أحدث خبر رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن ريال مدريد، رواجا في مختلف وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل، للطريقة المفاجئة التي تخلى بها زيزو عن منصبه، وهو في أوج وأفضل لحظاته كمدرب مع الميرينغي، بحفاظه على دوري أبطال أوروبا في «سانتياغو بيرنابيو»، منذ تسلمه قيادة الفريق خلفا لرافا بنيتيز في يناير/كانون الثاني 2016.
على الفور، قامت أكثر الصحف قُربا من النادي الملكي «الماركا»، بعمل استطلاع رأي، أشبه بجس النبض للجماهير، لاختيار المدرب الجديد، وكانت المفاضلة بين مدرب ليفربول يورغن كلوب، ومدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتينو، ومدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف وغوتي.
ورغم أن مدرب السبيرز من الأسماء المُرشحة بقوة لخلافة زيدان، بحسب المصادر الصحفية، ومثله تماما لوف، إلا أن جماهير الريال كان لها رأي آخر، باختيار كلوب الذي اكتسح الأصوات خلال مدة الاستفتاء، التي استمرت لساعتين، شارك فيه أكثر من 22 ألف شخص، وهو ما فسرته الصحيفة، على أن جماهير الريال تضع مدرب الريدز على قائمة المطلوبين لخلافة زيدان الأسطوري.
أما عبر الصحف، ففي إنكلترا، قالت «التيلغراف»، أن كشاف النجوم آرسن فينغر ضمن القائمة المُختصرة التي حددها بيريز لاختيار المدرب المقبل، لتفرغ صاحب الـ68 عاما بعد انفصال شراكته التاريخية مع آرسنال، التي امتدت لأكثر من 20 عاما، وأيضا للاهتمام المُسبق من قبل النادي، حيث أكد المدرب الفرنسي أنه تلقى إغراء تدريب الريال أكثر من مرة، لكنه دائما كان يُفضل استكمال مشروعه مع المدفعجية.
أما في ألمانيا، فلا تستبعد التقارير أن يكون لوف هو حاكم الريال الجديد، رغم أنه مُرتبط بعقد مع اتحاد المانشفات حتى 2022، نفس المُعضلة التي قد تُخرج بوتشيتينو من الحسابات، لوجود شرط جزائي في عقده مع دانيال ليفي، وهناك أكثر من اسم آخر لامع مُرشح لشغل المقعد الشاغر في البيرنابيو، منهم أنطونيو كونتي وماوريتسيو ساري وماسيميليانو أليغري وآخرون، سيُحاول رجل الأعمال الإسباني اختيار أفضلهم ليكون الرجل القادم بعد زيدان.
وأصبح زيدان أيقونة في تحديد موعد تسليم الراية، فقبل 12 عاما، فاجأ العالم بإصراره على اعتزال كرة القدم، وهو يُقدم أفضل عروض في حياته أمام البرازيل وإيطاليا في كأس العالم 2006، وظهر الخميس، كرر المشهد، لكن هذه المرة، كمدرب حقق ما يُشبه المعجزة في الزمن الحديث، وفي الأخير غادر مرفوع الرأس، تاركا بصمة ستتذكرها الأجيال القادمة. وقضى نحو عامين وخمسة أشهر على رأس الجهاز الفني للريال، حقق خلالها تسعة ألقاب، بدأها بالكأس ذات الأذنين الحادية عشرة، بالفوز على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح، ثم الكأس السوبر الأوروبية في 2016، وقبل انتهاء العام، ظفر بكأس العالم للأندية. وكما قال بنفسه في مؤتمر وداعه، حقق البطولة الرابعة (الأصعب في رحلته)، وهي الدوري الإسباني موسم 2016-2017، وتبعها بالبطولة الخامسة بقهر يوفنتوس 4-1 في نهائي الأبطال، ثم استكمل ما فعله في أول موسم، باحتكار كأسي السوبر وبطولة العالم للأندية، وأضاف إليها السوبر المحلية بالفوز على برشلونة ذهابا وإيابا، وفي الأخير أنقذ موسمه المنقضي بافتراس ليفربول في نهائي «كييف» 3-1، ليُنهي حلمه الجميل مع الريال كمدرب وفي سجله 149 مباراة في مختلف المسابقات، حقق خلالها 104 انتصارات مقابل 29 مباراة انتهت بالتعادل و16 هزيمة، أي نسبة انتصارات حوالي 70٪، وحصيلة الأهداف المُسجلة وصلت لـ393، واهتزت الشباك في عهده 160 مرة، والسؤال الآن: هل المدرب القادم قادر على تحقيق هذه الأرقام؟