واصل كبار المدونين الموريتانيين أمس، احتجاجاتهم على مشاركة مسؤولين وسياسيين موريتانيين كبار، في إفطار نظمه ليلة أمس الأول السبت السفير الأمريكي المعتمد في نواكشوط، ميكايل دود مان، واعتبروه في تدوينات ساخنة «خيانة للأقصى وللقضية الفلسطينية».
وأكد المدونون الذين قرروا تجميع أسماء الشخصيات المشاركة والتشهير بها «أن تلبية دعوة السفير الأمريكي لحضور إفطار في سفارة بلاده غير مقبول ومرفوض في هذه الأيام التي قررت فيها أمريكا أن تنقل سفارتها إلى القدس، وفي هذه الأيام التي ينتفض فيها الشعب الفلسطيني ويتعرض فيها المتظاهرون السلميون للقتل بأبشع أنواعه».
«في الأحوال العادية، قول المدون محمد الأمين الفاضل، يمكن القول بأن من حق السفير الأمريكي في نواكشوط، أن يدعو لإفطار في سفارة بلاده، وتبقى تلبية الدعوة من الأمور التي لا تثير استغرابا، ولكن، ولنتحدث بلغة دبلوماسية، فإن هناك أوقاتا يكون فيها لتلبية الدعوة أو لرفضها دلالة سياسية، بل إنها في مثل تلك الأوقات قد تشكل موقفا سياسيا للمدعو، علم بذلك أو لم يعلم».
وأضاف «إن تلبية الدعوة في هذا الوقت المتزامن مع المسيرات الكبرى يعتبر خطأ كبيرا، ويزداد الخطأ شناعة بالنسبة لوزير التوجيه الإسلامي وللعلماء الذين قالت صفحة السفارة إنهم لبوا الدعوة، خاصة وأن الدعوة قد تزامنت تقريبا مع ذكرى معركة بدر الكبرى، فتلبية وزير التوجيه الإسلامي وبعض العلماء لدعوة السفير الأمريكي في مثل هذا الوقت بالذات تعتبر عملا مدانا، وكان على الوزير أن يعتذر بطريقة دبلوماسية، وأن يرسل موظفا من الوزارة من الدرجة الثانية أو الثالثة لتمثيله في إفطار السفارة».
وتساءل المحامي محمد المامي مولاي اعل في تدوينة أخرى قائلا «أو حقا أفطر بعض الأئمة والفقهاء عند السفير الأمريكي الذي يصر رئيسه على تسليم أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم لأشد الناس عداوة للذين آمنوا، أو حقا أفطروا عنده قبيل ذكرى معركة الفرقان التي فرق الله بها بين الحق والباطل؟، أو حقا أفطروا عنده وقد دعم رئيسه من يقاتل المرابطين ببيت المقدس في الدين ويخرجهم من ديارهم ويظاهر على إخراجهم ؟، أكل ذلك من أجل شربة من الألبان المحلية وخبزات مملحات؟!».
وتحت عنوان «الإفطار الأخير، كتب الدكتور الشيخ معاذ «حسب (العهد الجديد) فإن (العشاء الأخير) هو آخر ما احتفل به المسيح عليه السلام مع تلامذته، قبل أن يعتقل وتتم محاكمته « وصلبه» كما تعتقد الأناجيل، وحسب رواية العهد الجديد فإن المسيح تعرض للخيانة من أحد تلامذته هو (يهوذا)، وذلك أن الامبراطورية الرومانية شعرت أن المسيح سيكون هو الملك المنتظر، وأنه سيقوم بثورة لتدمير الحكم الذاتي لليهود، وبسبب من ذلك طالب الأحبار صراحة بقتل المسيح، فتكفل يهوذا بالتفاوض معهم على صفقة تسليمه عليه السلام».
«تذكرت قصة العشاء الأخير وتيمة الخيانة فيها، يضيف الشيخ معاذ، وأنا أرى كيف تحلق وزير شؤوننا الإسلامية، وساستنا حول السفير الأمريكي، يتبادلون الضحكات والبسمات والنظرات؛ والتلفزيون يصدح بقتل إسرائيل لبنات فلسطين قبل الإفطار، وكل ذلك بدعم ومباركة أمريكية».
وقال «ماذا لو قاطع ساستنا هذه المكسرات التي ليست حتى خبزة المسيح التي وزعت على أصحابه في العشاء الأخير؟ ماذا لو تركوا للتاريخ بصمة وفضلوا أن يكون إفطارا في سفارة فلسطين؟ إنها فضيحة استحقت أن تسمى (الإفطار الأخير) ولو كان دافنشي حيا لأضافها لسجل لوحات الخيانة الطويل في تاريخ الإنسانية».
ذكرت وسائل إعلام محلية مساء السبت أن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب سيستضيف أول مأدبة إفطار له في البيت الأبيض، الأربعاء المقبل، طبقا لما ذكرته صحيفة «بوليتيكو» السياسية الاخبارية.
وكان ترامب قد تعرض لانتقادات العام الماضي، بعد أن قرر عدم استضافة مأدبة الافطار التقليدية. وكان الرؤساء السابقون وهم باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون قد أقاموا جميعا مأدبة إفطار، بمناسبة شهر رمضان المبارك في البيت الأبيض.
ولم يكن ذلك أول قرار مثير للجدل لترامب متعلق بالمسلمين. وتعرض لانتقادات في السابق بسبب العديد من التصريحات والسياسات، من بين ذلك حظر على السفر، يمنع المواطنين من الكثير من الدول ذات الاغلبية المسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وفي حملته الانتخابية، دعا ترامب إلى حظر «كامل وتام» لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
نواكشوط ـ «القدس العربي»