استذكر المدونون الموريتانيون بشيء من المرارة، أمس، انقلاب العاشر يوليو الذي أنهى به الجيش الموريتاني قبل أربعين سنة، أي عام 1978م، نظام الرئيس الموريتاني مختار ولد داداه (المؤسس كما يسمونه)، الذي تتالت بعده انقلابات آخرها كان على يد الرئيس الحالي عام 2008م.
وأكدت حركة 25 فبراير الشبابية المعارضة في بيان بالمناسبة «أن ذكرى انقلاب العاشر يوليو الأربعين تطل اليوم بعد أن ارتهنت موريتانيا في العاشر يوليو 1978م، لقبضة زمرة العسكر التي قوضت الدولة المدنية، وحطمت كل الآمال والتطلعات لبناء دولة عدالة وقانون يفخر بها أبناؤها».
وذكرت الحركة بما اعتبرته «جرائم مقترفة» بينها «في المجال السياسي سد العسكر الباب أمام التطور السياسي للبلد، وأمام العبور نحو ديمقراطية حقيقية تكون صدى للشعب، وتمكنه من التعبير عن إرادته وتأكيد سيادته، وذلك عبر فرض ديمقراطية مزيفة شكلية عن طريق الدبابة والمدفع، فتارة عن طريق الانقلابات كلما تعرض نظام حكمهم للتهديد، وتارة أخرى عن طريق الاغتيالات السياسية»، حسب تعبير الحركة.
«إن أربعة عقود من هذا الحكم الجائر المتسلط والهدام، تضيف الحركة، قمينة بدفع القوى الحية للتعاضد في وجهه، والتوحد على ميثاق وطني جامع مناهض لسطوة وسيطرة العسكر على الحكم في موريتانيا».
وأكدت الحركة التزامها بنهجها السلمي المقاوم لسلطة العسكر في موريتانيا حتى إنهائها محذرة «من مخاطر انطلاء ألاعيب العسكر وأحابيلهم على الفاعلين السياسيين، ومن ذلك لعبة الانتخابات الشكلية المنتظرة التي لن تضيف سوى مزيد من تأخير الديمقراطية الحقيقية عن البلاد».
وتحت عنوان «يوم طويل في شهر ماكر»، خاطب الكاتب البارز محمد محفوظ ولد أحمد يوم الانقلاب قائلاً «ها أنت تفتر عن ثغرك الـباسر، تُطل من أوجام صحرائك الجادبة، لتسامرنا بأوهام جَنَّاتِك اليانعة؛ فيا تموز أو «يوليو العظيم» كيف تخدع الناس وتسرق أحلام المقهورين وتغش آمال الفقراء».
يضيف ولد أحمد «يا أيها «العاشر» العاثر، بأي نظرة تطل علينا اليوم وقد قالوا إنهم أضَلُّوك تحت الصفائح، وزعموا أنك صرت رميمًا، والحقيقة أنك لم تزل تعيش بأرواحك العشرة في غرورهم البدائي، وفي نياشينهم المجانية، ومكاتبهم المكيفة وسياراتهم الملمَّعة وقصورهم الممنَّعة؛ تُنعنع كؤوس شايهم وتحمل جِفان أطاجينهم، ثم تحولهم طواويس ملونة، لكنها كليلة الأفكار، دانية الهمم».
وأضاف الكاتب «مهلاً أيها «العاشر يوليو» لقد ذللنا، سَهُلنا…ونسينا الجموح وجافينا الطموح…لم يعد «أبناؤك البررة» بحاجة إلى خطام ولا حظيرة…نحن الحظيرة بله الوِجَار…فها نحن كالقطيع، لكن بلا علف ولا ماء ولا أمل كبير في الغيث، فمتى تطمئن وتنسحب بسلام؟»
ودون الإعلامي المعارض أحمدو الوديعة، أمس، على صفحته مبرزًا «أنه في مثل هذ اليوم قبل أربعين سنة وضعت اللبنات الأولى لحكم العسكر في موريتانيا، ليتم القضاء عمليًا على مشروع الوطن الموريتاني لتحل محله مشاريع متنافرة تسير على نهج أهل النار كلما امتطى عسكري دبابة لعن سابقيه وشرع يجرب بنات أفكاره في شعبنا المقهور».
يضيف الكاتب «العاشر من يوليو يوم حزين في موريتانيا التي تعاني اﻵن من حكم جيل من أجيال العاشر من يوليو ليس الأكثر نجابة، لكنه الأكثر تعبيرًا عن عدم صلاحية العسكر للحكم». أما المدون الذي يسمي نفسه «جبريل المفسد» فقد دون عن أربعينية الانقلاب، ساخرًا حيث أكد «أنه، مثلما كان العاشر من يوليو 1978م هو يوم الانقلاب المشؤوم فقد صادف كذلك اليوم الأول من الدورة الثانية للبكالوريا، ليتفاجأ التلاميذ بضابط يمنعهم من دخول المركز، وحينما أخبروه أنهم جاءوا للبكالوريا يرد عليهم بكل كبرياء «انصرفوا وإن جئتم لامتحان الإعدادية»، فالضابط المسكين يعتقد لجهله، أن امتحان الإعدادية أهم من امتحان الثانوية»، يضيف المدون.
نواكشوط ـ «القدس العربي»