الأناضول: كشفت دراسة ألمانية حديثة، أن فئة جديدة من العقاقير، يمكن أن تمثل سلاحًا فعالاً ضد مجموعة واسعة من أنواع السرطان أبرزها سرطاني الرئة والمثانة.
الدراسة أجراها باحثون جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية Nature Medicine)) العلمية.
وباستخدام فئران التجارب وعينات مأخوذة من مرضى السرطان، اكتشف الفريق أن فئة جديدة من العقاقير تعرف باسم مثبطات إنزيم SHP2 فعالة أيضًا ضد الأورام العدوانية التي يصعب علاجها وتقاوم العقاقير مثل أورام الرئة والبنكرياس.
وأوضح الباحثون أن سرطاني الرئة والبنكرياس يعرفان باسم أورام KRAS، لأنهما يشتركان في نفس الخطأ الوراثي، وهذا الخطأ يعني أن بروتين KRAS، المسؤول عن انقسام الخلايا، لم يعد يعمل بشكل صحيح، ونتيجة لذلك، تنقسم الخلايا خارج السيطرة، ما يؤدي إلى تشكل الورم.
وأشار الفريق إلى أن أورام KRAS تشكل حوالي ثلث جميع الأورام التي تصيب البشر، لكن المشكلة هي أن بروتين KRAS نشط أيضًا ويلعب دورًا حاسمًا في الخلايا السليمة، بحيث لا يعد ببساطة تعطيله عبر الأدوية خيارًا علاجيًا فعالًا.
واكتشف الباحثون أن مثبطات SHP2 عندما أعطيت إلى الفئران المصابة بالسرطان فإن الأورام الموجودة تزايدت ببطء، وكانت أسهل في السيطرة عليها.
ولزيادة فاعلية هذه المثبطات، استخدم الفريق أيضًا فئة من العقاقير تستخدم بالفعل لعلاج السرطان وهي مثبطات إنزيمات MEK.
واكتشف الباحثون أن استخدام هذا المزيج من العقارين يمكن أن يقدم مقاربة جديدة لعلاج الأورام المقاومة للعقاقير.
ويتطلع الفريق إلى إجراء تجارب سريرية على المرضى الذين يعانون من أورام KRAS العدوانية، لرصد فاعلية هذا المزيج الدوائي لمحاربة سرطاني الرئة والمثانة.
وسرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أكثر من 222 ألف حالة جديدة بالمرض، وما يزيد عن 155 ألف حالة وفاة بالمرض في عام 2017، وفقًا للمعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة.
ووفقًا لفريق البحث، فإنه يتم تشخيص ما يقرب من 76 ألف حالة جديدة لسرطان المثانة سنويًا، في الولايات المتحدث الأمريكية وحدها، ويتطور المرض لدى الرجال حوالي 3 إلى 4 مرات أكثر من النساء، ويحدث سرطان المثانة غالبًا لكبار السن.