد امبارك، وهي أخت الحاجة بنت سدوم الغدار بن الذيب التي هي أم ثلاثة من أبناء نغماش التسعة وهم: : باعلَّه وهو أكبرهم، والمختار وهيبه بنو نغماش بن امحمد بن عبد الله بن كروم بن ملوك بن بركني.
انتهى