يحتفل ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة، اليوم، بعيد ميلاده الـ 31، فالنجم الأرجنتيني قد تخطى حاجز الثلاثين عاما ولم يعد ذاك الصغير ذو الملامح الطفولية، وإن كان لا يزال يحتفظ بكل تفاصيل سحر قدمه اليسرى.
يجد فخر الكرة الأرجنتينية في القرن الحالي، نفسه أكثر، عندما يتواجد في برشلونة، حيث المدينة التي لطالما عبر عن عشقه لها خلال أحاديثه الصحفية، بجانب النادي الذي احتضنه منذ طفولته وشارك في جميع فئاته السنية، حتى بات اللاعب الأكثر تأثيرا في تاريخه.
هذا العام لن يمر على ميسي كما مرت الأعوام الماضية، فكثيرا من التغييرات ستكون في انتظاره سواء مع المنتخب الوطني، أو برشلونة الذي أصبح قائده الأول، بعد رحيل أندريس إنييستا إلى اليابان.
فنيا الأمر لا يحتاج لذرة من التشكيك، فأدوار ميسي على أرض الملعب أصبحت مثل سبيكة الذهب التي كلما تقدم عمرها تزيد في قيمتها، وخير دليل على ذلك حصوله على الحذاء الذهبي آخر موسمين، بل تطور الأمر مع فالفيردي ليتولى مسؤولية التسجيل وصناعة اللعب معا.
لا يتخيل المشجع الكتالوني شكل الفريق بدون النجم الأول على مر تاريخ ناديه، حيث حصد مع البارسا 32 لقبا من بينها 9 ليجا و4 دوري أبطال أوروبا، كما أنه الهداف التاريخي لبرشلونة بـ 552 هدفا وصانع الألعاب التاريخي أيضا بـ 241 هدفا.
الأرقام دائما تعبر عن عدة جوانب من أداء اللاعبين، ولكن عندما تجتمع الأرقام مع أداء ومستوى مبهر وثابت، سيأتي الحديث عن البرغوث دون شك، فهو لا يكل عن تمرير الكرات السحرية أو مراوغة أكثر من لاعب بحركة واحدة، أو تسجيل أهداف قد تميل لتسميتها كلوحات الفنية عن كونها مجرد أهداف.
العام الجديد على حامل الكرة الذهبية والحذاء الذهبي 5 مرات سيكون مليئا بالتحديات، وهو بالفعل يمر بأصعبها على الإطلاق مع منتخب الأرجنتين، الذي لا حول له ولا قوة في مونديال روسيا، بعد هزيمة قاسية في المباراة الثانية بدور المجموعات أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة.
ضغوط جماهيرية هائلة ألقيت على عاتق ميسي قبل انطلاق البطولة، بل تعود تلك الضغوط لأول نهائي خسره مع الأرجنتين في كوبا أمريكا عام 2015، لتنهال عليه الانتقادات حول قدرته قيادة المنتخب لما وصل له مع برشلونة.
قسمت ضربة الجزاء التي أضاعها ميسي أمام أيسلندا الجمهور الأرجنتيني إلى نصفين، الأول برهن على أسبابه في عجز قائده عن تكرار ما قام به دييجو مارادونا في 1986 وفشله في التعامل مع تلك الضغوط، والثاني دافع عنه لعدم توافر مدرب يخلق منتخبا يساعد ميسي في تحقيق المطلوب.
على الورق ليس من الصعب على الأرجنتين أن تفوز على نيجيريا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات لتتأهل خلف كرواتيا، وعلى أرض الواقع فحلم الفوز بالمونديال في ظل الظروف الحالية سيحتاج لثورة تكتيكية ونفسية للاعبي الأرجنتين خلال الأيام المقبلة، على أمل وصول ميسي لهدفه المنشود منذ سنوات عديدة.
وعلى الجانب الآخر لا تزال الأمور هادئة في إسبانيا، فحتى الآن لم تنجز ادارة برشلونة أي من الصفقات التي تتحدث عنها الصحف الكتالونية للموسم المقبل، في ظل حاجة الفريق لعدة أوراق إضافية لتعويض الفشل بالخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي أفسد على ميسي موسما تاريخيا.
وفي ظل حاجة برشلونة للاعب وسط قوي يعيد ذكريات تشافي هيرنانديز ومن بعده سيسك فابريجاس، سيفتقد ميسي لواحد من أهم لاعبي برشلونة عبر التاريخ وهو أندريس إنييستا، الذي رحل عن الفريق بنهاية الموسم إلى اليابان.
وسيؤثر رحيل إنييستا بكل تأكيد على الشكل المعتاد للبارسا، كما سيفتقد ميسي الضلع الثاني من الثالوث الذهبي (ميسي - إنييستا - تشافي) وعلى الرغم من استقدام لاعب بحجم فيليب كوتينيو إلا أن طريقة اللعب لا تزال مبهمة للنجم الأرجنتيني الذي تزامل مع إنييستا لمدة قاربت الـ 13 عاما.